( بداية النهاية )… بقلم/ نوح_جلاس
من يتذكر تلك التنازلات والحلول التي قدمها قائد الثورة في ثالث أيام العدوان ؟
وتلك التنازلات التي قدمها رئيس المؤتمر الشعبي العام في بداية العدوان ؟
لقد كانت تنازلات وحلول من شأنها حل النزاع وإيقاف الصراع والتدمير ، ولكن حينها كان العدو متكبراً ومتجبراً ومغرور لم يجنح ولم يأبه لذلك ، حيث كان يزعم بأنه سوف يلتهم هذا البلد في بضعة أيام بعد ان اشترى واستأجر المرتزقة من جميع أنحاء الأرض ، وبعد أن حشد الحشود وأعد العتاد ورأى نفسه قوياً باعتماده على أمريكا وأخواتها ظن أنه أصبح في موقع الغلبة والقوة ، فاستمر في طغيانه حتى نفدت وانتهت تلك القوة بعد أن اصطدمت بصلابة وصمود هذا الشعب ، وفي الوضع الحالي أصبحت تلك التنازلات عنده بمثابة الحلم الأكبر!
والآن وبعد أن جنح للتفاهمات أصبح هو من يقدم التنازلات والحلول ، وبعد كل الأحداث والمواقف التي حصلت منذ بدء المفاوضات وما جرى فيها من نزاعات بين أطراف العدوان زادت في إختلال وتفكك ذاك التحالف الهش ، ومن أعظم أسباب تخاذلهم هو اختلافهم على تقاسم مصالح وثروات هذا البلد ، فقد جاءوا ليتقاسموا خيراتنا وثرواتنا ولكن بائت مخططاتهم بالفشل ، فأصبحوا يبحثون عن مخرجٍ لهم بأقل ثمن يدفعونه ، ومع تزايد فترة المفاوضات تتزايد معها محنة الأعداء ومرتزقتهم ، فبعد طرد حكومة الرياض الى عدن حصل هناك رأي عام ساخط في الأوساط الجنوبية ، وبعد أن وصل الأعداء مع مرتزقتهم إلى طريق مسدود في باب المفاوضات ، بدأت عملية التصفية والتخلص من أدواتهم ، ففي ظل الإستعداد التام لأبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات يتم الآن الزج بالمرتزقة في زحوفات إنتحارية تجرهم إلى الهلاك ، وكذلك مايجري في المناطق الجنوبية من إغتيالات وتصفية لعدد من الشخصيات .
وهناك أحداث وحسابات تدار خلف الكواليس في ظل تكتم وتحفظ شديد ولكنها تنبأ بتفاقم الأزمة بين التحالف الهش وأعضائه وبين أذنابهم العملاء .
وبعد سقوط المقاتلات الجوية الإماراتية المشكوك فيها ، حتماً قد تُثار معها توترات سياسية تزيد في تعقيد الأمور أكثر وأكثر ، بالإضافة الى تصريحات ” ترامب ” الموجهة الى السعودية التي من شأنها توسيع حلقة التوترات وتصفية الحسابات داخل دائرة التحالف على مستوى أشمل .
وهنا يتجلى قوله تعالى : ( وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ) .
نعم هكذا هو مصير من اعتمد على أركان كرتونية ونسي القوة الحقيقية أين مركزها، وهكذا هي نهاية من تحالف في خدمة الباطل ، وهكذا هو حال من أضاع خارطة الموالاة والتولي ونسي إلى أين تشير ، وذلك من قوله تعالى : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعملون ).