تاج أمريكا يدوسه اليمنيون
الحقيقة / محمد محسن الحمزي
المياه الإقليمية اليمنية ليست متنزها لبارجات العدوان
الله أكبر، الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، النصر للإسلام…، الميدان ساخن…وعلى كل الجبهات، وضربات في الحدود تكبد جيش النظام السعودي الصهيوني كثيرا من عتاده وجنوده، ليتكشف ما عليه من حالة كرتونية لا جدوى أن تنال مرتبة العميل الحصري، وفي السواحل الغربية بحريةُ اليمن تضرب حربيةَ العدو منفذةً إنذارَها الشهير، بضربة مزلزلةٍ أصابت سفينةً سعودية معادية تدعى المدينة، ظلت تستهدف الساحل اليمني، فكان لها رجالُ البحرية بالمرصاد، وحضر الإعلام الحربي ليزف إلى شعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية مشهدا عالميا، وشاهدا ناريا على استمرارية معركة التنكيل بما لا تدع مجالا للعدو إلا أن يتقهقر منسحبا، يجر أذيال الهزيمة النكراء، وتتأكد بالقوة النارية القتالية سيادةُ اليمن البحرية على كامل الساحل وعلى كامل المياه الإقليمية….وهنا اليمن. هنا الشعب اليمني…هنا الله أكبر.
ظنت قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي أن اليمن بجيشه ورجالاته سيكونون لقمة سائغة أمام قدراتهم وإمكانياتهم العسكرية سرعان ما تبين لهم أنهم أمام سد منيع صعب عليهم تحقيق أهدافهم بعد انقضاء قرابة العامين من العدوان , ومع كل الأموال والجهود التي تبُذل من قبل قوى تحالف العدوان المكونة من عدده دول. أمام اضعف دولة من ناحية الإمكانات وأقوى دولة من ناحية الرجال المقاتلين الأشداء وذلك يعود لفضل الله وقوته في نصر عبادة , فرجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية يُسطرون أروع البطولات في مختلف الجبهات فقد دمُرت على أيديهم العديد من الآليات والمدرعات والدبابات والطائرات والبارجات منها الأبرامز والبرادلي والأباتشي والطائرات الاستطلاعية التي هي فخر الصناعات الأمريكية والفرنسية وغيرها … القوة الصاروخية للجيش اليمني برزت خلال هذه الحرب وكانت لضرباتها النوعية على تجمعات الغزاة والمنافقين في عدد من المحافظات سبباً كبيرا في قلب المعادلة.. عملية صافر في مأرب مطلع سبتمبر من العام الماضي كبدت العدو خسائر كبيره حينما استهدف الجيش تجمعهم بصاروخ بالستي من نوع توشكا سقط خلاله مئات القتلى والجرحى بينهم جنود إماراتيون وسعوديون . ودمر أيضا عددا من طائرات الأباتشي والآليات المدرعة واحتراق مخازن أسلحة للعدو.. استهداف مركز قيادة عمليات الغزاة في باب المندب أواخر ديسمبر من العام قبل الماضي من قبل القوة الصاروخية للجيش كان اشد وقعا على العدو الذي خسر أكثر من 150 غازيا بينهم سعوديين وإماراتيين ومغاربة . ودمر صاروخ توشكا في هذه العملية طائرات أباتشي وعشرات الآليات العسكرية والعربات والمصفحات .. وبالمثل أيضا سقط المئات من الغزاة والمرتزقة بقصف صاروخي للجيش اليمني استهدف به معسكر العند جنوب اليمن مطلع العام الماضي أدى لمصرع العشرات من الغزاة والمرتزقة وخسائر فادحة … الآن سينتهي العامين والعدو ومرتزقته لم يبرحوا خطوة واحدة نحو التقدم والسيطرة على المواقع في تعز ومأرب وميدي وغيرها من المحافظات من خلال تمكن الجيش بمقدراته البسيطة من صد زحف الأعداء , وهو الأمر الذي أرغم قوى عربية ودولية كالإمارات وبلاك ووتر على الانسحاب من تحالف العدوان على اليمن وهي تجر أذيال الخيبة والقهر بعد خسائر فادحة تلقتها هنا في اليمن .
إمكانيات عاجزة لدى أمريكا والسعودية
وجِعَ العدوانُ الأمريكي السعودي ومرتزقته بضربات مؤلمة سدّدها أبطالُ الجيش واللجان في أكثرَ من جبهة قتاليةٍ تكفلت بإفشالِ الكثير من مُخَطّطاته الجهنمية وإحباطها قبل تنفيذها, ومن يراقب التحولات والمتغيرات التي طرأت مؤخراً, وبشكل متسارع ومتتابع, على نظرة العالم إلى السعودية وعلى الخطاب الذي يتناولها سواء على الصعيد الإنساني والحقوقي أو الإعلامي أو حتى السياسي سيدرك كم أن هذا العدوان كان ومازال مكلفاً ،، وسيدرك كم كان الثمن – بالنسبة للسعودية – باهضاً ومرهقاً ، وكم كانت الخسارة فادحة ومدمرة ..
اليوم يجب أن تدرك المملكة وتعترف بأن عدوانها الغاشم قد فتح عليها باب جهنم، وانه قد أوجد المناخ الملائم لبروز مشاكل وتحديات لا أول لها ولا آخر، ويكفي أن هذا العدوان الأحمق قد أعطى دول العالم المتوحش فرصتها الذهبية لممارسة أكبر عمليات السطو والابتزاز، بل ودفع المملكة إلى حسابات خاطئة ومدمرة، والى اتجاهات وانكشافات غريبة وغير مريحة ستفضي بها حتماً إلى خسائر متلاحقة ومتعاظمة، ولو لم يكن إلا هذا التوجه – الذي بدأت مؤشراته تطفو على السطح – نحو التقارب مع إسرائيل لكفى ،،
لقد باتت حرائق المملكة ووهابيتها – المرفوضة عالمياً – وكراهيتها وكل آفاتها تطوقها في حدها الشمالي وفي حدها الجنوبي بل وحتى داخل نظامها وشعبها،؟ وباتت تطوق مواقفها أيضا في سوريا وغيرها ، وتفتك بها في كل مكان ، مثلما باتت الضغوط والابتزازات والاستحقاقات تستنزفها وتنخر في عظامها إلى مستويات مخيفة للغاية ،،
اليوم بات على النظام السعودي أن يدرك بأنه لا شيء سيدوم، وان المجاملات التي كانت يحصل عليها بالأمس – والتي ربما تورطت بفعلها في شن عدوانها الوحشي بحق جيرانها الطيبين الاكارم – قد بدأت مشوار الانحسار، وستنتهي وتتلاشى غدا أو بعد غد.
في الوقت الذي يحتشد اليمانيون المظلومون حول قضيتهم العادلة كل يوم، ويزداد صفهم كل يوم لحمةً وقوةً وتماسكاً واتساعاً وكثرةً.
هذا اليوم فقط رسمت تسعة وثلاثون حزبا ومكونا سياسيا من ما مجموعه ٤٢ حزبا يمنيا لوحة يمانية جسدت من خلالها وحدة وقوة الموقف الوطني الرافض للعدوان ، وقبلها رسم علماء اليمن من مختلف المذاهب والمشارب لوحة مشابهة وموقفاً مماثلاً ،، منظمات المجتمع المدني كذلك ،، الجامعات والنقابات والاتحادات والمهن ،، ..القبائل والمشائخ العسكريين والأطباء والمحامين والمهندسين ، كل الفئات والمسميات ، وحتى النساء والأطفال باتت لهم كذلك مشاركاتهم الفاعلة وتضحياتهم وعطاءاتهم السخية وإرادتهم الصلبة وتعهداتهم الصادقة في رفض ومواجهة العدوان حتى النهاية .
جيش اليهود يهزم على يد أولي البأس الشديد
نعم إنني أكاد أجزم بأن الاستمرار في هذا العدوان لا يعني ولن يعني بالنسبة للسعودية ومن معها سوى الذهاب نحو الهاوية ونحو الانهيار الحتمي ..
حرب السواحل اليمنية بين الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات تحالف العدوان المدعومة بالتنظيمات المسلحة الإرهابية والقوات الإماراتية والسودانية والطيران والبوارج البريطانية من جهة أخرى التي تستمر بالزحوفات في أطار السيطرة على مناطق السواحل الغربية اليمنية.
بحسب المراقبون، أن العدوان الأمريكي السعودي على اليمن لها تكاليف باهظة وكبيرة لحكام الخليج على رأسهم بني سعود وأيضا حكومات الغربية بما فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا.
لقد اشترت السعودية من الغرب مهمات حربية ما تبلغ قيمتها 3 مليار بوند. وتوقعت السعودية أن تنتصر في حربها على اليمن خلال مدة وجيزة لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة، وعلى هذا الأساس قصفت بكل ما أوتيت من قوى المدنيين وقتلت آلاف الأطفال، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من 20 شهراً على بدء هذا العدوان لم تستطع أن تفرض عدوانها على اليمن.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته بعنوان “الحرب على اليمن ذات تكاليف باهظة”، ونقلا عن منظمة “الحملة المضادة لتجارة الأسلحة”: دفعت السعودية 2,8 مليار بوند من أجل شراء الأسلحة من بريطانيا، بحيث أصبحت هذه المملكة العربية أكبر سوق لمبيعات الأسلحة البريطانية.
إفلاس وسقوط وشيك لـ بني سعود
انفق بني سعود ميليارات الدولارات لقتل أطفال ونساء اليمن، وتدمير بناؤهم التحتية خلال هذه الفترة.. وربما مثلها أو أكثر لقتل السوريين وتدمير بلادهم على مدى ما يقرب من ست سنوات، بينما يفشلون في تنظيم موسم حج واحد من دون عشرات أو مئات القتلى سنوياً، وذلك نتيجة أخطاء تقنية وفنية من الممكن تلافيها بقليل من الاهتمام، لكن وبالطبع من لا يهتم بقتل مئات الآلاف من الأبرياء لن يهتم ولو قليلاً بإنقاذ المئات منهم.
وفي السياق، كشفت التقارير الأمريكية تفاصيل تكلفة العدوان السعودي على اليمن، والذي راح ضحيته آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دون أن تحقق السعودية و”التحالف الإسلامي” الذي من ضمن ذلك التحالف أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا ويسمونه بالإسلامي, فمتى دخلت كل تلك الدول في الإسلام, والذي تقوده أي إنجازات عسكرية حقيقيّة، وبات يكلف السعودية مبالغ طائلة سيجعلها تقف على حافة الإفلاس.
تكاليف العدوان على اليمن
تكاليف نفقات قمرين صناعيين للأغراض العسكرية: تكلفة الساعة الواحدة “مليون دولار”، وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن تكلفة القمرين في اليوم الواحد 48 مليون دولار، أي مليار و440 مليون دولار خلال الشهر الواحد،, تحليل وعرض واستخراج المعلومات من الصور والبيانات التابعة للأقمار الصناعية العسكرية بتكلفة 5 ملايين دولار يومياً للقمر الواحد، أي 10 ملايين دولار يومياً، أي 300 مليون دولار شهرياً. تكلفة طائرة الأواكس 250 ألف دولار في الساعة، أي 6 ملايين دولار يومياً، ما يعادل 180 مليون دولار شهرياً.
نفذ طيران العدوان السعودي على اليمن حتى الآن أكثر من 50 ألف غارة شنتها أكثر من 150 طائرة ،ألقت خلالها “200 ألف صاروخ” على أهداف معظمها مدنية وآهلة بالسكان “بأشكالها وأنواعها ومنها المحرم دولياً”، 60 ألف صاروخ “حجم صغير” تبلغ تكلفة الواحد منها 150 ألف دولار، و80 ألف صاروخ حجم متوسط، تبلغ تكلفة الواحد منها 300 ألف دولار، و60 ألف صاروخ حجم كبير تبلغ تكلفة الواحد منها 500 ألف دولار.
التموين الجوي ووقود الطائرات، وتبلغ تكلفة الصيانة وقطع الغيار والكيروسين لكل طائرة في الغارة الواحدة 150 ألف دولار.
صفقات الأسلحة: قام نظام بني سعود بشراء أسلحة أمريكية الصنع بقيمة 150 مليار دولار، مضافة إليها مصاريف تدريب و صيانة وقطع غيار لمدة خمس سنوات، وشراء طائرات من فرنسا بقيمة 36 ملياراً “طائرات رافال”، كما تكفل السعوديون بدفع مبلغ 26 مليار دولار لشراء طائرات رافال ألفرنسيه المقدمة كهدية لمصر.
وكما جاءت في التقارير الغربية، عن تكاليف بارجتين حربيتين تتبعهما ست فرقاطات مرافقة موضحاً أن إيجار البارجة 150 مليون دولار يومياً، أي 300 مليون دولار يومياً للبارجتين وتوابعهما، والبارجة تحمل على متنها 6000 جندي بعدتهم وعتادهم، و450 طائرة بطياريها، وعليها أيضاً مدافع وصواريخ بعيدة المدى، أي إن إجمالي تكاليف البارجتين مع توابعهما بلغ 54 مليار دولار خلال كل 6 شهور.
أما خسائر الغرب ليست مادية، بل إنعاش لاقتصادهم متعلق باستمرار الحروب، وحرب اليمن لا يستثنى من حروب المنطقة، لكن الخسائر التي يتلقونها تأتي من خلال المخاطر التي توجه المصالح والمعسكرات المتواجدة في المنطقة عبر التنظيمات التي صنعوها في الفترة الأخيرة باعتبار آخر “انقلاب السحر على الساحر”.
وفي الختام أن النظام السعودي والعائلة الحاكمة في السعودية تقترب بسرعة من “الإفلاس” بسبب حروبها في اليمن وسورية وإنفاقها الضخم على التسليح والدعم المالي للتنظيمات الإرهابية في المنطقة وشراء الذمم وانهيار أسعار النفط، لكن الضحية هو المواطن السعودي، والدراسات الغربية تؤكد أن المملكة ستواجه متاعب اقتصادية صعبة في غضون عامين بسبب إقدامها على “مقامرة” خطيرة عندما توقفت عن سياستها في دعم أسعار النفط، وضخت أكثر من مليون برميل في الأسواق، مما أدى إلى انهيار الأسعار بنسبة 55 بالمائة، والهدف هو شل الاقتصاد الإيراني، وإضعاف الروسي بسبب دعمهما للنظام السوري، فجاءت النتائج عكسية تماما، وفي الوقت الخطأ.
فيا كل الأحرار ويا كل الشرفاء خذوها عني ( أذا استمر عدوانهم فاستبشروا خيرا ولا تهنوا ولا تحزنوا ، ولنواصل معاً مسيرة النضال والكفاح والصبر والصمود ،، وثقوا كل الثقة أن التاريخ سيمنحكم قصب السبق ، وسيكتب لصمودكم وصبركم الفضل في تغيير الموازين وقلب المعادلات، فو الذي نفسي بيده أن في نهاية طريقهم هزيمة وخزي ، وفي نهاية طريقنا حرية ونصر …. وغد مشرق ومستقبل واعد.