بعد ست سنوات من الحرب.. أطماع الغزاة تنهار في اليمن
صمود أسطوري جبار وعلى مدى ست سنوات انهارت أمامه أحلام الغزاة وأطماعهم في ثروات البلاد وموقعها الجيوسياسي المتميز والفريد.. كان أكثر المتفائلين من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن اليمني لا يعطون للجيش اليمني على أبلغ تقدير أسابيع بل وحتى شهر، للوقوف أمام الآلة العسكرية التي حشدها الغزاة وجندوا لها كل إمكانياتهم العسكرية والمالية وحتى الدبلوماسية لكسب التأييد وشراء المواقف بالمال.. كان لديهم هدف معلن وهو ما قالوا أن عملهم العسكري هذا يأتي لإعادة ما يسمونه بالشرعية.. بينما الأقسى والأدهى والأمر يتمثل بهدف خفي يتركز حول أطماع مرحلة لهم في اليمن باحتلالها وتجزئتها وتقاسمها مناطق نفوذ وهو ما تم بالفعل على أرض الواقع الآن وعلى مرأى ومسمع من العالم كله؛ لكن وبالمقابل فإن فشلًا ذريعًا قد لحق بحلفاء التحالف والغزاة في تحقيق تلك الأهداف التي من أجلها شُنت ما اصطلح على تسميته بعاصفة الحزم في 26 مارس 2015م.
وفي حقيقة الأمر لم يكن إفشال ذلك المخطط والتصدي لعاصفة الحزم سهلًا فالإمكانيات المتوفرة للجيش اليمني ولجانه الشعبية إمكانياته متواضعة أمام إمكانيات دول العدوان العسكرية وهي إمكانيات مهولة.. تم تجميع الإمكانيات والبحث والتفكير عن بدائل للمواجهة في ظل ظروف الحاجة الشديدة لذلك وعملًا بالمقولة المتعارفة بين الناس “الحاجة أم الاختراع” أنتج الجيش اليمني وبكوادره اليمنية أنواع جديدة من الأسلحة الأمر الذي نقل الجيش من موقف المدافع إلى المهاجم في عمق دول العدوان.. هنا تبرز نوعية المقاتل وبعقيدته العسكرية السامية التي محورها الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره، غير الجيش اليمني موازين القوى لصالحه واندحرت فلول وكتائب العدوان والعالم كله يُتابع ويشيد بإمكانيات هذا الجيش الذي يقارع أقوى وأعتى آلة حرب عسكرية ويلحق بها الهزائم المتلاحقة.. لم يكن هذا الأمر سهلاً؛ لكنه أمام همة وعزيمة الرجال أصبح كذلك وتم تحقيقه وانقلبت المعادلة العسكرية وأخذ الجيش واللجان الشعبية زمام المبادرة بعد أن ظنت دول العدوان أنها ستخوض حربًا لا خسارة فيها.
واليوم وبشائر النصر أصبحت تلوح في الافق، لم يعد بالإمكان الحديث عن الإمكانيات العسكرية والمالية لدول العدوان، لقد أصبحت في خبر كان وأصبح الجيش اليمني ولجانه الشعبية سيد الموقف في معركة وصفها الجميع في البداية بأنها غير متكافئة.. صارت دول العدوان اليوم تستجدي العالم البحث لها عن مخرج من هذا المأزق الذي وقعت فيه دون جدوى وليس أمامها إلا التسليم والإذعان بالهزيمة.
صحيح أن وجه البلاد قد تغير بعد ست سنوات من التدمير الممنهج لطائرات العدوان التي طالت بغاراتها كل شيء مخلفة آثار كارثية في معيشة المواطن ونمط حياته جراء أسوأ أزمة إنسانية يواجهها المجتمع اليمني في تاريخه الحديث والمعاصر.. لكن كل ذلك يهون في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادته وأمنه واستقراره ووحدته، أما تلك الآثار التدميرية للمنشآت المدنية سيعوضها الرجال الذين دافعوا عن سيادة الوطن.
وكالة الصحافة