بعد مقتل صالح.. نهاية عاصفة الحزم وبداية نصر اليمن
عين الحقيقة/ خلود الرمح
غرّد نعيم العبودي، عبر حسابه على موقع تويتر معلّقاُ على مقتل الرئيس اليمني السابق “إن مقتل علي عبدالله صالح هو ضربة في الصميم للسعودية والإمارات، وسيجتمع اليمنيون بعد مقتله لقيادة بلدهم وسيندحر أعداءهم، دماء النساء والأطفال والأبرياء ستكون لعنة تلاحق كل من تورط بالعدوان على اليمن العزيز”. على مدى ثلاث سنوات، سعى الرئيس السابق علي عبد الله صالح لأن ينتصر وتنتصر معه السعودية ومن ورائها الحلف المساند لمشروعها وحربها، و بعد مقتله تحاول الرياض على رأس الحلف الذي تقوده في اليمن ان توظف مقتل صالح لإحداث خلخلة في الوضع الداخلي اليمني، اعتماداً على تقديرات هي أقرب الى التحليلات بأن العنصر الحزبي (نسبة الى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي قاده صالح) والعنصر القبلي (نسبة الى الارتباطات التي قامت بين الرئيس السابق وبعض القبائل) سيقوّضان سلطة أنصار الله تأسيساً على ما حدث. غير ان التباينات اليمنية لا تسمح بالاعتقاد ان مقتل صالح سيغير كثيراً من الواقع على الأرض، خصوصاً ان أنصار الله أثبتوا انهم الجهة الوحيدة المنظمة القادرة والتي تمتلك مشروعاً لمقاومة الهيمنة السعودية على اليمن ولها نفَس طويل على مقاومة التهديدات والإغراءات. من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أن اليمن في حال التصعيد أمام خيار عجز أكيد عن تحقيق نصر على أنصار الله، ولعبة توازن رعب صاروخي يُمسك بها اليمنيون، تضع مدن ومنشآت السعودية والإمارات تحت النار، والمغامرة بمحاولة شطب أنصار الله لتصنيع تسوية تحت المظلة السعودية الإماراتية، وتُعيد تقاسم السلطة بين محوري منصور هادي وعلي عبد الله صالح، سقطت وانتهت، وصار القدر هو الاختيار بين حرب يصل فيها الجنون حدود اللامعقول، ولكن لن يدفع اليمن وحده ثمن جنونها، أو تسوية مؤلمة، تدفع فيها دول الخليج فاتورة مكلفة والأميركيون من ورائهم، بالتعايش مع معادلة إقليمية جديدة ما بين مضيق هرمز وباب المندب، وسواحل البحر الأحمر، تقرّ بحجم شراكة محور المقاومة في معادلات البحار، وحرب اليمن واحدة من حروب البحار، بعدما حُسم أمر البحرين الأسود وقزوين، وجاء دور البحر الأحمر وبحر الخليج، لتنعقد طاولة التسويات في خامس البحار، الذي يتوسّطها، وهو بحر اسمه المتوسط أصلاً، حيث يعترف الجميع بشراكة الجميع، ولكن بتوازنات جديدة وشروط جديدة حصيلتها، ثلاثة قزوين والأسود ونصف الخليج ونصف الأحمر لواحد نصف الخليج ونصف الأحمر، ومتوسط، بعدما كانت واحداً ونصفاً نصف قزوين ونصف الأسود ونصف الخليج لثلاثة ونصف المتوسط والأحمر ونصف قزوين ونصف الأسود ونصف الخليج. ومن جانبه ،
أكد رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة “أنصار الله” أحمد حامد، أن المرحلة القادمة ستكون أكثر وضوحا وشفافية واستقرارا وأمنا، لأن الخيانة وفق قوله في مواجهة العدوان ستنتهي. وفي هذا السياق ،فإن لمقتل صالح انعكاسات أمنية تتلخص في تصدع في الوضع الامني، حيث سيكون لقوى العدوان عناصر اضافية تقف معهم ثأراً لمقتل زعيمهم. لكن من الوقائع التي سُجلت في اليومين الماضيين، يتبين أن التحركات السريعة لأنصار الله شلت محاولة التمرد التي قادها العميد طارق صالح ابن شقيق الرئيس السابق وأضعفت إمكانية حدوث خرق واسع في الجبهة الداخلية. نتيجة لذلك، ستزداد هيبة انصار الله في صفوف القبائل والأحزاب، خاصة اذا ما ترافقت مع حسن إدارة داخلية سياسياً وخدمياً، وايضا مع تحقيق انجازات عسكرية بارزة على الجبهة اما على الصعيد الحكومي، فمن المتوقع تراجع حدة الاستقطاب الحكومي بما يسمح بإدارة الوضع الناشئ عن الحرب بطريقة منسجمة. سياسياً، سيكون من الصعب على أية قيادة جديدة في حزب المؤتمر الشعبي التحرك نحو الحوار مع انصار الله بعد ما جرى، خصوصا أن انصار الله يعتبرون صالح خائناً. الحزب المذكور نشأ على الولاء “للزعيم” بشكل خاص. وربما تبرز قيادة بديلة لكنها قد لا تتمكن من الإمساك بأطراف الحزب، الأمر الذي يرجح احتمال حدوث انقسام على خلفية استقطابية شخصية او على خلفية سياسية تتعلق بالموقف من التحديات الراهنة في حين سيؤدي مقتل صالح على الارجح الى التسريع في المواجهات العسكرية، وستتحرك قوى التحالف السعودي – الإماراتي للإفادة من اللحظة لتقديم المساندة العسكرية (الجوية او البرية) لمجاميع متمردة لا تزال كامنة. ومن جهتهم، سيتحفز انصار الله لتسديد ضربات قوية لقوى العدوان، بعد تحصينهم الجبهة الداخلية. والخيار العسكري من شأنه ان يساعدهم على الاستقطاب الشعبي وعلى التسريع في وضع نهاية للحرب بعد نقل المعركة الى مدن قوى العدوان. السعوديون والإماراتيون، لن يسهل عليهم الاعتراف بالحقائق الجديدة، ومضوا في حرب الرهانات الخاسرة لتبرير مواصلة حرب الدمار والخراب والموت، ولعل ذلك تُترجمه مواقف صلاح نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي غرّد عبر التويتر: “ياشعب ياشعب الثار الثار ولعن الله من جلس ببيته بعد الان.ثار ابي ثار كل يمني..قاتلوهم اين ماوجدو..تحركو..رحمت الله تغشاك ياابي”