بنو إسرائيلَ ليسوا خطيرين في ميدانِ المواجهةِ المسلّحة {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً}
بنو إسرائيلَ ليسوا خطيرين في ميدانِ المواجهةِ المسلّحة {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً}
متى كنتم بهذا المستوى: متوحدين معتصمين بحبل الله جميعاً، وكنتم على هذه الثقة العالية بالله، أن له ما في السموات وما في الأرض، وأنه لن يغلق الأجواء أمامكم، ولن يدعها مغلقة أمامكم.
وبعد أن ذكر بخطورة أولئك علينا في حياتنا، وفي ديننا، في آخرتنا، يقول عنهم: هم أيضاً متى كنتم بهذا المستوى فسيصبح واقعهم هكذا: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً}(آل عمران: من الآية111) طقطقة هناك، طقطقة لا قيمة لها، {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران: من الآية111) ما بقي بعد هذا؟ ومن الذي يقول هذا؟ هو الله، الذي يعلم الغيب في السموات وفي الأرض، ويعلم السر في السموات وفي الأرض، يعلم اليهود الذين ضرب عليهم الذلة والمسكنة، كيف سيكونون في ميدان القتال.
ولهذا الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتل من الدبابات، الشاحنات العسكرية، أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت.
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً} يصبح إعلامهم، تصبح كل أعمالهم، كلها تتبخر عندما تكونون على هذا النحو، عندما تكونون على هذا المستوى من الوعي، والثقة بالله، والاعتصام بحبل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في داخلكم حتى تكشفوا لكل أسرة ما يدبره ضدها الآخرون، تصبح كل وسائل إعلامهم تخسر، تخسر، قنوات فضائية تتبخر، وترسل ذبذبات إلى فوق ولا تنزل إلى الأرض، مؤامراتهم في مجال الاقتصاد كلها تتبخر، تصبح أذية، إزعاج، مثلما يأتي ذباب [يحدث طنيناً] عند أذنك.
{وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ} أليس هو يؤكد لنا أن كل شيء من جانبهم يتبخر، وسيفشل؟ كل مؤامراتهم تصبح مجرد أذى، لا فاعلية لها، وإن نزلوا إلى ميدان المواجهة المسلحة {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} يفرون من أمامكم {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يجدون من ينصرهم، فعلاً لا يجدون من ينصرهم، لا الله، ولا حتى تلك الشعوب الأخرى، شعوب الغرب، ستتخلى عن اليهود، إذا ما وجدونا نحن، من مصالحهم داخل أراضينا، هكذا قال أحد المسئولين، أعتقد مسئول فرنسي، أو بريطاني، عندما قالوا لهم لماذا لا تقفون مع العرب؟ قال: [لستم بمستوى أن نقف معكم، ولا بمستوى أن نتخلى عن إسرائيل؛ لأن إسرائيل هي المهيمنة]…
{ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يكون هناك من يقف معهم وينصرهم، أليس هذا مما يشجع على مواجهتهم حتى المواجهة المسلحة، قل للناس الذين يقولون: كيف يمكن؟ من يستطيع لإسرائيل وأمريكا؟ من يستطيع في إسرائيل، من يستطيع يواجه إسرائيل؟ في الأخير يصبح لدينا شعور بعيداً عما قاله الله سبحانه وتعالى: أن هؤلاء الذين هم خصوم ألداء، وخصوم خطيرين جداً، جداً، هم ليسوا خطيرين في ميدان المواجهة المسلحة…
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} أينما وجدوا، أينما أخذوا {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} ولن تأتي الحبال، ويأتي حبل لهم من الله إلا بسبب تفريطنا نحن، متى ما فرطنا سيتخلى، بل ربما سيسلطهم هم علينا. وتلاحظوا كيف تدل علامات التسليط، عندما اجتمع زعماء المسلمين في [الدوحة] كنا لا نزال نرى عندما يعرض التلفزيون لقطات من اجتماعات مجلس الوزراء في إسرائيل، ليس هناك أي شيء يخيف اليهود، ولا يخيف رئيس الوزراء، عملية الضرب لا تزال مستمرة، الأجواء طبيعية داخل إسرائيل، لم يقال بأن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ، أو أنهم أعلنوا في جيشهم حالة الطوارئ، وحالة الاستنفار، طبيعي.
هم يحملون نفوساً قوية؛ لأنهم يعرفون أن هؤلاء أصبحوا لا شيء، لم يعودوا يخافونهم، خمسين دولة يجتمع زعماؤها ولا يحرك في [شارون] شعرة واحدة، ولا يبالي! لماذا؟ لأنه لا يشعر برعب، مظاهر الرعب هي من مظاهر من ضربت عليهم الذلة في مواجهة الطرف الآخر، ألم يرعب الناس جميعاً حتى أصبحوا يقولون: [بطِّل، سيقولون أنت إرهابي، هؤلاء إرهابيين، و. و.]…
وحبل من الناس من عندنا: بترولنا، وأموالنا، وألسنتنا، ووسائل إعلامنا، ومواقفنا، وحبل من الغرب، حبل من شرقي، وحبل من غربي، أمريكا، ودول أوروبا كلها تقف معهم؛ لأنهم أصبحوا يرون بأن في الحفاظ على إسرائيل حفاظاً على مصالحهم، لأن من يحرك تلك الشعوب؟ هم اليهود، من يحرك أمريكا هم اليهود.