بعد فضيحة قتل النظام السّعودي مئات المهاجرين.. واشنطن تحاول التملّص
حاولت الولايات المتحدة الأميركيّة التملّص من جريمة قتل المئات من المهاجرين عند الحدود اليمنيّة – السعوديّة محمّلةً حليفتها السعوديّة المسؤوليّة كاملة عن هذه الجرائم. وذلك بعد توثيق منظّمة “هيومن رايتس ووتش” قتل القوات السعوديّة لمئات المهاجرين وطالبي اللّجوء عند الحدود مع اليمن خلال أشهر.
ووفقًا لوسائل إعلام غربيّة، قال متحدث باسم الخارجية الأميركيّة: “أبلغنا الحكومة السعوديّة قلقنا حيال” تقرير لمنظّمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقيّة تتهم فيه حرس الحدود السّعوديين بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين”.
وكما هي عادة الولايات المتّحدة في التغطية على جرائم تحالف العدوان على اليمن، خلال تسع سنوات، طالبت الوزارة من “السّلطات السعوديّة إجراء تحقيق معمق وشفاف، وبأن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي”. وزعمت الوزارة أنّ حرس الحدود البريّة المتورطين بالجرائم لم يتلقوا أي تمويل أو تدريب من الحكومة الأميركيّة.
وعلى الرغم من أنّها- أي الولايات المتّحدة- شريك أمني للسعودية، لكنّها تنتقد عبر الإعلام باستمرار سجل المملكة الحقوقي، وتحمّلها مسؤوليّة أي جرائم تظهر للعلن.
الأمم المتّحدة.. قلق على خجل!
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الأمم المتّحدة، يوم الاثنين، أنّ تقرير منظّمة “هيومن رايتس ووتش” يثير “قلقًا كبيرًا”، لكنه تدارك أنّه من الصعب “تأكيد” هذه الاتهامات. بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “إنّ التقرير يتضمن “اتهامات بالغة الخطورة””، مضيفًا: “أعلم بأنّ مكتبنا لحقوق الإنسان على علم بالوضع وأجرى اتصالات، لكن من الصعوبة بمكان بالنسبة إليهم أن يؤكدوا الوضع عند الحدود”، على حدّ زعمه.
وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية السّامية لحقوق الإنسان، في الأمم المتّحدة ليز تروسيل، في تصريح صحفي أنّ: “استخدام قوة قد تكون فتاكة بغرض حفظ الأمن هو إجراء مفرط لا يجوز اللّجوء اليه إلّا في حال الضرورة القصوى”، منتقدة بذلك قتل المهاجرين الأثيوبيين عند الحدود اليمنيّة- السعوديّة. وأضافت أنّ: “محاولة عبور حدود ما، حتى لو كانت غير قانونية استنادًا إلى القانون الوطني، لا تفي بهذا الشرط”.
وكان قد تجاهل مسؤولو الأمم المتحدة تقارير وبلاغات وصلتها، خلال سنوات، من منظّمات حقوقيّة محليّة وجهات رسميّة، بالإضافة إلى تقارير إعلاميّة وثّقت جرائم النظام السّعودي بحقّ المدنيين اليمنيين والمهاجرين في المناطق الحدوديّة. إذ وثّقت منظّمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير صادر عنها الاثنين 21/08/2023، أنّ حرس الحدود السعوديين أطلقوا “النيران مثل المطر” على مهاجرين إثيوبيين في أثناء محاولتهم العبور من اليمن.
وأكدت المنظّمة أن قوات حرس الحدود السعودي قتلت مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنيّة-السعوديّة بين آذار/ مارس 2022 وحزيران/ يونيو 2023.
التقرير المؤلف من 73 صفحة بعنوان: “أطلقوا علينا النار مثل المطر- القتل الجماعي على يد السعوديّة بحق المهاجرين الإثيوبيين على الحدود اليمنية-السعوديّة”، ذكر أنّ المنظّمة قابلت 42 شخصًا، بينهم 38 مهاجرًا وطالب لجوء إثيوبيًا حاولوا عبور الحدود اليمنيّة-السعوديّة بين آذار/ مارس 2022 وحزيران/ يونيو 2023، وحللّت أكثر من 350 فيديو وصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أو جُمعت من مصادر أخرى، وصورًا من الأقمار الصناعية تغطي عدة مئات من الكيلومترات المربعة.
وكانت منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة قد كشفت، في تموز/ يوليو 2022 ، عن جرائم قتل تعرّض لها عشرات المهاجرين على يد القوات السعوديّة، شمال محافظة صعدة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة.
“المسيرة” توثق الجرائم السعوديّة على الحدود ووثقت شبكة “المسيرة” عشرات الجرائم التي ارتكبتها السعوديّة، خلال الهدنة، بحقّ عشرات اليمنيين والنازحين، وكذلك المهاجرين الأفارقة في المناطق الحدوديّة شمال محافظة صعدة. ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 الفائت، حصلت قناة “المسيرة” على مشاهد لاستهداف وتصفية النظام السّعودي لمهاجرين أفارقة على حدوده. وأظهرت المشاهد عشرات الجثث التي قتلت على يد حرس الحدود السّعودي، كما أظهرت قيامه بتصفية عشرات المهاجرين الإثيوبيين، ويُعتقد أنّها للحظات ما قبل قتلهم. كما عرضت “المسيرة” صورًا لمقبرة جماعية تضمّ عشرات الضحايا الأفارقة ممن قتلهم حرس الحدود السّعودي. وأكد أفارقة ناجون من المجزرة أنّ الجنود السّعوديين تعمّدوا صعق غرفة بالكهرباء بعد جمع عشرات المهاجرين الإثيوبيين فيها. وأوضحوا أنّ هؤلاء الحرس كانوا يطلقون النار مباشرة، وغالبًا ما تُستخدم الهاونات للقضاء على تجمّعات المهاجرين، مؤكدين أنّه يُقتل يوميًا قرابة 5 مهاجرين عند الحدود، ويُصاب أضعافهم.