ملفاتٌ عديدةٌ أمام وزيرِ الخارجية الأمريكيِّ أنتوني بلينكن خلال زيارتِه إلى السعوديةِ التي تستمرُّ حتى الخميس المقبل، أبرزُها اليمنُ والنفطُ والعلاقات مع الصين وروسيا والتطبيعُ مع كِيانِ العدو.
بلينكن في السعودية، زيارةٌ هي الثانيةُ لمسؤولٍ أمريكيٍّ كبيرٍ خلالَ شهر، عقبَ الزيارةِ التي قام بها مستشارُ الأمنِ القوميِّ الأمريكيِّ جيك سوليفان في السابع من الشهرِ الفائت.
مِلفاتٌ كثيرةٌ على طاولة النقاشِ أبرزُها اليمنُ والنفطُ والعَلاقاتُ مع الصينِ وروسيا والتطبيع، ولأنها مِلفاتٌ غيرُ متشابكةٍ فقد تثمرُ الزيارةُ في بعضِها وتخفقُ في البعضِ الآخر.
يندرجُ الحضورُ الأمريكيُّ في المِلفِّ اليمنيِّ لإعاقة الحلِّ السياسيِّ العادل بالدرجةِ الأولى، وصولا إلى محاولةِ فرض حلولٍ ملغومةٍ تبقي اليمنُ رهينةَ الحصارِ والاحتلال والتقسيم، وبالتالي بقاءُ المعاناةِ وتصاعدُها مستقبلا.
الإصرارُ الأمريكيُّ على صناعة مسارٍ مختلفٍ للسلامِ يشقُّ طريقَه من الضفة السعوديةِ نظرًا لواقع الهيمنةِ التي تفرضها واشنطن على الرياض، ولأن الأخيرة لا تبدو مستعدةً للخروجِ من نفق الهيمنةِ فهي توفرُ للرؤيةِ الأمريكية فرصةً للمناورة، أما في الضفةِ اليمنيةِ فالحلُّ لا يكونُ إلا بما يخدمُ مصالحَ الشعبِ اليمنيِّ وهي على العكس من المطامعِ الأمريكية، ما يجعلُ الصدامَ العسكريَّ المباشرَ أمرًا ممكنًا خلال المرحلةِ المقبلة، وبما يمسُّ المصالحَ الأمريكية مباشرة كما سبقَ وحذّرَ الرئيسُ المشاط.
أما في مِلفِّ النفط، فالرياضُ تجدُ هامشًا أكبرَ للمناورة مع واشنطن باعتبارِها جزءًا من مجموعة أوبك بلاس، والتحفظُ الأمريكيُّ عن أيِّ ردودِ فعلٍ مؤثرةٌ حتى اللحظةِ يؤخذُ بالاعتبار عدمُ تجاوزِ أسعارِ النفط الحدَّ الخطيرَ من وجهةِ النظرِ الأمريكية، والحالُ كذلك في العَلاقاتِ السعودية مع الصين وروسيا، فهي لا تزالُ ضمن الهامشِ المسموحِ به أمريكيا.
أما في مِلفِّ التطبيع، فالقناعةُ الأمريكيةُ تتيحُ المزيدَ من الوقت، على اعتبارِ أنَّ الرياضَ لا تزالُ حذرةً ولا تبدو مستعجلةً في إشهارِ فضيحةِ التطبيع، على أنَّ العلاقاتِ الأمنيةَ والثقافيةَ والرياضية تجري بوتيرةٍ متسارعة.
وفي المجمل، تبدو الملفاتُ المطروحةُ في طاولةِ بلينكن ونظرائِه السعوديين مقتصرةً على تلبيةِ المصالحِ الأمريكية، ويمكنُ توصيفُ الزيارة بالمطلبيةِ وعلى الرياضِ الاختيارُ بين ما يمكنُها تنفيذُه أو تأجيلُه.