بعد استهداف “تل ابيب”.. اليمن يفرض تغيرات جذرية في مفهوم القوة العسكرية والتكتيكات

 

جميل الحاج ـ الحقيقة

في سابقة تاريخية تعكس تحولات جذرية في موازين القوى الإقليمية، نفذت القوات المسلحة اليمنية هجوما غير مسبوق على مدينة يافا (تل أبيب)، مستهدفة قلب دولة الاحتلال الإسرائيلي بواسطة طائرة مسيرة جديدة بالكامل من صناعة يمنية، أطلق عليها اسم “يافا”. هذا الهجوم لم يكن مجرد استعراض للقوة، بل كان إعلاناً استراتيجياً يعكس التحول الكبير في قدرات القوات المسلحة اليمنية العسكرية وكيفية اختراقهم للمنظومات الدفاعية المتقدمة.

ويأتي الكشف عن الطائرة المسيرة “يافا” كنتاج لجهود مكثفة في تطوير التكنولوجيا العسكرية اليمنية، حيث أثبتت قدرتها الفائقة على تنفيذ عمليات دقيقة وفعالة. الضربة التي استهدفت يافا (تل أبيب)، لم تكن فقط تهدف إلى إحداث الدمار، بل كانت رسالة واضحة تعكس التحول الاستراتيجي في قدرة اليمن على تنفيذ عمليات بعيدة المدى وبفعالية غير مسبوقة.

 

تنفيذ عمليات عسكرية معقدة وفعالة

في خطوة تعكس قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة وفعالة، أطلقت طائرة مسيرة مجهزة بوسائل تدميرية متقدمة نحو يافا (تل أبيب)، الهجوم استهدف منطقة قريبة من السفارة الأمريكية، مما زاد من حجم التأثير النفسي والعملياتي على الإسرائيليين.

مشاهد الفيديو التي تم تداولها من موقع الهجوم أظهرت مدى الدمار الذي ألحقته الطائرة المسيرة في المناطق المستهدفة. كما وثقت المشاهد ردود فعل الهلع والفزع لدى المدنيين الإسرائيليين، الذين فاجأهم الهجوم وخلق حالة من الفوضى في المنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية.

ويعكس هذا الهجوم قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ عمليات دقيقة ومؤثرة خارج حدودها، وتعزز هذه العمليات الرسائل السياسية والعسكرية التي تحاول القوات اليمنية إيصالها للكيان ومن الدول المتحالفة معه.

الهجوم على تل أبيب بواسطة الطائرة المسيرة “يافا” يبرز تصاعد القدرات العسكرية للقوات اليمنية، ويؤكد على التأثير المتزايد لهذه القدرات في الصراعات الإقليمية. كما يشير إلى تنامي القدرة على تنفيذ عمليات استراتيجية تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل واسع.

 

توسع وتصاعد العمليات اليمنية المساندة

منذ بداء العدوان الإسرائيلي على غزة.. قامت القوات المسلحة اليمنية بتوسيع نطاق عملياتها بعدة مراحل متصاعدة ليشمل عدة ممرات مائية استراتيجية، مما يعكس قدراتها المتنامية على تنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الجبهات. في البحر الأحمر، كثفت اليمن هجماتها على السفن المرتبطة بالكيان او المتوجهة إلى مؤني فلسطين المحتلة التابعة لأمريكا وبريطانيا، مما أدى إلى حصار الكيان الصهيوني وإغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) وهو يعكس قدرة اليمن على توسيع نطاق عملياتها البحرية إلى مسافات بعيدة.

وتأتي هذه العمليات العسكرية التي استهدفت أكر من 170 سفينة لثلاثي الشر (إسرائيل) وأمريكا وبريطانيا وذلك في سياق الدعم القوي الذي تقدمه اليمن للشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه إبادة جماعية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتهدف المساندة اليمنية إلى الضغط على الكيان والدول المتحالفة معه لوقف العدوان والحصار على قطاع غزة وإلى تسليط الضوء على مظلومية الفلسطينيين ودعم مقاومتهم بوسائل متعددة، بما في ذلك العمليات العسكرية التي تستهدف مصالح الدول المتحالفة مع (إسرائيل).

  

التحول الاستراتيجي

شهدت المنطقة تغيرات جذرية في مفهوم القوة العسكرية والتكتيكات المستخدمة، حيث أثبتت الطائرة المسيرة اليمنية قدرتها على اختراق الأنظمة الدفاعية لدول كبرى. هذا الهجوم، الذي اخترق دفاعات تل أبيب، يعكس تفوقاً تكنولوجياً وتكتيكياً يغير قواعد اللعبة في الصراع الإقليمي. تحولت (إسرائيل) من كيان يتمتع بالقدرات الدفاعية المتطورة إلى هدف قابل للتدمير في أي لحظة، مع إعلان اليمن بشكل قاطع أن مناطق دولة الاحتلال أصبحت ضمن أهدافه الاستراتيجية.

وبهذا الهجوم يعيد رسم معادلات الصراع في المنطقة، حيث يبرز اليمن كقوة عسكرية مؤثرة تستطيع إحداث تغيير استراتيجي على مستوى المنطقة. التهديد الذي يمثله هذا التحول يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات الدفاع والأمن لكل من (إسرائيل) والدول المتحالفة معها وإعادة حساباتهم وأن يكونوا على يقين بأن اليمن لن يسكت وهو يرى الشعب الفلسطيني يقتل في غزة، ولن يسمح بتمرير المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.

وفي ظل هذا التحول الاستراتيجي، يتضح أن اليمن لم يعد مجرد لاعب ثانوي في مسرح الصراع الإقليمي، بل أصبح قوة عسكرية قادرة على تحقيق أهدافها وتحدي القوى الكبرى. الهجوم على كيان الاحتلال يمثل بداية لمرحلة جديدة من التصعيد، حيث تظهر اليمن كقوة يجب أخذها بعين الاعتبار في أي حسابات إقليمية ودولية مستقبلية.

قد يعجبك ايضا