بدعم من أربع دول عربية، العدو الاسرائيلي رئيساً للجنة القانونية في الأمم المتحدة.
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة، أصبح الكيان الاسرائيلي الذي يمعن في اختراق القانون الدولي وعدم الامتثال لقرارته، رئيساً للجنة القانونية الدولية المفوضة بوضع تشريعات القانون الدولي والاشراف على تحقيقها والبت بقضايا مكافحة الارهاب.
فقد انتخب سفير الكيان الاسرائيلي في الأمم المتحدة “داني دانون” الليلة الماضية رئيسا للجنة القانونية التابعة للامم المتحدة، بعد أن حصل على 109 أصوات لصالحه في مقابل 10 أصوات ضده، فيما امتنعت 23 دولة عن التصويت ووجدت 14 ورقة غير قانونية وتم حذفها.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصادر دبلوماسية تأكيدها، إن 4 دول عربية، على الأقل، صوتت لصالح الكيان الإسرائيلي.
ويأتي هذا الحدث في الوقت الذي تتصاعد فيه الحركة العالمية لمقاطعة الكيان الاسرائيلي، والتحذيرات التي رافقتها من داخل الأوساط الدبلوماسية والصحفية الاسرائيلية من زيادة عزلة “اسرائيل”.
واعتبر السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة “داني دانون” انتخابه لرئاسة هذه اللجنة نجاحا كبيرا للدبلوماسية الاسرائيلية، و أصدر بياناً بهذه المناسبة، اعتبر فيه أن انتخاب إسرائيل للجنة دائمة من لجان الأمم المتحدة حدث تاريخي بكل المقاييس منذ انضمّت “إسرائيل” لعضوية الأمم المتحدة عام 1949. وأضاف “إنني فخور أن أكون أول سفير لإسرائيل ينتخب لهذا المنصب الرفيع لأن إسرائيل تتمتّع بدور قيادي في القانون الدولي ومحاربة الإرهاب”. وقال إن هذا الانتخاب جاء بعد معركة دبلوماسية طويلة خاضتْها البعثة ضد اعتراض دول مجموعة عدم الانحياز ومؤتمر التعاون الإسلامي. وقال إن إيران بصفتها رئيسة مجموعة دول عدم الانحياز قد وزّعت بياناً ضد إسرائيل لتعطيل انتخابها للّجنة لكن لم تفلح.
اعتراض وإدانات:
وقد انتقد ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، انتخاب الكيان الصهيوني لرئاسة اللجنة القانونية السادسة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال السفير الفلسطيني في تصريحات للصحفيين، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك “لقد حاولت الدول العربية والإسلامية منع انتخاب المندوب الإسرائيلي لتولي رئاسة أعمال اللجنة السادسة، لأنه لا يجوز أن تتولي دولة معروفة بأنها أكبر منتهك للقانون الدولي رئاسة أعمال تلك اللجنة“.
من جهتها أعربت الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن أسفها لانتخاب الكيان الإسرائيلي لرئاسة اللجنة القانونية احدى اللجان الست الدائمة بمنظمة الأمم المتحدة. وقال مندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو خلال عملية التصويت أمس إن “الكيان الاسرائيلي يشكل رمزا لانتهاك القانون الدولي والتملص من القانون وان انتخابه رئيسا للجنة القانونية للجمعية العامة مدعاة للأسف” واعتبر خوشرو أن “هذا الانتخاب في مثل هذه الظروف يعد بمثابة السخرية من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأهداف التي تأسست المنظمة الدولية من أجلها“.
كما انتقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، انتخاب الأمم المتحدة رئيس بعثة الكيان الاسرائيلي لديها، رئيسا للجنة السادسة (اللجنة القانونية) في الجمعية العامة، واعتبرت ذلك خللا كبيرا في أنظمة الأمم المتحدة.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الثلاثاء، تعليقا على هذا الإجراء: “إن الكيان المعروف عنه تغذية الإرهاب وممارسته في فلسطين وفي دول مختلفة منذ عقود، وهو الكيان الشهير بانتهاك قواعد القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أصبح قائدا للعالم في محاربة الإرهاب ووضع تشريعات للقانون الدولي“.
وكانت الدول العربية قد قدّمت اعتراضها على ترشيح الكيان الاسرائيلي لهذا المنصب. وأرسلت في هذا السياق رسالة في العاشر من الشهر الجاري إلى رئيس اللجنة الحالي، وسفير جمهورية ترينيداد وتوبيغو، إيدن تشارلز، تعترض فيها على هذا الترشيح مطالبةً بالتصويت عليه، على عكس العرف المتّبع في هذه الحالة، أي تزكية المرشح الذي تقوم المجموعة الجغرافية المعنية بترشيحه. وقال السفير اليمني للأمم المتحدة، خالد اليماني، باسم المجموعة العربية في هذا السياق “لقد طلبنا إجراء عملية انتخاب بالاقتراع السري، من أجل تسجيل اعتراضنا القاطع على ترشيح إسرائيل لشغل منصب رئيس اللجنة القانونية، ورفع صفة الإجماع عن النتيجة التي تترتب عليها”
وبحسب القانون فان اللجنة القانونية تقوم بتشجيع التقدم المطرد للقانون الدولي وهي اللجنة المفوضة بوضع المعاهدات الدولية الجديدة، وتختص بتبني تلك المعاهدات والتوصية بها للدول للتوقيع عليها والمصادقة عليها والانضمام لهذه المعاهدات.