بعد قرن.. بلفور بثوب جديد!
عين الحقيقة/ راغب العطيه
مئة عام والتمام والكمال انقضت.. والجريمة البريطانية الصهيونية تتجدد كل يوم، بمآسيها وآلامها ونتائجها الكارثية على الشعب العربي الفلسطيني، وعلى شعوب المنطقة والعالم كله.
الجريمة الكبرى التي أسس لها الوعد البريطاني الذي أرسله في الثاني من تشرين الثاني 1917 وزير الخارجية آرثر بلفور إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا، كشف بشكل لا لبس فيه أن المخططات الاستعمارية التي تحاك في الكواليس المظلمة، هدفها أولاً وأخيراً تحقيق مصالح دول الاستعمار الإستراتيجية في السيطرة والهيمنة ونهب خيرات الشعوب والأمم، من خلال إحداث بؤر التوتر والصراع ليتسنى لها بالتالي التدخل بمناسبة وغير مناسبة بما يخدم مصالحها.
وما بين إطلاق الوعد الذي اصطلح على تسميته عربياً بالمشؤوم، وما بين ذكراه المئوية ارتكب الكيان الصهيوني المصطنع ولا يزال، جرائم ومجازر عدوانية وفظائع إرهابية لا تعد ولا تحصى بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، ودمر وخرب الشجر والحجر، مستنداً في ذلك إلى دعم سياسي وعسكري واقتصادي هائل من الغرب، في ظل عجز كامل في منظومة المجتمع الدولي ومؤسساته في بعض الأحيان، وتواطؤ وانحياز إلى المعتدي في أحيانٍ أخرى.
وبدلاً من أن يُكفّر المجرم بحق فلسطين وشعبها عن جريمته التي ارتكبها ظلماً وبهتاناً دون أي وجه حق، وأن يعتذر عن ما اقترفته يداه، نجده ينغمس أكثر فأكثر في إجرامه وتعنته، بل أكثر من ذلك إنه يفاخر بالخطأ ويفتخر به، ومجاهرة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالافتخار بوعد بلفور ودور بلادها بقيام كيان الإرهاب الصهيوني، تعري كل شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب ليل نهار.
اليوم وبعد قرن من الزمن من جريمة الوعد البريطاني لتأسيس قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي، ها هو الغرب الاستعماري ممثلاً بالولايات المتحدة الأميركية وما يتبعها من الأوروبيين، يرتكب من جديد جريمة أخرى بحق الإنسانية جمعاء، بتصنيعه تنظيمات إرهابية يوظفها لتحقيق سياساته العدوانية ضد الشعوب والدول التي ترفض الانصياع لتوجهاته ورغباته.