مجدّدًا نكتُبُ عن مستوى الرسائل التي وردت في خطاب السيد العَلَمِ عبدالملك الحوثي، بمناسبة ذكرى الإمَـام زيد من زاوية أن هذا الخطاب هو الأعنف الموجَّه لدول العدوان، وفي المقدمة السعوديّة.
السيدُ القائد كرّر أكثرَ من مرة مقولةَ “لن نسكُتَ على هذه الأوضاع المتسبِّبِ بها العدوان”، لن نسكُتَ؛ بمعنى أن الكلام سيسكت، وسيترك الحديثَ لوسائل اليمن الأُخرى القادرة على ردع المعتدي، ودفعه نحو تغييرٍ جذري في سياساته تجاه اليمن العظيم.
السيد أطلق صفارةَ إنذار أخيرةً لأعداء اليمن: إما انفراجٌ حقيقي في المِلف الإنساني، وإما الذهاب إلى خيارات أُخرى، تعلم الرياضُ جيِّدًا مستوى إرادَة صنعاء وقدرتها الفائقة على تحويل الأقوال إلى أفعال.
سبق لصنعاء أن أرسلت حُزمةً من النصائح للرياض، بضرورة خروجِها السريع من الخيمة الأمريكية، لكن خطاب السيد الأخير تخطَّى النصحَ وذهب للتحذير الجادِّ بحلحلة المِلف الإنساني؛ لتفادي مواجهة صاخبة ستكونُ السعوديّة أولَ المتضررين منها.
مرةً أُخرى كلامُ السيد هذه المرة فيه نبرةُ امتعاض واضحةٌ من عجز الدبلوماسية عن إنجاز فارقٍ ملموسٍ في مِلف متطلبات اليمن، وقبل أن تصلَ صنعاء إلى نقطة تشكُرُ فيها لمسقطَ مساعيَها، وتطلب منها التوقف عن أي نقاش مع الرياض، لدى الأخيرة فرصةٌ؛ لتجاوز هذه اللحظة.