بوعزيزي عدن يحرق نفسه فهل يشعل ثورة؟
ليست هذه الحادثةُ في تونس، ولا هذا البوعزيزي الذي أحرق نفسه، فأشعل جذوة الثورة في تونس، لكن الحادثة هنا لا تختلفُ كثيراً عن تلك، في الخلفيات والأسباب التي أوصلت لهكذا نتيجة الفقرُ، والسطوُ، ومصادرة الممتلكات، وضنكُ المعيشة.
هذا المشهدُ لمواطنٍ أحرق نفسه، أمام المجلس المحلي في مديرية الشيخ عثمان في عدن المحتلة جنوب اليمن، والدوافعُ معلومةٌ بالضرورة توالي الأزمات، وفرضُ الأتاوات، واستحواذ الميلشيات المتصارعة على كل شيءٍ هنا.
يُقالُ إن مواطنين حاولوا تخفيف ألسنة اللهب، وأسعفوه إلى المستشفى لإنقاذه، لكن من عساهُ يخففُ عن سكان عدن والمحافظات المحتلة وطأة الأزمات، وأن يسعفهم وينقذهم من شدّة الصيف وضنك المعيشة وانهيار الاقتصاد وتردّي الخدمات والوضع المعيشي، وهل ثمة من ينقذُ هؤلاء من تغوّل أولئك المحتلّين ومرتزقتهم، الذي لاهم لهم سوى الصراع من أجل المصلحة وتقاسم النفوذ، وتمكين المحتل من البلاد وخيراتها وثرواتها، وجزرها وأهم مواقعها الاستراتيجية.
بعد حادثة البوعزيزي، غادر الرئيس التونسي، وتوارى عن المشهد، لكن الزمرة هنا، لا تزال في صدارة المشهد، تمارسُ الدور بالنيابة عن دول العدوان، والمواطنُ خارج قائمة الاهتمام.
في كل أزمة، وأمام كارثةٍ، أو حادثةٍ من هذا النوع، لا يمكنُ اعفاءُ تحالف العدوان، الذي ساق وعوداً فارغة، ونهب الثروات، وسحب البنك المركزي إلى عدن، وحرم الموظفين من المرتبات، ودمّر البنية التحتية، في حين يمت المواطنون هنا على مدى ثماني سنوات، من الفقر والجوع والحر والقائمةُ تطول، لكن ثمة سؤالٌ مهم: هل يطولُ الصبرُ أكثر أم أن هذه الحادثة ستفجّرُ الغضب الشعبي، كما فجّر البوعزيزي ثورة تونس، وكتب النهاية لحقبةٍ سوداء مظلمةٍ وظالمة.