في محاولة للهروب من مستنقع اليمن الذي اغرقت السعودية نفسها فيه، عقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لقاءا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان وتم الإعلان عن ما اسموه المبادرة السعودية لإنهاء الحرب على اليمن.
مبادرة لأنهاء الحرب على اليمن ام هي مبادرة لإقرار الوصاية هذا هو الحال الذي انتجه هذا اللقاء، مبادرة في الظاهر تهدف لإنهاء الحرب على اليمن لكنها لاتزال تتضمن شروطا سعودية ولا تنهي حصار اليمن.
زيارة سوليفان للسعودية والإمارات رافقه خلالها المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، ومبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك. شدد خلالها على دعم أمريكا التام لمقترحات وجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للأزمة في اليمن.
فيما خرج ولي العهد السعوديمحمد بن سلمان واعلن عن مبادرته التي يهدف من خلالها لتصدير صوره على انه داعي للسلام وليس قاتلا لأطفال اليمن، فقد اكد بن سلمان على ان مبادرته تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة وفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية من وجهات مختارة وإليها.
والملاحظ ان المبادرة السعودية لا تتضمن إنهاء للحصار الظالم المفروض على اليمن كما انها تتضمن وصاية سعودية ضمنية على المطارات والموانئ اليمنية دون تقديم ضمانات بعدم عودة الغارات السعودية على اليمن. فيما تقابل هذه المبادرة تعنت سعودي كبير لا يبشر بحسن النوايا حيث لازالت تحاصر اليمن وتمنع دخول سفن المشتقات النفطية لليمن رغم المناشدات الدولية والاممية التي وصفت الازمة اليمنية بانها اكبر ازمة إنسانية شهدها العالم.
الرد يمني على تلك المبادرة جاء على لسان رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبدالسلام الذي اكد بانه من يرغب في سلام فخطوات السلام تتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار ومغادرة القوات الأجنبية البلاد ومعالجة آثار العدوان ودفع التعويضات، مشيراً الى انه لن يتحقق سلام بدون ذلك. وأضاف عبدالسلام، ان الشعب اليمني هو في موقف دفاعي ولم يعتد على أحد،وهو يطلب حقه في كامل الحرية والسيادة والاستقلال ولن يقبل بأقل من حقه المشروع.
سر توقيت زيارة سوليفان للسعودية يتمثل في تتسارع تطور الاحدث في اليمن، إذ احتدم القتال في مدينة مأرب، وتتجه المعركة هناك إلى مرحلة حاسمة، وذلك عقب التطورات التي طرأت على الأرض، حيث اصبح الجيش اليمني واللجان الشعبية اقرب من أي وقت مضى على تحرير مأرب وسط ترحيب قبلي وشعبي حيث سيطرت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على مديرية العبدية جنوب المدينة وعلى أجزاء من مديرية الجوبة، بعد ان شنت هجوما من عدة محاور على مرتزقة العدوان في العبدية وحاصرت مئات المقاتلين في مركزها لساعات ما أدى الى استسلام المقاتلين بوساطة قبلية.
لذلك فان السعودية وفي كل مرة تستشعر قرب هزيمتها وبعد ان لمست الرفض الشعبي لوجودها حتى في مناطق سيطرة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي ومرتزقة العدوان، والاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظات الجنوب اليمني، تلجأ الى الحليف الأمريكي لتسويق مبادرة تسعى بها للحصول على مكاسب لن تنالها في حالة الحرب فالانتصارات النوعية التي حققتها مؤخراً قوات صنعاء في جبهات مأرب والبيضاء وشبوه، تمثل تفوقاً جديداً لها في المسار العسكري قد يخضع التحالف السعودي للقبول بمقترحات إيقاف الحرب في ظل فشله وهزائمه على الأرض. وعليه فاذا ارادت فعلا السعودية انقاذ نفسها وانهاء هذه الحرب العدوانية التي شنتها على اليمن فيجب اول ما تقوم به ان توقف العدوان فورا بدون أي شروط لان غير ذلك هو في الحقيقة محاولة منها لكسب الوقت على امل ان تتغير الأوضاع لصالحها وهو ما لن يحدث ابدا في ظل إصرار الجيش اليمني واللجان الشعبية على تحرير اليمن كل اليمن من العدوان الغاشم.