بعد تطهير غالبية مديرياتها.. مدينة مارب .. مسك الختام
كل ما كانت تخطط وتراهن عليه دول الاستكبار العالمي وادواتها في المنطقة هو استدراج القوى الحرة الى مربع الصراع والاستنزاف لطاقاتها المادية والبشرية لإضعافها وانهاكها،
لكن ذلك التحالف تفاجأ بما هو غير متوقع وفاق حساباتها، حيث اصبحت تلك الاهداف والرهانات مكشوفة ومفضوحة ما جعل تلك الدول والادوات تقف خلف ستار مكشوف والذي تعرى من خلال ما شهدته وتشهده الجبهات في الداخل وفي عمق العدو السعودي من انتصارات كبيرة بتنفيذ العمليات العسكرية والضربات المؤلمة التي وصلت الى اشعال النار في ذلك الستار وكشفت عن الوجوه القذرة والقبيحة التي كانت تتواجد خلفه وتعمل ليل نهار على اعداد المخططات وتحيك المؤامرات الخبيثة، لكن ما يحمله اليوم الجيش واللجان الشعبية، ووأد كل تلك المخططات والمؤامرات في مهدها وتفوق عليها ولقف كل ما صنعوا وجمعوا وكشف زيف ما تخفيه قراراتها على المدى القريب والبعيد وما كانت تهدف الى تحقيقه تحت مظلة الشرعية الدولية او الامم المتحدة وتحركاتها المشبوهة والتي باتت تعتمد على فواتير الدفع المسبق لشراء تلك المواقف التي لم تصمد طويلاً امام موقف الحق وهو ما نراه يتجلى كل يوم على كل المستويات وفي مقدمتها المسارات السياسية والعسكرية.
العودة الى الصف الوطني
انتصارات الجيش واللجان الشعبية في جبهات مارب وشبوة، غيرت المعادلة في الميدان وبعثرت كل اوراق تحالف العدوان ودول الاستكبار العالمي التي كان يعتمد عليها لاستمرار تواجده، والتي لم تستطع استخدام أين منها، كونها اعتمدت على معطيات ومعلومات مظللة ومزيفة ولم تمت للواقع بصلة وهو ما ادى الى وقوعها لامحالة بالفشل والهزيمة، بينما من يقف على الارض بكل ثبات أصبح يمتلك القرار فما تشهده محافظة مأرب اليوم من انتصارات كبيرة وسريعة لتؤكد صدق الوعد الذي جعل كل احرار العالم يقفون الى جانب حقوقه المشروعة في تحيق الحرية والاستقلال وهو ما جعل اغلب المغرر بهم في تلك الجبهات بعد إن تبين لهم الحق، الانشقاق عن قياداتهم وقرروا العودة بكل يقين الى الحاضنة الوطنية والشعبية القوية والتي استمدت صمودها من دينها وعراقة تاريخها وحضارتها وارضها وارادة ابنائها الاحرار .
انشقاقات كبيرة
تتولى الانشقاقات للمغرر بهم عن تحالف العدوان ومرتزقته طيلة ما يقارب سبع سنوات من العدوان حيث عاد خلالها الالاف منهم الى العاصمة صنعاء مستفيدين من قرار العفو العام الذي اصدرته القيادة السياسية، ومع تقدم الجيش واللجان الشعبية في جبهتي مارب وشبوة واقترابه من تحرير مدينة مارب توالت الانشقاقات في قيادات وصفوف المرتزقة حيث انشق الخميس الماضي 1500 من المغرر بهم بينهم قيادات عن مرتزقة تحالف العدوان السعودي الاماراتي في مأرب ووصلوا الى صنعاء وكان نائب وزير الخارجية حسين العزي قد رحب بوصول مجموعة كبيرة من أبناء محافظة مأرب إلى صنعاء بعد انشقاقهم عن ميليشيا هادي والاصلاح وقال العزي في تغريدة على “تويتر”: “قرابة 1500 مقاتل من أبناء الحبيبة مأرب يعودون للعظيمة صنعاء نرحب بالأحرار الكرام ونقول لهم أهلا وسهلا في عاصمتكم وبين أهلكم وربعكم”، مضيفا “لقد كان يوما مشهودا تسابقت فيه العبرات ورتلت الجبال حنين الرجال ولا غرو فالجميع أهل وبني عم شكرا للجميع وتحية للسيد القائد”.
وعلى وقع الانشقاقات والانهيارات في صفوف المرتزقة بجبهات مارب اعلن مسؤول أمني في مأرب انشقاقه عن ميليشيا هادي والاصلاح استجابتا لدعوة القوات المسلحة التي وجهتها لكل المجندين الذين ما زالوا في صفوف العدو لترك السلاح والعودة الى الصف الوطني حيث وصل ما يسمى بمسؤول أمن المؤسسة الاقتصادية اليمنية في مأرب يحيى محسن محسن دردخ مع عدد من المغرر بهم إلى العاصمة صنعاء معلنين الانشقاق عن ميليشيا هادي والاصلاح.
حكمة وشجاعة القائد
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد التقى بوفد من قبائل مديرية العبدية وعدد من مديريات مأرب وشبوة التي حررها ابطال الجيش واللجان الشعبية مؤخرا، ووجه قائد الثورة في اللقاء بإطلاق الأسرى في مديرية العبدية بمحافظة مأرب البالغ عددهم52 أسيراً، داعيا حكومة الانقاذ والسلطة المحلية بمحافظتي مأرب وشبوة إلى الاهتمام بالمواطنين في المديريات المحررة.
وعبر الأسرى عن شكرهم الكبير لقائد الثورة على قرار الافراج عنهم ودعوا زملائهم ممن لا زالوا يقاتلوا في صف تحالف العدوان إلى تحكيم العقل والعودة إلى وطنهم وأهاليهم، والاستفادة من “العفو العام” والانضمام إلى صف الوطن.
وكان قد وصل عدد كبير من المشايخ والوجاهات القبلية في مديرية العبدية الى صنعاء حيث نظمت قبائل سنحان, حفل استقبال كبير وحاشد لمشايخ القبائل القادمين من مديرية العبدية بمحافظة مأرب وهو ما يعكس تمكسك اليمنيون بقيمهم وتاريخهم وتلاحمهم الشعبي والقبلي في مواجهة الغزاة والمحتلين الذين حاولوا تفكيك الروابط الاجتماعية للمجتمع اليمني الواحد .
نهب واغلاق صافر
ومع زيادة القلق والارتباك الذي تعيشه قيادة المرتزقة داخل مدينة مارب تتخذ تلك القيادات قرارات تخدم مصالحها تمهيداً لاغتنام ما تستطيع قبل وصول الجيش واللجان الشعبية للمدينة، وكانت ميلشيا هادي والاصلاح في مأرب ، الخميس الماضي، قد أغلقت مصافي تكرار النفط بصافر، تزامنا مع إفراغها للمخزون الاحتياطي من المشتقات النفطية، وأكدت مصادر قبلية أن أسعار البنزين « 20 لتر « قفزت إلى 30 ألف ريال ، مع انعدامها في المحطات وتحديدا في مديريتي الوادي والمدينة، آخر مناطق هادي والإصلاح، من أصل 14 مديرية والتي أصبحت معظمها بيد قوات الجيش واللجان الشعبية وأوضحت المصادر أن أسباب قطع ميليشيا هادي والإصلاح للوقود، تأتي للحيلولة دون فرار قياداته وقواته من المدينة واجبارهم على الانتحار في معركة أصبحت نتائجها محسومة لصالح قوات الجيش واللجان .
تفاهم وتسوية للأوضاع
ومع اقتراب الجيش واللجان من احياء المدينة الجنوبية كشفت مصادر قبلية تحقيق تقدم في مسار التفاهمات التي تجريها قيادات من صنعاء مع القبائل التي تقطن في وادي عبيدة بعد تأكد تلك القبائل من اقتراب معركة الحسم وتحرير المدينة.
وحسب المصادر فإن كبار مشايخ عبيدة التقوا قيادات من صنعاء للتفاهم على آلية لتسوية أوضاعهم وأوضاع المقاتلين من أبناء مديرية الوادي ضمن قرار العفو العام الذي دعت الية القوات المسلحة منذ اسابيع، ووفقا للمصادر فإن تلك القيادات وافقت على أن يشمل العفو العام كل من يترك القتال مع قوات هادي من أبناء القبيلة بما في ذلك القيادات العسكرية والسياسية.
ومن جهة اخرى أعلنت قبائل عبيدة في مأرب، السبت الماضي، انقلابها على سلطة الإصلاح في المحافظة، مؤكدة التزامها الحياد في المعركة الدائرة بين ما اسمتها بقوات صنعاء وقوات الإصلاح، وتجنيب بلادهم الحرب وقالت قبائل عبيدة، في بيان تداولته وسائل إعلامية، إنها لن تسمح لأي طرف من أطراف الصراع العسكري من جعل بلادهم ومساكنهم ومزارعهم ميدان حرب ومعركة صراع كما حصل في بلاد قبائل مأرب الأخرى، في إشارة إلى التزامهم الحياد مشددين على رفضهم إقامة أي تمركزات وتحصينات عسكرية في الوادي، في إشارة إلى انقلاب على الإصلاح الذي يتحرك لإنشاء مواقع عسكرية في مديرية الوادي استعدادًا لمواجهة تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية صوب المدينة والوادي اخر مديرتين في المحافظة.
نهب المواطنين
الانهيارات المتسارعة لجبهات ميليشيا هادي والاصلاح في اطراف مدينة مأرب تكشف حجم النهب والسلب الكبير التي طالت المدنيين بمن فيهم النازحين الذين بحاجة الى المساعدات المحلية والدولية وبعد أن تقدم لهم المساعدات يتم نهبها من قبل اعلى سلطة في مارب حيث كشفت منظمات إغاثية عاملة الأربعاء الماضي عن نهب سلطان العرادة مخصصات مالية كبيرة قدمت لتحسين أوضاع النازحين في مأرب واتهمت منظمات محلية بينها منظمتي “إنسان” و”إغاثة” الناشطتين في مأرب سلطان العرادة بنهب مخصصات مالية مقدمة من منظمات دولية وأوضحت بأن المبالغ المنهوبة تجاوزت 160 ألف دولار أمريكي قدمتها منظمتي الهجرة الدولية واليونيسف للنازحين في مأرب كانت مخصصة لشراء محطات توليد كهربائية وألواح شمسية وخيام ومكيفات لـ12 مخيمًا في الوادي والمدينة الخاضعتين لسيطرة سلطة العرادة وطالبت المنظمات الجهات الدولية الناشطة في مجالات الإغاثة الإنسانية بسرعة التحقيق في واقعة النهب في الوقت الذي تعمل ميلشيا الاصلاح على منع النازحين من مغادرة الاماكن التي تصل اليها المواجهات للتمترس خلفهم والاستفادة من منح المنظمات الدولية في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية وحقوق النازحين.
قلق امريكي واسرائيلي
تصاعدت المخاوف الامريكية والاسرائيلية، من اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير مدينة مأرب، اخر معاقل الميليشيات التابعة لتحالف العدوان وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية قد نشرت في تقرير لها أن سيطرة من وصفتهم بـ»الحوثيين» على المدينة بمثابة استكمال لقوس التهديد الخطير على أمن اسرائيل «الممتد من اليمن عبر خليج عمان إلى الكويت، وعبر العراق والبوكمال بإتجاه سوريا إلى لبنان» فيما سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على تداعيات التقدم الأخير لقوات الجيش واللجان الشعبية مع احتمال تحريرها المدينة في غضون ايام، وهو ما يشير إلى حجم الرعب لدى الأمريكيين والإسرائيليين من هزيمة حلفائهم الاستراتيجيين في المنطقة الذي يقوده تحالف العدوان السعودي.
الى ذلك تشير التحركات الامريكية المكثفة الى قلق كبير لدى واشنطن من سقوط مأرب بيد قوات الجيش واللجان الشعبية التي باتت تطوقها من اتجاهات عدة وكان ليندر كينع قد عقد سلسة لقاءات مع السفيرين السعوديين في الولايات المتحدة، واليمن، ريما آل سعود، ومحمد آل جابر، وخصص الاجتماعات لبحث تداعيات اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير مركز محافظة مأرب النفطية وقالت مصادر سياسية ان المبعوث الامريكي اعلن خلال تلك الاجتماعات حالة طوارئ .. مطالبا الرياض بالتحرك لمنع سقوط مأرب وكشف المبعوث الامريكي .
مع التداعيات والتحركات الدولية والاقليمية التي تحاول المؤسسات الدولية ودول الاستكبار العالمي انقاذ ادواتها في تحالف العدوان مرات ومرات من الهزيمة والحيلولة دون اسقاط شماعاتها في استمرار العدوان على اليمن تستمر القيادة السياسية في مسارها التحرري غير ابهة بما يقال من هنا او هناك سواء كان محليا او دوليا وهو ما يؤكد اقتراب التحرير لمدينة مارب بعد إن انكشف امام القيادة خروج المؤسسات الدولية وانحرافها عن مهامها وميثاقها الاممي بشكل كبير ولم تحقق أي مصلحة للشعب اليمني بل أن كل همها الوقوف مع المال ضد الانسانية والتحرر وتحقيق المصير لإطالة امد الحرب .
دور محوري شجاع
وكان تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان قد اشادوا بانتصارات الجيش واللجان الشعبية، ودور القبائل في تحرير محافظة مأرب ومديريات في شبوة وأشار تحالف الأحزاب، في بيان له إلى الدور المحوري الشجاع للقبائل الشريفة في المحافظتين، وبالجهود العظيمة التي بذلوها ويبذلونها في سبيل حقن الدماء، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيّقة ودعا ، القيادات السياسية والعسكرية والوجهاء والأعيان والمواطنين جميعا، في ما تبقى من محافظة مأرب وشبوة، إلى العودة إلى الصواب، وتغليب العقل، والعودة إلى حضن الوطن الحر، واستغلال الفرص المتاحة من خلال العفو العام ومبادرة القيادة مؤكدة على قوى تحالف العدوان أن تقر بالهزيمة، وتعلم بأن إعادة اليمن تحت الوصاية الخارجية أصبحت من سابع المستحيلات.
مشايخ الجوبة يقفون الى جانب الجيش
أكد مشايخ وأعيان ووجهاء مديرية الجوبة بمحافظة مأرب وقوفهم إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات حتى تحرير كامل مناطق المحافظة من دنس الغزاة والمعتدين وباركوا في لقاء قبلي حاشد، مطلع الاسبوع بمديرية الجوبة، انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة قوى العدوان والارتزاق وتحرير المديرية وغالبية مديريات المحافظة.
وثمن مشايخ ووجهاء الجوبة حسن تعامل الجيش واللجان الشعبية مع أبناء المناطق المحررة وحفاظهم على الأمن والاستقرار والممتلكات العامة والخاصة ومبادرات العفو عن الأسرى والمغرر بهم من أبناء المديريات المحررة التي وجه بها قائد الثورة كما أكدوا أهمية التصالح والتسامح وتوجيه الجهود والطاقات لمواجهة الخطر الحقيقي على الشعب اليمني المتمثل في العدوان الأمريكي السعودي الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا.
ودعا مشايخ ووجهاء الجوبة المغرر بهم في صفوف العدوان من أبناء المديرية العودة إلى صف الوطن وقراهم ومناطقهم واغتنام قرار العفو العام بدلا من أن يكونوا مرتزقة لخدمة أجندة العدوان ضد إخوانهم وأبناء وطنهم وأشادوا بجهود السلطة المحلية في تطبيع الأوضاع في المديريات المحررة وتشغيل المرافق والمشاريع الخدمية، مؤكدين أهمية تعاون الجميع مع الجهات الأمنية لتعزيز الأمن والاستقرار.
المصدر:سبتمبر نت