تحذيراتُ ما قبل انتهاء الهُــدنة: لن نسمحَ بنهب الثروات النفطية
حذّر قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- دول العدوان الأمريكي السعوديّ والشركات الأجنبية من الاستمرار في نهب الثروات اليمنية، في خطاب له بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر المجيدة.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل اقتراب الهُــدنة المؤقتة والتي تم تمديدُها مرتين، بإلحاحٍ من قبل العدوان؛ خشيةَ أن يطالهم القصف اليماني العنيف، كما تأتي التحذيراتُ مع العرض العسكري المهيب لأبطال القوات المسلحة اليمنية، وظهور أسلحة نوعية جديدة، أثارت الهلع في صفوف العدوان.
ويرى الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان أن التحذير الذي وجّهه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتحالف العدوان إزاء استمراره في نهب الثروات النفطية وامتصاصِ عائداتها يعتبر انذاراً حقيقيًّا، لتحالف العدوّ ليبادر بإيقاف عجلة نهبه للثروات النفطية ويتفادى ما سيترتب على ذلك من تداعيات وانعكاسات استراتيجية خطيرة.
ويؤكّـد عُثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الوقت وظروف المرحلة وموازين القوة المرسومة اليوم ليست في صالح قوى العدوان حتى تواصلَ سياسات النهب وحصار شعبنا اليمني وتجويعه دون أن يكون هناك تكاليفُ وردة فعل انتقامية، فقد تغيّرت الأوضاع وانقلبت الموازين وأصبح المضمار بكل أبعاده العسكرية والاستراتيجية متهيَّأً لقواتنا المسلحة لتنفيذ عمليات ردع غير مسبوقة.
ويشير إلى أن تهديد السيد القائد -يحفظه الله- في هذا التوقيت هو إنذار ما قبل العاصفة، وإشارة ربما قد تكون الأخيرة لتتلافى دول العدوان، وَأَيْـضاً الشركات الأجنبية نفسها من ردة الفعل القادمة لقواتنا المسلحة التي أصبحت عمليًّا في طور انتظار الضوء الأخضر من القيادة لتضرب بيد من حديد كُـلَّ ما له صلة بنهب الثروات النفطية والغازية، ونعني بذلك السفن وَناقلات النفط التي تأتي إلى موانئ شبوة وحضرموت شهرياً لنهب ما يقدَّر بـ2 مليون برميل نفط يوميًّا، وَأَيْـضاً مقار الشركات الأجنبية الفرنسية أَو الغربية التي تدير عمليةَ استخراج النفط وبيعه وسرقة عائداته، فجميعها أصبحت أهدافاً مشروعة ومسرحَ عمليات عسكرية قادمة.
ويؤكّـد أن لدى قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- فائض القوة، وَالضرب لهذه الأهداف في أية لحظة وإغراق كُـلّ الناقلات والسفن التابعة للعدوان والشركات الأجنبية التي تتمركز على طول السواحل والبحر العربي وسحق الأماكن التي يتم من خلالها إدارة بيع النفط وسرقته، لافتاً إلى أنه يتوجبُ فهمُ هذه المعادلة جيِّدًا، فلا خيارَ آخرَ أمام العدوان وهذه الشركات سوى إيقاف نهب الثروات النفطية أَو الاستعداد لعاصفة باليستية ومحرقة جماعية للسفن والناقلات.
قراراتٌ غير شرعية
من جهته، يؤكّـد وكيل وزارة المالية لقطاع التخطيط والإحصاء والمتابعة، الدكتور أحمد حجر، أنه وفي ضوء القوانين الدولية فكل قرارات حكومة العملاء باطلة بطلاناً مطلقاً، وأن ما تقوم به دول العدوان من نهب لثروات اليمن هو عمل غير مشروع، وبالتالي يحق لليمن استخدامَ كافة الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية لإيقاف هذا النهب والاستغلال لمقدرات اليمن
ويؤكّـد حجر في تصريحٍ خاصٍّ لصحيفة “المسيرة” أن دول العدوان الأمريكي السعوديّ لا تفهم سوى لغة القوة، كما أن الأوضاع الحرجة في اليمن توجب على القيادة السياسية استخدام كافة الوسائل المتاحة لإيقاف هذا النهب من قبل دول العدوان، مُضيفاً: وهذا ما يجعل القيادة السياسية في حال عدم أخذ تحذير السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي على محمل الجد، مضطرَّةً إلى مفاجئة دول العدوان بما لا يكون في الحسبان بعمل عسكري حاسم.
وقال حجر: وهذا ما سيؤدي إلى تكبيد كافة الشركات المشاركة في عملية النهب خسائر باهظة، بل ما قد يؤثر علي قدرة دول العدوان تفي بالتزاماتها بتغذية السوق الدولية بالكميات الكفيلة بالحد من ارتفاع أسعارها في السوق الدولية، متابعاً وهو ما سينعكس أثرُه ليس على الدول المنتجة والشركات العاملة في عملية النهب فحسب بل وعلى الاقتصاد العالمي، منوِّهًا إلى أن هذا لا تراعيه بل ولا تسمحُ به الدول الاستعمارية لدول العدوان وعدم أخذ تحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمحمل الجد؛ ولذلك من الضروري تبني هذا الموقف على كُـلّ المستويات ومن قبل مختلف القيادات السياسية والعسكرية.
هالةُ هلع وخوف عالمية
بدوره، يؤكّـد الباحث والكاتب أنس القاضي أن معادلة الحصار والجوع في المناطق الحرة، يقابلها نهبُ الثروات من المحافظات المحتلّة وتجويع سكانها، وهذه المعادلة لا يمكن القبول بها.
ويقول القاضي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن خطاب السيد القائد وتحذيرَه واضحٌ في ذلك، وكذلك خطاب وتحذير رئيس الوفد الوطني من موسكو في وقت سابق، وإن الجيش اليمني سبق وقصف أرامكو وشبكة النفط السعوديّة فهو يمتلك الشجاعة والإرادَة لفعل ذلك في اليمن.
ويضيف أنه من المؤكّـد أن الشركاتِ ستأخذ التحذيرَ بعين الاعتبار، وقطاع الطاقة خُصُوصاً هو قطاع حسَّاس ولا يحتمل المغامرات، وبالتالي إذَا استمر نهبُ النفط والاستئثارُ بعائداته فإمْكَان ضربه واقعياً جِـدًّا.
ويشير إلى أن ضربَ النفط سيؤدِّي إلى خسائرَ ماليةٍ للشركات الدولية وللمرتزِقة الذين يأخذون الفُتات، كما أن وقف تصدير النفط اليمني سيقلِّلُ من حجم المعروض من النفط في الساحة العالمية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع سعره.
ويواصل حديثه بالقول: لكن الأخطرَ هو حالةُ الذعر التي سترافق ذلك، فكما يعلم الجميع أن الهُــدنة من ضمن ما ترمي إليه تأمينُ النفط في الجزيرة العربية والبحر العربي والبحر والأحمر، وأن ضرب النفط في اليمن سيخلق هالةَ هلع عالمية لا تخدُمُ دولَ الغرب ولا العدوان ولا مرتزِقته، وبالتالي ليس أمامهم إلا الإصغاءُ لقائد الثورة وتسليمُ رواتب الموظفين من عائدات النفط، أما استمرارُ معادلة النهب والجوع فستكون مضرةً بهم، وربما تنهارُ الهُــدنة وتشتعلُ المنطقة بما في ذلك نفط الخليج.