تحرير الأسرى .. درس بأن الصبر – رغم المعاناة – سيثمر نصراً
Share
705 من أسرى الجيش اليمني حطوا الرحال في مطار صنعاء الدولي شامخي الرؤوس، لأنهم رجال الله وجنوده الأبطال، رجال الإيمان والحريّة والجهاد، رجال الصّدق والوفاء، رجال الوعي والإخلاص، رجال الثبات والصبر.
حطموا بإيمانهم غرور المنافقين وأوليائهم المجرمين؛ قبل أن يحطموا قيود سجونهم الظالمة، حملوا منهج القران الكريم ورفعوا رايته ووقفوا موقف الحقّ في مواجهة أولياء اليهود والنصارى الواضحين المفضوحين، الذين باعوا أمّتهم وشعوبهم، وباعوا دينهم وحرّيتهم، وقبِلوا بأن يعيشوا عبيداً للأجانب الطّامعين.
وقد هب الشعب اليماني العظيم لاستقبال أسراه ويعاهدهم على الاستمرار في طريق الجهاد والحرّية، وعلى الثبات والوفاء حتى يأذن الله بالنصر الحاسم المُحتّم على أعدائه الذين سيكون مصيرهم الهزيمة والنّدم، وهذا وعده العظيم المؤكّد.
ثلة من المؤمنين هزموا بوعيهم خداع الأعداء وأزهقوا باطلهم، وفضحوا زيفهم وبهتانهم وكذبهم، وإنّ إيمانهم وثقتهم بالله واستبسالهم وصبرهم وثباتهم؛ هو الذي قتل جنوده الأعداء وقادَتَهم من سعوديين وإماراتيين ومن مرتزقة، وكذلك جنود وضبّاط (شركة بلاك ووتر الأمريكية) وغيرها من التشكيلات الأمريكية المعروفة، فأبطالنا بتوفيق الله من فضحوا وقهروا الأمريكيين، وارغموهم على أن يعترفوا علَناً أنّهم مشاركين في العدوان على اليمن، مُشاركين بالطّيران والطيّارين، ومُشاركين بالبوارج البحريّة بضباطها وجنودها، ومُشاركين في غرف العمليّات، ومُشاركين في الرّصد والمعلومات، ومُشاركين بالخبراء وبالسّلاح، وما كان لهم أن يعترفوا ولا أن يفتضحوا لولا الوعي والصمود والثبات والمواقف العظيمة، وهذا توفيق كبير من الله لهم ولشعبهم، وهذا مصداق لما قاله الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
صفقة رمضان
من الـ23 وحتى الـ25 من شهر رمضان الجاري شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أجواء فرائحية بالنصر على العدوان في “صفقة رمضان” لتبادل الأسرى الأحرار من سجون العدوان .. حيث توافدت طائرات الخطوط الجوية اليمنية الناقل الرسمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر مطار صنعاء الدولي على مدى ثلاثة أيام متتالية، مشكّلة جسراَ جوياً إنسانياً تم فيه تبادل للأسرى المحررين الأبطال من الجيش اليمني من سجون العدوان ومرتزقتهم في محافظة عدن ومحافظة مأرب ومنطقة المخا بالساحل الغربي في “صفقة رمضان” تنفيذاً لاتفاق الأسرى الموقع مؤخراً في جنيف “سوسرا” برعاية الأمم المتحدة.
رئيس اللجنة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى أوضح أن صفقة رمضان لتبادل الاسرى، تم خلالها تنفيذ عملية تبادل أسرى 706 من أسرى الجيش اليمني مقابل 181 أسير ا من الطرف الآخر حيث توزع أسرى الجيش واللجان الشعبية ما بين السجون السعودية وعددهم 250 أسيرا و 250 أسيرا تم أسرهم في جبهات لحج وعدن والضالع و100 أسير ممن تم أسرهم في جبهة الساحل الغربي بالإضافة إلى 105 أسرى خرجوا من سجون مأرب .. موضحا أن هذه الصفقة التي تم التوافق عليها هي في الأساس جزء من اتفاق مارس الذي تم في العام الماضي وبدأ تنفيذ الجزء الأول والثاني منه وسيتم عقد جولة مقبلة في شهر مايو ليشمل 700 أسير من الجيش واللجان الشعبية و700 من أسرى الطرف الآخر.
ميدانيا بدأ اتمام تنفيذ صفقة رمضان لتبادل الاسرى المحررين بين الطرفين من يوم الجمعة الموافق 23 رمضان 1444ه الموافق 14 ابريل 2023م ففي يوم الجمعة تم تنفيذ الدفعة الاولى لتبادل الاسرى بهبوط واقلاع ثلاث طائرات منهن هبوط طائرتين للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء على متنها 250 اسيرا من الاسرى الابطال المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية تم تحريرهم من سجون مرتزقة العدوان في محافظة عدن، حيث حظي اسرانا الابطال المجاهدين باستقبال رسمي وشعبي منقطع النظير.
بينما أقلعت من مطار صنعاء الدولي طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر على متنها 69 اسيرا من مرتزقة العدوان بينهم محمود الصبيحي وزير الدفاع في حكومة المرتزقة سابقاً وشقيق الخائن عبدربه منصور عادي وسط دهشة بما شاهدوه في مطار صنعاء الدولي من حفاوة لاستقبال الاسرى المجاهدين.
وتم تنفيذ الدفعة الثانية يوم السبت 24 رمضان 1444ه بوصول ثلاث طائرات الى مطار صنعاء منها طائرتين للخطوط الجوية اليمنية وطائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر على متنهما 325 اسيرا من الاسرى المحررين الابطال من سجون العدوان السعودي ومرتزقتهم في الساحل الغربي ضمن اتفاق سويسرا.
و اقلت طائرتي الخطوط الجوية اليمنية 250 أسيرا قادمين من مدينة أبها السعودية بعد تحريرهم من سجون العدو السعودي بينما وصلت ثلاث طائرات للجنة الدولية للصليب الأحمر قادمة من المخاء وعلى متنها 100 من الاسرى المحررين من سجون مرتزقة العدوان في الساحل الغربي.
في حين اقلعت طائرة اللجنة الدولية للصليب الاحمر مطار صنعاء الدولي الى السعودية تحمل على متنها 20 اسيرا من مرتزقة العدوان بينهم 15 من السعوديين وثلاثة سودانيين واثنين يمنيين هم نجل المرتزق طارق عفاش وشقيقه.
في اليوم الثالث نفذت الدفعة الثالثة من والى مطاري صنعاء الدولي ومارب المحلي حيث وصلت مطار صنعاء 3 طائرات للجنة الدولية للصليب الأحمر وعلى متنها 105 من الاسرى المجاهدين الاحرار من سجون المرتزقة في مأرب بينهم الاخت سميرة مارش و13 اسيرا من آل الأمير، بالمقابل اقلعت من مطار صنعاء طائرتين للجنة الدولية للصليب الأحمر وعليها 88 اسيرا مرتزقا .
حفاوة الاستقبال
وقد جراء للأسرى المحررين مراسيم استقبال رسمية وجماهيرية كبيرة في مطار صنعاء الدولي حضره رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط و أعضاء المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وسلطان السامعي واحمد الرهوي ومبارك المشن ورؤساء مجالس النواب يحيى الراعي والوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والقضاء الأعلى القاضي محمد يحيى المتوكل ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد عبدالكريم الغماري وعدد من نواب الوزراء والوزراء ومن مجلسي النواب والشورى ورؤساء الهيئات الزكاة شمسان بن نشطان والاوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي وقيادات عسكرية وامنية وجماهير كبيرة .
وفي مقدمة المهنئين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي توجه الى الله بالحمد والشكر على نعمة خروج دفعة الأسرى، كما توجه بالتهاني للأخوة الأسرى المحررين واسرهم على خروجهم .. مؤكدا لبقية أسر الأسرى أن العمل مستمر لإكمال عملية التبادل حتى يكتمل تحرير كل الأسرى.
فيما شارك الرئيس مهدي المشاط قائد القوات المسلحة الفرحة حيث حضر في طليعة المستقبلين للأسرى في مطار صنعاء الدولي وسط حضور رسمي وشعبي منقطع النظير .
وأشاد فخامة الرئيس المشاط، بالاستقبال المهيب والمشرف للأسرى المحررين الذي اشتركت فيه الجهات الرسمية والشعبية تعبيرا عن الوفاء والعرفان لهم.. موضحا أن هذا الاستقبال هو أقل ما يمكن تقديمه للأسرى العظماء الأوفياء.. مشيدا بتضحياتهم وصمودهم في سجون العدوان رغم ما تعرضوا له من تعذيب.
وعبر الرئيس المشاط، عن الشكر لرئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والعاملين فيها على جهودهم الكبيرة والتي نرى ثمرتها اليوم من خلال وصول هذه الدفعة من الأسرى المحررين.
ولكل الأسرى الذين ما يزالون خلف قضبان سجون العدوان.. قال الرئيس المشاط:” أعدكم أنه لن يهدأ لنا بال ولن يهنأ لنا عيش حتى تحرير آخر أسير بإذن الله”.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي من جانبه اعتبر تحرير الاسرى الابطال المجاهدين نصرا على العدوان. وأضاف: تعيش أجواء فرائحيه كبيرة بقدوم الابطال المجاهدين المحررين من سجون العدوان السعودي ومرتزقتهم في عدن والساحل الغربي ومارب.
بدورة قال عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي في تصريح لموقع أنصار الله “نستقبل اليوم الأبطال الذين قضوا فترة في سجون العدو وهذا اليوم هو انجاز كبير حقق فيه المفاوض اليمني استحقاق إنساني.. لافتا إلى أن نجاح صفقة الأسرى دليل على التزامنا بتعهداتنا وهي إثبات عملي بأن أقوالنا أفعال.. مشيرا الى صفقة الأسرى هي انفراجة وبداية لعملية تبادل ” الكل مقابل الكل” .
فيما اكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد أن أسرانا أقوى من سجانيهم في صبرهم وتقييمهم ومعرفتهم لعظمة المسيرة التي ينتمون إليها والموقف الذي هم فيه وهو موقف الحق ، موقف الدفاع عن الشرف والعرض ولذلك ضحو وتحملوا.
وقال حامد إن صبر الأسرى يعطينا درسا أنه مهما كانت المعاناة فهي في نهاية المطاف ستنتهي إلى الفرج والنصر.
العهد لمن بقي في الأسر
لم تنهي مراسيم الاستقبال من مطار صنعاء الدولي، بل كان مراسيم أخرى، منها استقبالهم من قبل الرئيس مهدي المشاط ، بالإضافة لاستقبال الأسرى في كافة الماحفظات.
رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط خلال استقباله للأسرى بارك للأسرى وأسرهم ولكل أبناء الشعب اليمني هذا الانتصار الكبير والفرحة العظيمة.. وخاطب الأسرى المحررين قائلاً “السيد القائد يحفظه الله يتابع لحظة بلحظة الجانب الإنساني، وقد كنتم ولا تزالون في أولوياتنا”.
وقال “نعيش همّ وضيق أسركم الكريمة وهذا الهمّ باقي حتى الإفراج عن كل أسير في قبضة العدو”.. وأفاد إلى أنه وخلال المفاوضات سعى المرتزقة للمطالبة بإخراج أقاربهم وأسرهم فقط ولم يهتموا حتى بزملائهم ومقاتليهم.
وأضاف “خضنا العديد من الجولات في سبيل الإفراج عن الأسرى رغم العراقيل التي وضعها الأعداء، وفي سنوات العذاب والفراق مكننا الله بفضله من تكوين قوة وترسانة عسكرية تحمي الأرض وتدافع عن الشعب وكفيلة بدحر الغزاة والمحتلين”.
وتابع “رسالتي لمن لا يزالون خلف القضبان، أعدكم وأعد أسركم الكريمة أننا سنبذل قصارى جهدنا في سبيل الإفراج عنكم مهما كان الثمن والتحديات”.
شاهد على الاجرام
مأسي وظلم ومعاناة في غياهب سجون العدوان السعودي ومرتزقتهم في عدن والمخاء ومارب لا يمكن حصرها فوراء كل أسير ومعتقل حكاية ومأساة تكشف بشعة المعتدين ووحشيتهم وانسلاخهم عن القيم الإسلامية وانقلابهم عن المبادئ والقوانينن الدولية .
الأسير أديب الثجري حكى قليلاً من معاناة الاسرى الابطال في سجون العدوان حيث أكد ان المرتزقة قاموا بأسر 38 شخصا في غرفة صغيرة قبل أن يتم نقلهم إلى عدة معتقلات.. وقال” استخدم المرتزقة أساليب تعذيب شديدة معنا احداها بالكهرباء “.
الشيخ علي عبود من أشراف محافظة مارب يحكي عن مظلومية آل الأمير التي حصلت لهم حيث عمد المرتزقة إلى مهاجمة قراهم وحرق منازلهم وقتلهم النساء والأطفال وأسر من تمكنوا من الشباب حيث قال “أتت عليهم ميليشيات الإصلاح وهم لم يكونوا في جبهة عسكرية وأضاف: كنا نتمنى أن يكون خروج آل الأمير عبر الوساطات التي عقدت قبليا وليس على أن يفرج عنهم عبر الصليب الأحمر”.
وأشار إلى أن الجهود القبلية والوساطات تكررت لإخراج آل الأمير على مدى اربع سنوات حتى تدخلت القيادة في صنعاء لإخراجهم.. مؤكدا أن ميلشيات الإصلاح عمدت إلى انتهاك حرمة الشهيد سبيعيان في مأرب واحرقوه في منزله.
وأعرب عن شكره للقيادة الثورية والسياسية الذين بادروا بدمج أسماء آل الأمير وهم لم يكونوا في جبهة حرب.
المعتقلة المحررة سميرة مارش، امرأة ضلت في سجون المرتزقة لخمس سنوات ما يعتبر وصمة عار في جبين مرتزقة العدوان وفي المقدمة حزب الإصلاح فلا قانون ولا عرف يبيح اقتحام منازل المواطنين واختطاف النساء وسجنهن كما عمل المرتزقة مع سميرة مارش.
فشلت كل المحاولات في الافراج عن الاخت سميرة مارش حتى عن طريق الامم المتحدة ووساطات قبلية مما اضطر لجنة الأسرى إلى إطلاق 4 من خلية إجرامية تتبع السعودية كان قد حكم عليهم بالإعدام مقابل الافراج عنها.