تجدّد الوساطة العمانية: هدنة غزّة تنعش جهود السلام
على الرغم من التهديد الذي يمثّله قرار التصنيف الأميركي الأخير لحركة “أنصار الله”، كمنظمة إرهابية عالمية، لمسار السلام في اليمن، التقى المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس، في مسقط، رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام. وأعلن غروندبرغ، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن “اللقاء ناقش استمرار التهدئة الإقليمية كوسيلة لتحسين فرص إعادة اليمن إلى مسار السلام المستدام”، مؤكداً التزامه “بالعمل مع جميع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لضمان تحقيق تقدّم نحو حل سلمي وشامل للصراع في اليمن”. وتزامن هذا اللقاء الأول من نوعه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، مع حراك دبلوماسي مكثّف تقوده سلطنة عمان في سبيل إنعاش مسار السلام الذي أصيب بالجمود، على خلفية موقف صنعاء المساند لغزة منذ مطلع العام الماضي.
وقالت مصادر دبلوماسية، لـ”الأخبار”، إن “السلطنة كثّفت اتصالاتها مع مختلف الأطراف اليمنية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لاستئناف المشاورات حول العديد من الملفات التي تعزّز بناء الثقة بين الأطراف، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية شاملة”. وقبل أيام، استقبلت مسقط وزير خارجية حكومة عدن، شائع الزنداني، الذي بحث مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إنعاش مسار السلام وسبل تنفيذ خارطة الطريق الأممية. وأفادت مصادر سياسية في عدن، “الأخبار”، بأن “زيارة الزنداني للسلطنة جاءت بتوجيهات المملكة السعودية وتنسيقها، بهدف استكمال الترتيبات التي تقوم بها مسقط بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإطلاق جولة جديدة من المشاورات بين أطراف الصراع اليمني”.
وكان مسؤولون في مكتب غروندبرغ، التقوا أواخر الأسبوع الماضي، في مسقط أيضاً، وفداً سعودياً يمثّل قيادة القوات المشتركة في لجنة التنسيق العسكري التي تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والمعنية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وتركّز البحث حول سبل الحفاظ على مسار التهدئة، والتوصل إلى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بشكل نهائي. وتطرّقت المباحثات التي أدارها نائب رئيس البعثة إلى اليمن، سرحد فتاح، إلى العديد من المقترحات المقدّمة من مكتب المبعوث الأممي، والتي تهدف إلى إرساء تهدئة مستدامة، كخطوة أولى نحو السلام.
الحوثي: التصنيف الأميركي لن يزعزع موقف الشعب اليمني مع المقاومة في غزة
وفي خطوة لإثبات حسن نيتها في هذا الإطار، أطلقت حركة “أنصار الله”، أولَ أمس، سراح أكثر من 150 من أسرى الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، كبادرة إنسانية من جانب واحد، مؤكدة انفتاحها على كل المساعي الهادفة إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني، واستعدادها لتبييض السجون والمعتقلات، وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل. لكنّ هذه الخطوة التي رحّبت بها “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، وقوبلت بإشادات محلية، لم تقابلها الأطراف الأخرى بالمثل.
إلى ذلك، أكّد قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، في خطاب له بذكرى استشهاد مؤسس الحركة، حسين بدر الدين الحوثي، أمس، أن قرار التصنيف الأميركي الأخير “لن يزعزع موقف الشعب اليمني مع فلسطين والمقاومة في غزة”. ونصح من وصفهم بـ”الموالين لأميركا والمسترضين لها بالحذر من التورط”، قائلا: “أيها الأغبياء كونوا أذكياء ولو لمرة واحدة. اتركوا أميركا تفعل ما تشاء في مواجهتنا، فلتصنّف ولتحارب ولتفعل ما تريد أن تفعل. وتفرّجوا وتربّصوا كما هي عادتكم في التربص. تربصتم على مدى 15 شهراً وخابت آمالكم وكانت حالة الحسرة واضحة عليكم”.
وجدّد الحوثي التأكيد أن القوات اليمنية “في جهوزية دائمة ومستمرة للتصدي لأي عدوان أميركي على بلدنا”، مضيفاً: “أننا سنواجه أميركا ونتصدى لأي عدوان منها مهما كان مستواه، وأي تصعيد إسرائيلي أو نكث باتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيقابل بتصعيد يمني مماثل”.