بريطانها ودجاجها البيَّاضة.. بقلم/ مصباح الهمداني
لا أظن أحدًا مادت به الأرض، وساخت به الرمال، كعيال ناقص في خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي الأخير، وبعيدًا عن الشماتة، فقد وضعتُ نفسي في موضعهم، وتحققت من أقوال هذا القائد والأفعال، منذ عرفه الناس، وخبرته الحروب، وصقلته التجارب.
وأدركتُ أن “شخابيط” الدويلة، باتوا ليلتهم في هم وغم، وكدر وخوف، ورعب واضطراب، وهم يجمعون كبار العملاء والساسة، ويشترون عمالقة الفكر والسياسة، ويضعون الكلمات الثلاثة عشر؛ على طاولة بحث التداعيات والأثر…
(ومن ضمن ذلك خيارات لا أحبذ الحديث عنها، ولكني في المقام أوجه النصح)
قرأوها مئات المرات، وأخذوا يتوقفون عند كل كلمة، وتذكروا في الأثناء، عساكرهم الأشلاء في الصناديق، وشيوخهم العائدين بلا أقدام، وجنودهم المستاجرين والمشتتين؛ بين ظلمات البحر المُعادي والمُخيف، وبين جحور الأنفاق المحفورة في أعماق الرمال، وفي دهاليز البدرومات السرية في عدن وحضرموت ومارب..
وتذكروا أسراهم الذين وقعوا في الأسر ودموعهم تنزف بلا جروح، فسترهم رجال اليمن ولم يشهروا بهم..
وتذكروا الوضع الإقتصادي الذي أصبح على شفا السقوط؛ بعد أن أفلست الكثير من الشركات، وأصبحت أغلب الفنادق مأوى للعناكب والسحالي، وغدا شيوخ الساحل يلعن بعضهم بعضا سرًا وعلانية..
وقفوا في حيرة أمام كل هذا، ولم يجدوا حيلة للخروج من تحذير الحر؛ إلاَّ أن يقفزوا نحو أمهم الرؤوم، طالبين منها التحرك، وسرعة إطفاء المُحرك، ولملمة الأمر، قبل أن يبدأ الحُر..
فهرولت بريطانيا على وجه السرعة، وتنازلت عن كبريائها، وأرسلت وزير خارجيتها، ليحط رحاله في رحاب ملك المفاوضات، وحكيم المشاورات..
هبطَ جيرمي هنت، بطوله الفارع، وعقله الفارغ، ليدور في فلك السياسي المحنك الأستاذ محمد عبد السلام، ويلملم شتات رأيه في حضرة الفيلسوف العجري..
وقد أصابه العناء وهو يتحذلق في إخفاء مهمته، ويتبرقع عن إظهار مقصده..وتضيعُ منه الكلمات، وهو يستمع لتلميح الخيارات، وبسطًا عن سلسلة اللقاءات، مع الدول الأوروبية والبرلمانات.
لقد جاءت بريطانيا بوزير خارجيتها؛ ليقفَ بكل تواضع، ويجلس مع رئيس وفدنا الوطني الند للند، بعدَ أن أعيتهم الحرب، وأوجعهم الصبر، وأربكتهم الثقة، وأخافهم التصنيع، وحيرهم الصمود، وأقض مضجعهم التحذير…
وباختصار شديد..فقد أدركت بريطانيا أن دجاجها البيَّاضة في خطر شديد…
وبالتأكيد أن ما يدور في قلب ولسان كل يمني حر غيور قد ترجمه
ملك الكلمة والبيان في حواره وحديثه مع مالك الدجاج والبيض.