بعد 15 شهرًا من العدوان الصهيوني غزة.. ملحمة صمود وإرادة تتحدى العدوان والدمار
بعد 15 شهرًا من العدوان الصهيوني
غزة.. ملحمة صمود وإرادة تتحدى العدوان والدمار
صحيفة الحقيقة/ صادق البهكلي
مقدمة:
في خطاب يحمل دلالات استراتيجية، تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي المستجدات الأخيرة في غزة، لا سيما الاتفاق على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه جاء نتيجة “الاضطرار الإسرائيلي والأمريكي”، وليس خيارًا استراتيجيًا للعدو. سلط السيد القائد (يحفظه الله) الضوء على مجريات الحرب التي استمرت 15 شهرًا، مشيرًا إلى أنها كانت “أعظم ملحمة صمود في وجه الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة”، ومشددًا على أن ما تحقق هو “انتصار لإرادة المقاومة وثبات الشعب الفلسطيني”.
اتفاق وقف النار.. اضطرار لا خيار
أوضح السيد القائد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتجه نحو الاتفاق إلا بعد أن بات عاجزًا عن تحقيق أهدافه العسكرية، قائلاً:
“العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي- والموقف الإسرائيلي مرتبط بالموقف الأمريكي أساسًا- إلى الذهاب إلى هذا الاتفاق، بعد كل هذه الأشهر من الجرائم الرهيبة، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.”
وأضاف أن الاحتلال فشل في تحقيق الأهداف التي سعى إليها منذ البداية، وأبرزها “إبادة المقاومة”، مشددًا على أن الاتفاق هو نتيجة “صمود غزة الذي أفشل كل التكتيكات العسكرية التي استخدمها العدو”.
15 شهرًا من الجرائم.. الإبادة والتجويع والتدمير
استعرض السيد القائد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، قائلًا:
“استمر العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة، في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وارتكب المجازر الجماعية التي بلغت أكثر من 4050 مجزرة، مع التجويع، والتدمير لكل مقومات الحياة، ومع الإعدامات بدمٍ بارد، والاختطاف للآلاف، والزج بهم في السجون، والتعذيب بأبشع الأساليب.”
وأكد أن ما جرى في غزة كان استهدافًا شاملاً لكل شيء، مضيفًا:
“استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء، استهدف المدنيين بشكلٍ عام، استهدف الإعلاميين والصحيين، استهدف كذلك الأطفال والنساء، والكبار والصغار، واستهدف كل مقومات الحياة، وبشكلٍ همجيٍ؛ لأنه حظي بدعمٍ أمريكيٍ كبير.”
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالقتل المباشر، بل فرض أيضًا سياسة “التجويع الممنهج”، قائلًا:
“شاهد العالم مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني، والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء، فلا يدخل إلا القليل جدًّا من المواد الغذائية.”
كما تحدث عن استهداف البنية الصحية، قائلًا:
“عمل العدو الإسرائيلي على تدمير البنية الصحية، وإنهاء الخدمة الطبية بشكلٍ نهائي، جعل من المستشفيات نفسها أهدافًا عسكريةً أساسية.”
المقاومة الفلسطينية.. صمود أسطوري في وجه الإبادة
أشاد السيد القائد (يحفظه الله) بصمود المقاومة الفلسطينية، قائلاً:
“الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال هذه الخمسة عشر شهرًا، هي: الصمود المنقطع النظير، والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأعزاء.”
وأشار إلى أن الاحتلال، رغم تفوقه العسكري، فشل في كسر إرادة المجاهدين، مضيفًا:
“ثبات الإخوة المجاهدين في كتائب القسام وسرايا القدس، ومعها بقية الفصائل المجاهدة، وقتالهم في أصعب الظروف، بأبسط الإمكانات، أمام جيش حشد مئات الآلاف من الجنود، وألقى عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة، لم ينجح في تحقيق أهدافه، وهذا دليل على قوة الإرادة الإيمانية والجهادية.”
التقييم الاستراتيجي للمعركة.. فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه
اعتبر السيد القائد أن نتائج المعركة تثبت فشل المشروع الصهيوني في غزة، حيث لم يستطع تحقيق أي من أهدافه الرئيسية، قائلًا:
“العدوان بحجمه، بهمجيته، بإجرامه، بإطلاق الأمريكي ليد الإسرائيلي، والشراكة معه لفعل كل شيء، لم يحقق العدو الإسرائيلي أهدافه المعلنة من عدوانه على قطاع غزة.”
وأكد أن الاحتلال فشل في استعادة أسراه دون صفقة تبادل، كما فشل في القضاء على المقاومة، مشيرًا إلى أن:
“العدو الإسرائيلي كان يريد أن يقضي على كل المجاهدين في قطاع غزة، ألَّا يبقى في قطاع غزة أي عمل مقاوم، ولا إمكانات مقاومة، ولا قدرات للمقاومة، ولا بنية متماسكة على المستوى التنظيمي والحركي، لكنه لم ينجح.”
كما شدد على أن الاحتلال لم يتمكن من فرض خيار التهجير على سكان غزة، قائلًا:
“فشل العدو الإسرائيلي في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وهذا فشل واضح.”
الدور الأمريكي في الحرب.. شراكة مباشرة في الإبادة
أكد السيد القائد أن الولايات المتحدة لم تكن مجرد داعم لإسرائيل، بل كانت شريكًا مباشرًا في العدوان، قائلًا:
“الأمريكي دخل في المعركة، حتى في كثير من الأحيان يصبح الإسرائيلي أشبه شيء بواجهة، تصبح الحرب أمريكية بامتياز، العدوان يصبح أمريكيًا بامتياز.”
وأشار إلى أن الدعم الأمريكي لم يكن مقتصرًا على السلاح، بل شمل المعلومات الاستخباراتية، والتكتيكات العسكرية، مؤكدًا:
“الأمريكي ألقى بكل ثقله في العدوان على قطاع غزة، ووفر كل الإمكانات الاستخباراتية، والرصد الجوي، الذي كان يهدف إلى توفير كل المعلومات اللازمة لإنهاء المقاومة.”
حتمية خيار الجهاد والمقاومة
كما أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل إحدى أبرز الجولات في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث تميز بحجم غير مسبوق من الإبادة والدمار، وكذلك بصمود استثنائي من الشعب الفلسطيني ومقاومته. وأوضح أن هذه الجولة كشفت بشكل قاطع حتمية خيار الجهاد والمقاومة في مواجهة الاحتلال، قائلاً:
“الدرس المهم جدًّا هو: حتمية خيار الجهاد في سبيل الله، والمواجهة والمقاومة للعدو، هذا خيارٌ حتمي؛ لحماية الشعوب، ولنيل حقوقها المشروعة.”
ازدواجية المعايير الدولية ودور الأمم المتحدة
وانتقد السيد القائد (يحفظه الله) ازدواجية المعايير الدولية تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، أثبتت انحيازها التام لإسرائيل، قائلاً:
“أين هو دور الأمم المتحدة؟ الأمم المتحدة سَخِر منها الإسرائيلي، واستهزأ بها، مَزَّق ميثاقها، سَخِر منها [المجرم نتنياهو] في منبرها، واستهزأ بها، الأمم المتحدة لم تتخذ أي إجراء حقيقي ضد العدو الإسرائيلي.”
وأضاف أن الأمم المتحدة بدلاً من معاقبة الاحتلال، منحته الشرعية الدولية بانضمامه إليها، معتبرًا ذلك “عارًا تاريخيًا” يجب تصحيحه، مؤكدًا:
“كان من المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها، أن لا يبقى عضواً فيها؛ لأن هذا عارٌ قديم، وتصرفٌ بعيدٌ كل البعد عن العدالة.”
تقاعس المجتمع الدولي عن حماية الفلسطينيين
سلط السيد القائد (يحفظه الله) الضوء على تقاعس المجتمع الدولي عن فرض أي شكل من أشكال الحماية للشعب الفلسطيني، رغم ارتكاب إسرائيل لجرائم إبادة موثقة. وقال:
“لم يكن هناك أي تدخل دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين، لم يتم فرض مناطق آمنة، ولا حظر جوي، ولا أي إجراءات مماثلة لما فُرض في نزاعات أخرى.”
وأشار إلى أن الغرب لم يكتفِ بالتخاذل، بل قدم دعمًا عسكريًا مباشرًا للاحتلال، موضحًا:
“القذائف، القنابل من أمريكا، من بريطانيا، من ألمانيا، من فرنسا، فلا المجتمع الدولي ولا غيره تدخلوا أبداً.”
التخاذل العربي والإسلامي.. مسؤولية تاريخية
وفي السياق ذاته انتقد السيد القائد (يحفظه الله) المواقف الرسمية لمعظم الدول العربية والإسلامية، معتبرًا أن الأنظمة العربية تتحمل المسؤولية الكبرى عن تقاعس المجتمع الدولي، قائلاً:
“وزر العرب في التخاذل أكثر من غيرهم، لو تحرك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى، يعني: مقاطعة سياسية للعدو الإسرائيلي، ومقاطعة اقتصادية صادقة وجادة، وتحركوا في خطوات وإجراءات لمساندة الشعب الفلسطيني بشكلٍ عملي، لتحركت معهم بقية البلدان الإسلامية بمستوى أكبر.”
وكشف عن تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال منذ بداية العدوان، مشيرًا إلى أن زيارات المسؤولين الأمريكيين لبعض العواصم العربية عقب عملية “طوفان الأقصى” ساهمت في تشجيع الاحتلال على التصعيد، مؤكدًا:
“كان هناك مواقف شجَّعت الأمريكي والإسرائيلي على فعل ما فعلوه ضد الشعب الفلسطيني في غزة، من بعض الأنظمة العربية، مواقف متواطئة، مشجعة على الإبادة، على الجرائم.”
خاتمة: معركة مستمرة حتى زوال الكيان الصهيوني
كما أكد السيد القائد (يحفظه الله) أن هذه الجولة أثبتت أن الكيان الصهيوني المؤقت يعيش مراحل ضعفه، وأن الشعب الفلسطيني يقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق النصر، مشددًا:
“بهذا المستوى من الثبات، من قوة الإرادة، من التمسك بقضيته العادلة، هو أقرب بكثير إلى أن يحظى بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأن يصل إلى النتيجة الحتمية، التي لابُدَّ من تحققها بزوال الكيان المؤقت.”
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة مواصلة دعم المقاومة الفلسطينية بكل السبل الممكنة، لأن ما تحقق حتى الآن هو نتيجة مباشرة للصمود والجهاد، وليس لأي “حلول دبلوماسية”، مضيفًا:
“الإسرائيليون حتى هم يعرفون هذه الحقيقة، كانوا مرعوبين في هذه الجولة من أن تكون النهاية قد حانت، وكان الرعب واضحاً ما قبلها وحينها.”
الصمود الفلسطيني وإسناد محور المقاومة في مواجهة العدوان
وأشار السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العامل الأهم في فشل العدو الإسرائيلي في غزة كان الصمود الفلسطيني، الذي أثبت أنه الركيزة الأساسية في إفشال رهانات الاحتلال رغم غياب الدور الفاعل للمؤسسات الدولية، مشيرًا إلى أن:
“الرهان على أن يكون هناك تحرك لأمم متحدة، أو لمجلس أمن، مجلس الأمن محكوم بالفيتو الأمريكي، محكومٌ به، كان هذا شيئاً واضحاً في هذه الجولة وما قبلها؛ لكن بقي الصمود الفلسطيني هو العامل الأساس في فشل الأعداء.”
دور حزب الله في إسناد غزة
وسلط السيد القائد (يحفظه الله) الضوء على الدور المركزي لحزب الله في دعم المقاومة الفلسطينية، حيث فتح جبهة مشتعلة ضد الاحتلال، مما أربك حسابات العدو الإسرائيلي. وأشاد بتضحيات الحزب، قائلاً:
“أكبر دور في الإسناد، وأعظم تضحية في إطار هذا الإسناد، كان لحزب الله في لبنان، جبهته الإسنادية كانت جبهةً قويةً جدًّا، ومؤثِّرةً على العدو الإسرائيلي، ووصلت إلى حربٍ شاملة مع العدو الإسرائيلي.”
وأشار إلى أن حزب الله قدم تضحيات كبيرة، حيث سقط العديد من قادته ومجاهدوه شهداء، على رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله، معتبرًا ذلك نموذجًا للوفاء للقضية الفلسطينية:
“ليس هناك لا نظام أسهم بهذا الإسهام، ولا جماعة قدمت مثلما قدمه حزب الله، تضحيات كبيرة جدًّا، على رأسها: سماحة شهيد الإسلام والإنسانية، السيد/ حسن نصر الله.”
فشل العدو في سياسة الاستفراد بغزة
ولفت السيد القائد (يحفظه الله) أن العدو الإسرائيلي، وبدعم أمريكي، حاول منذ البداية عزل غزة عن أي دعم خارجي، لكن هذا المخطط فشل بفضل تحركات محور المقاومة والمواقف الشعبية العالمية. وأوضح:
“الذي سعى له الأمريكي منذ اللحظة الأولى، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو: الاستفراد بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون أن يكون هناك أي تحرك مساند.”
وأضاف أن الاحتلال بدأ عدوانه بحملة تضليل إعلامية تهدف إلى تشويه صورة المقاومة، إلا أن الأنشطة التضامنية في دول عدة أفشلت هذا المخطط، حيث خرجت في الأسبوع الأخير مظاهرات في ست عشرة دولة داعمة لغزة.
مواقف رسمية داعمة للقضية الفلسطينية
أشاد السيد القائد (يحفظه الله) بالمواقف الشجاعة لبعض الدول، خصوصًا في أمريكا اللاتينية، التي فرضت عقوبات اقتصادية وسياسية على الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذه المواقف ساهمت في إضعاف المشروع الأمريكي لعزل غزة عن العالم. وقال:
“المواقف الشجاعة لبعض البلدان على المستوى الرسمي أيضاً، في المقاطعة الاقتصادية والسياسية، لبلدان في أمريكا اللاتينية وبعض البلدان، أيضاً هذا له أهميته، في أن الأمريكي لم ينجح فيما خطط له من الاستفراد، مع صمت وهدوء من الجميع، ودون أي تدخل ولا موقف.”
محور المقاومة يكسر الهيمنة الأمريكية
ورأى السيد القائد (يحفظه الله) أن ما جرى في غزة أثبت أن محور المقاومة بات القوة الرئيسية التي يمكنها كسر المخططات الأمريكية والإسرائيلية، مضيفًا أن الدعم المستمر للمقاومة الفلسطينية سيظل مفتاح الانتصار في أي مواجهة مقبلة.
اليمن في قلب معركة الإسناد للمقاومة الفلسطينية
وعن جبهة الإسناد اليمنية قال السيد عبد الملك أنها تميزت في هذه الجولة بموقفها الفاعل والمباغت، حيث شكّل التحرك اليمني مفاجأة غير متوقعة للعدو الإسرائيلي والأمريكي على حد سواء. وأوضح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن:
“الموقف اليمني بمستواه، بفاعليته، بشموليته، بزخمه، باستمراريته، بثباته، كان مفاجئاً، مفاجئاً لأمريكا، مفاجئاً للإسرائيلي، مفاجئاً لمعظم البلدان والشعوب، مفاجئاً للمراقبين، والمتابعين، والمحللين السياسيين.”
تصاعد العمليات العسكرية وتطور القدرات اليمنية
وأشار إلى أن العمليات العسكرية اليمنية بلغت خلال معركة طوفان الأقصى أكثر من 1255 عملية قصف صاروخي، باستخدام صواريخ باليستية، ومجنحة، وفرط صوتية، إضافةً إلى الطائرات المسيرة والزوارق الحربية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن. وأكد السيد القائد (يحفظه الله):
“المسار العملياتي كان في تصاعد وتطوير مستمر؛ لأنه ينطلق من إرادة جادة وصادقة، ومن منطلقٍ إيماني، يستشعر المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية.”
فشل الحماية الأمريكية للسفن الإسرائيلية
ورغم انتشار الأساطيل الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، لم تتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية. وأوضح السيد القائد (يحفظه الله) أن القوات اليمنية تجاوزت العوائق التقنية وتمكنت من إيقاع خسائر فادحة بالإسرائيليين، مضيفًا:
“وصلنا إلى مرحلة لم يعد هناك أي دور يذكر للأمريكي في أساطيله، والتي طردت من مساحات واسعة من البحار، وأصبح العدو الإسرائيلي يواجه هو مشكلة الاعتراض في فلسطين المحتلة.”
إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) وضرب الاقتصاد الإسرائيلي
وفي السياق نفسه أشار السيد عبد الملك إلى أن القوات اليمنية تمكنت ـ بفضل الله ـ من إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات)، الميناء الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، مما أدى إلى توقف نشاطه التجاري والاقتصادي، وقال السيد القائد:
“هذا نجاح حقيقي، وإسهام مفيد، مؤثِّر، واضح، وتأثيراته واضحة على العدو الإسرائيلي.”
الموقف الأمريكي: تورط في عدوان مباشر وفشل في تحقيق الأهداف
بعد فشلها في حماية السفن الإسرائيلية، تورطت الولايات المتحدة في عدوان مباشر على اليمن، معلنة استهداف البنية العسكرية اليمنية. ومع ذلك، أكد السيد القائد (يحفظه الله):
“فشل الأمريكي في إيقاف عمليات الإسناد، بل أصبح الأمريكي نفسه هدفًا، وتم الاستهداف للسفن والبوارج الأمريكية بشكلٍ متكررٍ ومستمر.”
كما أوضح أن حاملات الطائرات الأمريكية اضطرت للانسحاب من مسرح العمليات، مؤكدًا:
“تم الاشتباك مع حاملات الطائرات بمرات متعددة، وطردت من مسرح العمليات، ولهذا طُردت [روزفلت]، وطردت [لينكولن]، وتطارد أيضاً الآن حاملة الطائرات [ترومان].”
ثبات الموقف اليمني ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية
رغم العدوان الأمريكي والإسرائيلي، أكد السيد القائد (يحفظه الله) أن اليمن سيواصل إسناده للمقاومة الفلسطينية، محذرًا من أي محاولات انتقامية تستهدف اليمن، قائلًا:
“في أي مرحلة يعود العدو الإسرائيلي فيها إلى العدوان والتصعيد؛ فسنكون جاهزين للإسناد.”
وأضاف أن الموقف اليمني سيستمر في تطوير قدراته العسكرية استعدادًا لأي مواجهة قادمة:
“سنسعى باستمرار أيضاً في تطوير القدرات العسكرية بإذن الله تعالى، من أجل أداءٍ أقوى، وأعظم، وأكثر فاعليةً في إسناد الشعب الفلسطيني.”
الحراك الشعبي اليمني: نموذج للصمود والتلاحم الوطني
وشهدت اليمن حراكًا شعبيًا واسعًا خلال العدوان، حيث خرجت مظاهرات مليونية أسبوعية رغم القصف الأمريكي والإسرائيلي. وأكد السيد القائد (يحفظه الله) أن هذه المسيرات تعكس صمود اليمنيين وثباتهم في مواجهة التهديدات، قائلًا:
“الحشود المليونية في العاصمة صنعاء، قدَّمت رسالةً قويةً عظيمةً، بثباتها واستمرارها في إقامة المسيرة الكبرى في ميدان السبعين، بالرغم من أنَّ القصف بالغارات كان مجاوراً لميدان السبعين.”
وأشار إلى أن عدد الأنشطة الشعبية خلال 15 شهرًا بلغ أكثر من 900 ألف نشاط، منها 882 مسيرة في الأسبوع الماضي فقط.
الخلاصة: اليمن في قلب معادلة الردع الجديدة
أكد السيد القائد (يحفظه الله) أن اليمن أصبح اليوم قوة مؤثرة في المعادلة الإقليمية، حيث نجح في فرض معادلات جديدة ضد التحالف الأمريكي الإسرائيلي. وأوضح أن المعركة لم تنتهِ بعد، مضيفًا:
“القضية باقية، طالما وهناك احتلال لفلسطين، طالما وهناك تهديد للشعب الفلسطيني، وظلم، وإجرام، واستهداف، وقتل، وحصار، وعدوان، فالقضية باقية، والصراع مستمر.”
كما دعا الأمة الإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، محذرًا من خطورة استمرار التخاذل العربي، ومؤكدًا أن اليمن سيواصل معركته حتى تحقيق النصر.
أخيراً وبعد مرور خمسة عشر شهراً من المواجهة المستمرة، رضخ العدو الصهيوني مُجبراً على التفاوض مع المقاومة الفلسطينية، لقد مارس العدو كل وحشيته وأساليبه القذرة وحشد كل العالم معه واقترف أكثر من 4 آلاف مجزرة، ودمر غزة بشكل شبه كلي. لكن رغم كل ذلك، فشل العدو في القضاء على إرادة المقاومة وصمودها، غزة التي شهدت العديد من المجازر، أثبتت للعالم أن الحرية لا تُشترى، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد نحو تحرير الأرض والإنسان.
أما بالنسبة للموقف اليمني، فقد عبر عنه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ختام كلمته قائلاً: “كما قلنا في البداية، نقول في هذه الجولة، في هذه المرحلة المهمة:
الوفاء ما تغيَّر عهد الأحرار باقي..
يا رعى الله نفس تعيش في العمر حرة
هذه الكلمات تظل نبراساً يهتدي به كل الأحرار في كل زاوية من العالم العربي والإسلامي، فالوفاء للقضية الفلسطينية، والتمسك بالعهد مع المقاومة، هو الدرب الذي لا يزيغ عنه الأحرار. اليمن سيظل في المقدمة، كما كان دائماً، وفي قلب المواجهة، داعماً للمقاومة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني.
لن ينسى العدو أن غزة لم تُقهر، وأن المقاومة لا تنكسر.