تحالف العدوان على اليمن.. فشل ميداني وإعلامي
حين بدأ تحالف العدوان على اليمن عملياته العسكرية أطلق حملة إعلامية تحت عنوان “عاصفة الحزم” لتتحول لاحقا إلى عنوان “إعادة الأمل”، وهكذا تغيرت التسميات والعناوين الترويجية الفاشلة لعدوان أثبت منذ الأسبوع الأول فشله عسكريا.
حين أعلنت القوات اليمنية احتجاز سفينة عسكرية إماراتية قبل أيام إنطلقت حملة إعلامية على شاشات التلفزة السعودية والإماراتية ومواقع التواصل الاجتماعي تروج لمقولة أن السفينة مدنية، وكانت تنقل مساعدات ومستشفى ميدانيا إلى جزيرة سقطرى. طبعا الحملة الإعلامية هذه لم تهدف للتنصل من تهمة ادخال السلاح إلى اليمن بقدر ما هدفت لإلصاق تهمة القرصنة و”إعاقة وصول المساعدات” لليمنيين كما ورد في بيان تحالف العدوان، الذي زعم أن إيران مسؤولة عن إيصال صواريخ بالستية للقوات اليمنية وتشرف على عمليات (القرصنة) بحسب زعم البيان.
بالنسبة لتبرير أن السفينة الإماراتية مدنية وليست عسكرية، تكفي مشاهدة الفيديو الذي يظهر حمولة السفينة. (آليات عسكرية، أسلحة…)
وبالنسبة لإتهام القوات اليمنية بالقرصنة، فإن الخطورة في هذا الإتهام تكمن في تبرير تحالف العدوان لضرب الموانئ اليمنية بحجة وقف (القرصنة اليمنية) للسفن التي تنقل السلاح السعودي والإماراتي إلى داخل اليمن.
أما الفيديوهات المزعومة حول صواريخ إيرانية تدخل اليمن عبر الموانئ، فهي قد لا تقل فشلا عن فيديو القيادي العسكري المزعوم في حزب الله الذي نشرته قناة “العربية” والذي اعتبر فشلا إعلاميا فاشلا وبروباغاندا أفشل.
والأكثر من ذلك يمكن اعتبارها تبريرا فاشلا لانتكاسات العدوان أمام الضربات الصاروخية اليمنية وضربات الطائرات المسيرة اليمنية واحتجاز السفن التي تقل اسلحة لمرتزقة العدوان. فاليمنيون لا يفتقدون القدرات المطلوبة لتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة. كما أنه من الضروري لتحالف العدوان أن يسأل نفسه كيف يمكن لصواريخ ليست بالحجم الصغير أن تدخل الموانئ اليمنية في ظل الحصار المفروض على اليمن، والإنتشار الكثيف لتحالف العدوان في البحر، والعمليات التجسسية والمراقبة من الجو التي تؤمنها الولايات المتحدة وغيرها للتحالف؟ أليس هذا دليل فشل أكبر للتحالف؟
إن التعاطي الإعلامي لتحالف العدوان مع الميدان اليمني يزيد من فشله عسكريا. وكل المحاولات الإعلامية لتبرير وتسويق وتقديم ذرائع للفشل هذا لن تغير من واقع بات مترسخا لدى كل من يتابع الملف اليمني بموضوعية، وهو أن الفشل الإعلامي للعدوان أصبح أكثر إحراجا للتحالف.. تماما كما الفشل العسكري.