تحركات أمريكية حثيثة لتدعيم الدفاعات الجوية السعودية قبل استئناف الحرب على اليمن
Share
قالت مصادر عسكرية أمريكية إن هناك خططا لبناء منشأة عسكرية في السعودية “لاختبار تقنيات جديدة قيد التطوير لمكافحة التهديد المتزايد من الطائرات المسيرة”.
تأتي هذه التحركات السعودية الأمريكية، في ظل تمديد الهدنة المتفق عليها برعاية أممية في اليمن، وهي الفترة التي أعقبت زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى الرياض، والتقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي أخذت طابع لقاء اقتصادي، فيما تتضح المؤشرات أن اللقاء كان عسكريًا بحتًا، جراء تدفق مزيد من صفقات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، والبحث عن كيفية إيقاف خطر الطائرات المسيرة التي كبدت السعودية خسائر فادحة، مقارنة بتكاليف صنعها البسيطة.
ونقلت شبكة “إن بي سي” الأمريكية عن 3 عسكريين أمريكيين بارزين قولهم، إن المنشأة ستختبر تقنيات جديدة لمكافحة تهديدات الطائرات بدون طيار وتطوير واختبار قدرات الدفاع الجوي والصاروخي.
وأضافت الشبكة أن الخطط التي تشرف عليها القيادة الوسطى الأمريكية (سينتكوم)، تتضمن تسمية المنشأة الجديدة “مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة”، على غرار مركز “الرمال البيضاء” الموجود في ولاية نيومكسيكو والمخصص للتجارب الصاروخية طويلة المدى.
القرارات الأخيرة، هي تأكيد على استمرار واشنطن، في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للرياض، ومواصلة الحرب على اليمن، مهما كانت ادعاءات التحالف بالسعي نحو إنهاء القتال، فما يحدث على الأرض، يناقض تلك التصريحات التي خرجت بها القيادتين السعودية والإماراتية من ترحيبهم بهدنة تُفضي إلى سلام دائم.
وبحسب المصدر العسكري الأمريكي فإن المساحات في السعودية كبيرة ومناسبة لبناء المنشآة، وتمتلك القدرة على اختبار أساليب مختلفة للحرب الإلكترونية، مثل التشويش على الاتصالات والطاقة الموجهة دون التأثير على المراكز السكانية القريبة.
وقال مسؤول عسكري إن هذه الخطط تعتبر “فرصة” في ظل اعتبار المملكة العربية السعودية “كمركز ثقل للعديد من المساعي الأمنية الإقليمية المستقبلية”.
وأفادت الشبكة بأن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “مايكل كوريلا” اقترح الفكرة في اجتماع مع عدد من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الشهر الماضي، على أن يتم الانتهاء من المشروع قبل نهاية 2022م.
وفي الوقت الذي يُطالب به أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي، والعديد من المنظمات الدولية بإنهاء دعم أمريكا للسعودية، ووسط آمال بتنفيذ الرئيس بايدن وعوده بخصوص نبذ السعودية وإيقاف صفقات الأسلحة الصادرة إلى الرياض؛ إلا أن مواقف بايدن بينت أنه لا يختلف تمامًا عن الرئيسين السابقين أوباما وترامب، فيما يتعلق بتعزيز الشراكة مع السعودية ودعمها في استمرار انتهاكاتها وارتكاب المزيد من جرائم الحرب في اليمن.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على المناقشات إن الفكرة لاقت “دعما ساحقا”، بينما أكد مسؤولان آخران إن الولايات المتحدة ستمول على الأرجح حوالي 20% من كلفة المشروع وتوفر نحو 20% من القوة العاملة، بينما سيغطي الحلفاء الباقي، وأضافا أنه لا يوجد حتى الآن تقدير للكلفة النهائية للمشروع.
تأتي هذه الخطط في ظل ازدياد مستوى التعاون بين دول عربية وخليجية مع الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران واليمن، أصحاب الحق المشروع في الدفاع عن نفسيهما والتحرر من الوصاية الأجنبية، الرافضين للهيمنة الأمريكية والتسلط على حقوق الشعوب وثرواتهم.
وبحسب مسؤول أمريكي؛ فإن الفكرة تهدف “لجمع العديد من الدول معا في ترتيبات أمنية براغماتية”، بالتزامن مع التوجه الجديد لقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا لتحويل تركيز القيادة من وجود عسكري كبير في المنطقة إلى الاهتمام بتعزيز الشراكات.