بوادر حملة عسكرية إسرائيلية – غربية: صنعاء تتحضّر لتصعيد وشيك

 

كشف التصعيد الجوي الأميركي – البريطاني الأخير ضد صنعاء ومحافظة حجة الساحلية جنوب غربي البلاد، عن تنسيق أميركي – بريطاني – إسرائيلي واضح في شنّ تلك الهجمات، التي استُخدمت فيها طائرات حديثة من طراز «أف 35»، وقنابل شديدة الانفجار. وبعد ساعات من استهداف الطيران الأميركي والبريطاني، صنعاء، بغارة جوية مساء الجمعة الماضي، استُهدفت منطقة بحيص في مديرية ميدي في محافظة حجة بأربع غارات في هجومين منفصلين السبت. وفي موازاة ذلك، تمكّنت قوات صنعاء من إفشال هجوم آخر على محافظة البيضاء، إثر نجاحها مساء السبت في إسقاط طائرة أميركية تجسّسية من طراز «إم كيو – 9» أثناء دخولها أجواء المحافظة، وهو ما أكّده المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان تحدّث فيه عن استخدام صاروخ أرض ـ جو محلي الصنع في إسقاط الطائرة، مشيراً إلى أنها «الطائرة الثالثة عشرة من نوعها، والتي تمكّنت دفاعات اليمن الجوية من إسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس إسناداً لقطاع غزة». وفي بيان ثان، أعلن سريع تنفيذ قوات صنعاء عملية عسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي، صباح السبت، استهدفت فيها قاعدة «نيفاتيم» الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين 2».
وفي تعليقه على ذلك التصعيد، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حسين العزي، أن «صنعاء على وشك رفع التصعيد مع أميركا والكيان الإسرائيلي»، مشيراً، في منشور على منصة «إكس»، إلى الضغط الشعبي المطالب بالتصعيد. لكنه تحدّث عن «إمكانية احتواء مخاطر المرحلة المقبلة من التصعيد، من خلال مسارعة أميركا لوقف الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزّل في غزة «قبل فوات الأوان». وبالتزامن مع تلميح صنعاء إلى الانتقال إلى مرحلة عسكرية جديدة بقدرات أقوى وتكتيك جديد، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر قولها إن الاحتلال الإسرائيلي يخطّط لشن هجمات واسعة ضد قيادات في حركة «أنصار الله»، في وقت استمر فيه الحديث الإسرائيلي عن أهمية الاستفادة من الفصائل المناهضة لحركة «أنصار الله» في الداخل اليمني.

إسرائيل اقترحت على واشنطن وعواصم أخرى تنفيذ عمليات مشتركة ضد «أنصار الله»

وأفادت قناة «كان» الإسرائيلية الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية، بأن «تل أبيب تخطّط لتنفيذ سلسلة عمليات ضد جماعة الحوثي بهدف إلحاق الضرر بالجماعة وقياداتها». وأشارت إلى أن «إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة ودول أخرى – لم تسمّها – المشاركة في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين». وقدّرت المصادر أن «الحملة قد تستمر عدة أسابيع». وعلى رغم ذلك، يستبعد الإعلام العبري نجاح أي هجمات أميركية – بريطانية – إسرائيلية في إضعاف جبهة الإسناد اليمنية، أو النيل من قدرات صنعاء العسكرية. وفي هذا السياق، أكّد موقع «كالكاليست» العبري، في تحليل مطوّل عن سير الضربات الجوية التي تشنّها «أنصار الله» على إسرائيل، عدم قدرة قوات الأخيرة الجوية على حسم المعركة ضد صنعاء. واستند التقرير إلى القدرات العسكرية لـ»أنصار الله» في مواجهة السعودية لسنوات طويلة، على رغم سلسلة الغارات الجوية على مناطق مختلفة من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء. ولفت إلى أن «الجيش الإسرائيلي استهدف اليمن أربع مرات، وعلى رغم توزيع أفضل الطائرات المقاتلة وأذكى القنابل في العالم على محطات توليد الطاقة والموانئ والبنى التحتية المختلفة، لكنّ تلك الهجمات لم تضعف القدرة اليمنية على استهداف المواقع الإسرائيلية بطائرات من دون طيار، وحتى بصواريخ باليستية خطيرة وقوية».
وبالتزامن مع تصاعد حملات التحريض على عمليات الإسناد اليمنية من قبل القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في الآونة الأخيرة، وتحميل حكومة «أنصار الله» مسؤولية تعريض البنى التحتية والخدمية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها لخطر التدمير، أكّدت صحيفة» أوراسيا ديلي» الروسية أن إسرائيل تدرس تعزيز علاقتها مع الفصائل العسكرية الموالية للتحالف لتنفيذ عملية برية ضد «أنصار الله»، مشيرة إلى أن البديل الآخر هو دخول إسرائيل في حرب استنزاف طويلة المدى مع قوات صنعاء. وقالت الصحيفة إن «واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى الحصول على موافقة من مجلس الأمن لضرب اليمن تحت ذريعة تهديد الحوثيين للملاحة الدولية والأمن في المنطقة، وإنهما تريان فتح جبهات من الداخل ضد أنصار الله، الخيار الأمثل بالنسبة إليهما».

الأخبار اللبنانية :رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا