جملة جميلة مفيدة هي تعريف لكلمة غرق فيها الكثير، وغوى لتحقيقها الكثير ،وانحرف لأجلها الكثير ،جملة قالها سيدي المبجل،إختصرت الكثير من الحديث، والكثير من الشرح والتبيين،((الأماني ))تجارة الحمقى،وأوهام الأغبياء،وسعي الكسالى، ولهيث المفرطين،ورغبة عديمي المسؤولية،التمنيات والأماني المستحيلة ،لمن يعيشون في واقع الأعذار والتنصلات.
طغت في هذا الزمن مالم تطغ في غيره في ظل التقدم الرجعي،والتطور الإنحلالي،،حتى أصبح الكثير متأثراً بالغرب مغرماً فيهم ،يبحث عن النجاح من غير سعي ولا تعب،ولايريد أن يلقى بحياته النصب، الأماني تجارة خاسرة،في سوق الوهم واللاحقيقة، في بحر من رغبات الخيال،واللهث وراء الآمال وطلب المستحيلات ،طلب ما لايمكن تحققه أبدا كحد أعلى،أو طلب مالا يسعى الطالب لتحقيقة أبداً كحد أدنى،في الوقت الذي يجب عليه بذل السبب،مع عزيمة الطلب،وترك اليأس واستغلال الفرص،وتحين أوقاتها، وتقنصها قنص الصيد الثمين.
ضعفت النفوس ،وقل الإيمان،وإزدادت فجوة البعد عن الله،وأرتبط الناس بشياطين الإنس والجن،ووصل فساد اليهود والنصارى إلى كل بيت،حتى أصبح الشباب والشابات بلباس المستسلم،وقلب المتعلم المُعلم ،بل حتى رأيناهم أعلام الغرب ،وأدلة قوى الطاغوت والفساد_سواء من حيث يشعرون أم من غير لا يشعرون_فباع الكثير ماتبقى من آثار دين في قلبه وموقفه وغيرته ،وأنسلخ الكثير من آثار إسلام في أشكالهم واسمائهم،وتخلى الكثر عن ما تبقى في ألسنتهم من دليل ثقافة أو أصالة إنتماء، فلم يتبقى للمقدسات مكان في قلوبهم،ولم يعد لما يربطهم بالتحرك اي أهمية،فأصبحت الذلة رقي ،والاستسلام سلام،والصمت ذكاء،والانبطاح سياسة ،وتقبل الأوامر حكمة، هذا هو الزمن الذي أخرج بشر بأشكالهم،جوفاء قلوبهم،تربوا على أيدي المواقع،ودُعسوا بأرجل الموضات،أولئك الذين كثرت أمانيهم،فكثرت خياناتهم على المستوى الأسري والمجتمعي والدولي،فمنهم من باع نفسه ،ومنهم باع عرضه،ومنهم باع أرضه، ومنهم من باعهم جميعهم.
عودتنا للدين هي الحفاظ علينا كبشر لا زالوا فعلا بشر،يحملون الإنسانية التي قل مانراها،وتمسكنا بالثقلين_كتاب الله وعترة رسول الله _هو الحصن الحصين من الوقوع في هاوية الزمن الحاضر،والزمن القادم،والنجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، التمسك بهما هو الدين كله ،وهو حفظ الدين بكله،مانراه من ضياع الأمم ،وفساد الذمم، ماكان سببه سوى ترك الثقيلن، والتفريط فيهم.