بحضور قيادات الدولة … جموع المصلين أدّوا صلاة عيد الفطر بالجامع الكبير بصنعاء
أدى جموع المصلين بأمانة العاصمة والمحافظات امس صلاة عيد الفطر المبارك واستمعوا إلى خطبتيها. وفي خطبتي العيد بالجامع الكبير بالعاصمة صنعاء، بحضور عضوي المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وسلطان السامعي وعدد من قيادات الدولة صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين، بارك العلامة حمدي زياد للمصلين وأبناء اليمن والأمة الإسلامية حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة. وقال “نهنئكم جميعاً والأمة الإسلامية بمناسبة هذا اليوم العظيم الذي قدّسه الله وجعله جائزة للصائمين، فهنيئاً لمن صام وقام ومن أحرز الثواب والرضوان والغفران ولله درهم من شمروا عن ساعدي الجد وتقربوا إلى الله بالأعمال الصالحة والطاعات”. وهنأ المرابطين على ما أحرزوه من ثواب وأجر خلال الشهر الكريم وما وصلوا إليه من خير، ما يتطلب من الجميع الحفاظ على تقوى الله واستمرار الطاعات والأعمال الصالحة. وأضاف “نحافظ على ذلك بالاستمرارية، وألا ننقلب على ما كنا فيه من الجماعات والجُمع والتلاوات والمحاضرات والطاعات والانفاق والعمل الصالح ونصرة الدين، بل نظل على ذلك حتى نلقى الله، خاصة وقد حذر الله الأمة من الزمان الأول أن تنقلب على أعقابها بعد صلاح”. وتابع “لقد نادى الله تعالى الأمة في كل زمان ومكان ألا تبطل أعمالها بالانقلاب للمعاصي والذنوب قال جل وعلا ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ”، فرب شوال هو رب السنة كلها كما هو رب رمضان” ودعا العلامة زياد الجميع إلى الاستمرار في تقوى الله .. وقال “يجب أن نستمر في تقوى الله وألا نضيع القرآن الكريم ولا الجماعات والجُمعات وأن نظل نأخذ من ذلك قصد حتى نلقى الله سبحانه برصيد عظيم من الغفران والثواب”. وحث أبناء الأمة على الحفاظ على أُخوتها وعزتها وكرامتها .. وأضاف “ما وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه إلا حينما جمعت شملها وتمحورت حول الكتاب والعترة وجاهدت في سبيل الله، فإذا أضعنا الأخوة الإيمانية، سنضيع في الدنيا ولا تستطيع الأمة أن تبنى دينها ودنياها وتصد أعدائها إلا إذا حافظت على الأخوة الإيمانية” وأشار إلى أن الله تعالى صنّف الكرة الأرضية إلى حزبين، حزب الله وحزب الشيطان مهما تعددت التيارات والانتماءات، حيث يجد الإنسان نفسه في طريق الله ويتولى الله ورسوله والذين آمنوا، وإما يجد نفسه في حزب الشيطان والباطل. وطالب أبناء اليمن الذين أحرزوا السبق في ميادين الصراعات مع الأعداء بالحفاظ على الأخوة وألا يستسلموا للفرقة المذهبية أو الحزبية أو الطائفية أو تحت أي عناوين زائفة .. مبيناً أن من يريد تمزيق الأمة، هو بذلك يخدم الأعداء ويسلّم بلاده لقمة سائغة للعدو. وشدد العلامة زياد على ضرورة الحفاظ على العمل الصالح من خلال التزود بالطاعات والإكثار من قراءة القرآن وتدبر آياته ومعانيه .. وقال” لابد من العمل الصالح الذي هو في ميزان الثواب أثقل وأعظم عند الله، يبدأ العمل الصالح من أن تسعى لتكفي أسرتك، فإذا تعديت إلى الآخرين فعملك صالح وأكبر وإذا تعدّى الإنسان للامة ونفعها عمله صالح وأعظم”. ولفت إلى أن العمل الصالح يتعدّد صوره، من خلال الحفاظ على الفرائض وتلاوة كتاب الله وخدمة الآخرين وغيرها من الأعمال التي تنفع الأمة .. وقال” المجاهد إذا جاهد في أرض ما فجلب لها الأمن المستتب والقضاء العادل وبنى لها المستشفيات والطرق والجسور وصنع لها نهضة وحضارة وحافظ على عزها وعرضها وثرواتها وصيانتها، أعماله صالحة”. وأضاف” كما أن المجاهد إذا جاهد في مكان في الأرض وفي أي زاوية، فانتصر لأمته، فإن نصره يُعد نصر للأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض، ما يتطلب أن نحافظ على ما أحرزناه من عمل صالح في الشهر الكريم، وقد سمعنا من علم الهدى ما يحفز قلوبنا ويعيدها إلى تقوى الله ولا مجال لأحد أن يقول حاربوني همشوني ظلموني”. ومضى” لدينا قيادة سياسية وثورية ومخلصون باعوا من الله أموالهم وأنفسهم وتجردوا من مطامع الدنيا الفانية من أجل أن يورثوا للأمة عزاً وما على الجميع إلا اغتنام الفرصة ويكون مع المؤمنين المتقين في إيمانهم وهويتهم وأخوتهم وأعمالهم الصالحة وجهادهم”. وأكد الخطيب زياد ضرورة استحضار شعيرة الجهاد في سبيل الله في واقع الأمة .. مبيناً أن ما وصلت إليه الأمة من عزة وكرامة، إنما هو بسبب الجهاد في سبيل الله ونتيجة مضي من باعوا من الله أموالهم وأنفسهم وهجروا الديار والراحات من أجل أن يصونوا الأمة. وجدد الدعوة إلى استمرار رفد الجبهات بالمال والرجال .. وقال” لابد أن نبني واقعنا الداخلي على تقوى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر وأن نظل على صبرنا وصمودنا مهما كان ولنا عبرة وآيات في الأرض من حولنا”. واستشهد فضيلة العلامة زياد بالتناحر والاقتتال بين فصائل المرتزقة وأدوات الأجنبي في المناطق المحتلة والتي تعيش حالة من التمزق وعدم امتلاك القرار .. معتبراً ذلك عبرة وعظة لمن لا يزالون ينتظرون أسيادهم لتحديد مصيرهم.
وقال” جاءت الدول إلى اليمن وكانت مجموعة الشمل، وفرقها الله وبعثرها ونكبها وأباد جيوشها ومن أدل الدلائل الزول السوداني، كانوا حلفاء بالأمس واليوم أعداء في الخرطوم لا يبالون بأمتهم وإن حاصروا بلدهم ومواطنيهم في يوم العيد من شراء الماء والخبز، لماذا لأن هؤلاء الذين تجمعوا على الباطل وعلى حرب اليمن وعلى العمالة”. وأكد أن السبيل الوحيد لطرد المحتل من فلسطين والأراضي المغتصبة هو الجهاد في سبيل الله .. وقال “العالم يضطرب ونقول للعدو الذي يحاربنا من الأمريكي والصهيوني ومن لف لفهم، نقول لجارنا السعودي أدعيت من أول الحرب أنك يا محمد بن سلمان تقود الأمة لمحاربة المد الفارسي، فلماذا تحولت إلى ثعل مسكين إلى وسيط”. وأضاف “لن ينطلي على اليمنيين أكاذيبهم وخرافاته، وإذا كانت خرافاتهم تنطلي على شعوبهم المغلوبة على أمرها، لن تنطلي على هذا البلد لابد أن يرفع محمد بن سلمان شره وبلائه ولابد أن يعترف أنه الذي شن علينا مئات الآلاف من الغارات وقتل أطفالنا ونسائنا وأهلنا، وإما أن يذهب إلى شروط اليمن وإما أن ينتظر حرب لا هوادة فيها”. وعبر عن الفرحة بوصول الأسرى والذي ستكتمل بخروج كافة الأسرى .. مؤكداً أن الأمة ستصل إلى الخير ولابد أن يكون الجميع يد واحدة في الجبهة الداخلية والعسكرية. واختتم العلامة زياد خطبي العيد بالحث على التسامح والتصافح وزيارة قبور الوالدين ومشايخ العلم والشهداء وكذا زيارة المرابطين والترفيه على النفس والأهل والتكبير.