بيان لرابطة علماء اليمن حول الأحداث والمستجدات في أمانة العاصمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ والقائل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾ والصلاة والسلام على خاتم النبيين المعبوث رحمة للعالمين صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الأخيار الراشدين .. وبعد فإن رابطة علماء اليمن تابعت وتتابع الأحداث التي تجري في العاصمة صنعاء بقلق بالغ وأسف شديد وما تُسبِّبه هذه الأحداث الأليمة من خوف وإقلاق للسكينة العامة وزعزعة للأمن والاستقرار وتحقيق لمراد الأعداء الذين يتربصون شراً بالوحدة الداخلية وينتظرون مثل هذا اليوم بفارغ صبرهم إضافة إلى ما يشنونه من عدوان غاشم على الشعب اليمني. ومن المعلوم أنهم لم يستهدفوا فئة دون فئة ولا مكوناً دون مكون بل يستهدفون الشعب اليمني بأكمله دون استثناء .. ونحن إذ نعبر عن قلقنا وأسفنا وبالغ حزننا على الضحايا الذين سقطوا عقب الاحتفالية بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الأشخاص المتهورين الذين يحققون بحماقتهم وتصرفاتهم للعدوان ما يريد. فإننا ندعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والاحتكام إلى منطق العقل وداعي الحكمة امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ كما ندعو جميع القوى الخيِّرة من علماء ومشائخ وشخصيات سياسية وعسكرية بالتحرك العاجل لاحتواء الموقف وتهدئة الأوضاع وتخفيف وتيرة المواجهات والعمل على جمع الأطراف والسماع من كل طرف لإصلاح الشأن ومناقشة الإشكالات بالحوار والعمل على استتبات الأمن والاستقرار وتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب اليمني الذين لا يريدون له أمناً ولا خيراً عملاً بقوله تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. وندعوا الدولة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى للقيام بدورها المناط بها والعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار والأخذ على أيدي من تثبت إدانتهم وتسببهم في هذه الأحداث دون مواربة ولا مهادنة، كما نستنكر الدعوات التحريضية من قبل بعض القوى لأبناء الشعب ضد بعضه متناسية التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الشعب في سبيل نيل الحرية والعزة والكرامة وكل إناء بما فيه ينضح. وندعوا هؤلاء إلى أخذ العبرة والعظة من كل ما جرى من أحداث سابقة من الحرب الأولى على صعدة وما تلاها حتى اليوم والمفترض من هؤلاء أن يدعو إلى جمع الكلمة ووحدة الصف وإيقاف الإقتتال الداخلي. كما ندعو جميع المواطنين في الشعب اليمني إلى التلاحم والتآخي والتكاتف والتعاضد وعدم السماع لأصوات المغرضين الذين يتربصون شراً بالشعب اليمني ويصبون الزيت على النار –طبعاً- لإرواء نزواتهم وإشباع رغباتهم الخبيثة التي لا يعجبها ولا يروقها استتبات الأمن والاستقرار وتريد أن تجر البلاد إلى مربع العنف كما هو حاصل في المناطق الجنوبية المحتلة وعلى الجميع أن يتقوا الله وأن يراقبوا الله فقتل المسلم ليس بالأمر الهيِّن والله تعالى يقول: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾. حفظ الله شعبنا اليمني ورعاه بعين عنايته وحماه من كل شر ونسال الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر والتأييد والتمكين لأبطال الجيش واللجان الشعبية. صادر عن رابطة علماء اليمن السبت 14ربيع الأول 1439هـ الموافق 2/12/2017م والله الموفق