بعد حديثه عن اليمن: ديفيد كاميرون.. وعقلية المستعمر البريطاني
كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم امس الأحد، على حسابه عبر منصة “إكس”: “رغم التحذيرات المتكررة، واصل الحوثيون هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، بما في ذلك استهداف السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة، ما يقوض الاستقرار الإقليمي.. لقد أوضحنا أننا سندعم أقوالنا بالأفعال.. (وتم) تنفيذ ضربات مشتركة مع الولايات المتحدة على أهداف عسكرية للحوثيين باليمن”.
-اعلان وزير الخارجية البريطاني بشأن تنفيذ عدوان امريكي بريطاني جديد على اليمن، صاغته القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” بطريقة اخرى، حيث جاء في بيانها انه :”في 24 فبراير.. نفذت قواتنا بالتعاون مع القوات المسلحة البريطانية، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، ضربات ضد 18 هدفا للحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها باليمن”.
-يمنيا، ذكرت قناة “المسيرة” الفضائية اليمنية، ان مواطنا يمنيا استشهد وأصيب 6 آخرون، جميعهم من أسرة واحدة، إثر قصف طيران العدوان الأمريكي البريطاني منطقة شمير بمديرية مقبنة في محافظة تعز جنوب غربي البلاد.
-لم يعد خافيا الكذب الصريح والوقح، الذي تحفل به تصريحات المسؤولين البريطانيين والامريكيين، وبيانات القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، ازاء ما يجري في البحر الاحمر وباب المندب، فليس هناك من تهديد للملاحة الدولية في هذا الممر البحري الاستراتيجي، وكل ما هناك ان القوات المسلحة اليمنية، اتخذت قرارا بالضغط على الكيان الإسرائيلي، عبر استهداف السفن التجارية التابعة له، بهدف وقف عدوانه ومجازره التي ينفذها ضد الفلسطينيين العزل في غزة، وهو قرار جاء متناقضا مع المخطط الأمريكي البريطاني الداعم لحملة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لذلك قررت واشنطن ولندن، منع اليمن من ممارسة أي ضغوط على الكيان الإسرائيلي، فدخلتا وبشكل مباشر في الحرب على غزة، عبر شن هجمات منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، على اليمن، تجاوزت المئات، حتى تاريخ كتابة هذه السطور، دون اي مبرر، ومن دون تفويض من اي جهة اممية، الامر الذي يعتبر عدوانا سافرا على الشعب اليمني وعلى سيادة اليمن، وتجاهلا فاضحا، للقوانين والأعراف الدولية.
-من الأكاذيب البريطانية، التي باتت تتكرر، الكذبة التي أشار اليها كاميرون في تصريحه المذكور، حيث يقول “ان اليمن استهدف سفنا بريطانية وهو ما يهدد الامن الإقليمي”، بينما الحقيقة، هي ان اليمن لم يستهدف أي سفينة بريطانية او أمريكية، الا بعد ان شنت الاساطيل الامريكية والبريطانية، هجمات على اليمن، انتصارا لنتنياهو الفاشل والعاجز في غزة. كما ان الذي يهدد الامن الإقليمي، ليس وقوف اليمن الى جانب غزة، بل العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي اسفر عن اكبر مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر، وإصرار أمريكا والغرب على دعمه واسناده، وكذلك العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، هما من يهدد الامن الإقليمي، وهو امن آخر ما تفكر فيه واشنطن ولندن.
-اما الأكاذيب الامريكية في هذا الشأن فهي كثيرة، واخرها ما جاء في بيان القيادة المركزية الامريكية، حيث زعم البيان ان “أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا” تعاونت مع أمريكا وبريطانيا في العدوان على اليمن، ونحن طبعا لا ننكر وجود مثل هذا التعاون، ولكن الشيء الذي بات معروفا، هو ان أمريكا ومن اجل التغطية على سياستها العدوانية ضد الشعوب العربية والإسلامية ومصالح هذه الشعوب، خدمة للكيان الإسرائيلي، عادة ما تغطي على هذه السياسية عبر التستر وراء “تحالفات دولية” ، و”شركاء دوليين”، يشاطرونها أهدافها وسياستها، بينما الحقيقة، هي ان هؤلاء “الحلفاء والشركاء”، ليسوا سوى دول ارتضت ان تكون أدوات رخيصة تستخدمها أمريكا لتحقيق مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي، مضحية بسمعتها ومكانتها بين دول وشعوب العالم.
-الشيء الحقيقي الوحيد والثابت في كل ما يجري في البحر الأحمر واليمن، هو ان أمريكا وبريطانيا أثبتتا أنهما الداعمان الرئيسيان لجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة والضفة الغربية، وتسعيان من وراء ذلك الى توسيع نطاق الحرب، وضرب استقرار المنطقة، بهدف انقاذ “إسرائيل” من ورطتها، وهي ورطة، لم ولن يتحرر منها الكيان الإسرائيلي، الا بوقف عدوانه الهمجي ضد غزة، فحركة انصار الله، وحزب الله، والمقاومة العراقية، وكل الاحرار في العالم، لم ولن يتركوا غزة وحيدة بيد الجلاد الإسرائيلي، كما يتمنى وزير الخارجية البريطاني، الذي مازال يتحدث بعقلية المستعمر التي عفا عليها الزمن.