تحذيراتُ الرئيس اليمني تؤكّـدُ فشل العدوّ والأمم المتحدة في الالتفاف على متطلبات السلام
دَقَّتِ الرسائلُ التي وجَّهها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، السبت، بشأنِ عواقب عدم تنفيذ بنود الهُدنة، جرسَ إنذار جديد يؤكّـدُ لتحالف العدوان والأمم المتحدة أن محاولات تغيير الواقع والالتفاف على معادلات الحرب والسلام طيلة الفترة الماضية قد فشلت، وبالتالي يضعُ أمامهما فرصةً أخيرةً للتعاطي السليم مع تلك المعادلات قبل أن يفوت الأوان.
الرئيس تحدث بوضوح عن أن تقييم صنعاء لالتزام العدوّ بالهُدنة المعلَنة يعتمدُ على الوفاء بكافة بنودها، وهو ما لا يمكن القول إنه قد حدث حتى الآن؛ لأَنَّ الجزءَ الأكبرَ من الرحلات الجوية التي تم الاتّفاقُ عليها تم منعُه، علماً بأن البند الخاص بالمطار كان يعتبر “الأهم”، كما أن تحالف العدوان لا زال يحتجز سفن الوقود ويمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، في الوقت الذي تتصاعد فيه خروقاتُه العسكرية، وُصُـولاً إلى انتهاك أجواء العاصمة صنعاء.
بالتالي فَـإنَّ التقييمَ الواضح الآن هو فشل الهُدنة، وما لم يراجع تحالف العدوان حساباته ويبدأ بمعالجات حقيقية وواسعة في الملف الإنساني لتدارُكِ خطئه وإثبات رغبته في التوجّـه نحو السلام الحقيقي، فَـإنَّ هذا التقييم سيقود إلى عواقبَ وخيمة، حرص الرئيس المشاط على الحديث عنها حين أكّـد أن “القوات المسلحة مستعدة لأداء واجباتها”.
هذه النتيجةُ تؤكّـدُ أن محاولةَ تحالف العدوان والأمم المتحدة للتحايل على معادلة الحرب والسلام الرئيسية من خلال “الهُدنة” قد فشلت، وأن فرصةَ الحصول على “صفقات” تنطوي على استمرار العدوان والحصار وتقيد خيارات صنعاء العسكرية، هي فرصة معدومة.
وبوضعِ سلوك تحالف العدوان والأمم المتحدة -حتى الآن- على هذا الميزان، فَـإنَّهما يبدوان مصرين جِـدًّا على الهروب من الواقع، حَيثُ يواصل تحالف العدوان تفخيخ أية محاولة لمعالجة الملف الإنساني (مناقشات عمان بشأن فتح الطرق نموذجاً) فيما يتماهى المبعوث الأممي مع هذا التعنت بشكل فاضح، الأمر الذي يذكّرُ بمواقفَ مشابهة كان الطرفان فيها يتخادمان بشكل واضح وباطمئنان، حتى أعادت مفاجآتُ صنعاء العسكرية وضعَهما مجدّدًا أمام الحقيقة المُرَّة.