بثينة .. ذلك الجرح النازف في جسد اليمن ، كانت وما زالت وستظل ايقونة للآلام وأمال عشرات الاف من الاطفال الذين سُرقت منهم بهجة الحياة ولذة حنان الاسرة ودفئها ، دون سابق إنذار ، وبكل إصرار وترصُّد من عصبة وحوش ،أدمنوا الدم اليمني واستلذوا أشلاءه .
هي..ألمُ عجز الكثير عن رسم صوره للعالم ، فيما نجحت بثينة فيما فشل فيه الجميع وهي أيضاً آمل ينتظره اقرانها في تحقيق انتصار كبير لليمن ضد عدو حرمهم الاهل والسكن وارتكب ابشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق الابرياء المدنيين.
بثينة .. العين التي أنارت للشعوب ،والمرآة التي عكست للعالم صورة بلد لطالما حاول الإعلام المضلل تغييبه وإخفاء ما لحق به من تشويه بفعل ألة الموت التي تقذفها طائرات الشر والاجرام فوق رؤوس أهله البسطاء ، فكشفت لكن من بقي بقلبه ذرة إيمان بحق الحياة ، الحقيقة المٌرة التي صمت عن قولها أرباب الانسانية وأدعياء الحقوق والحريات في هذا العالم.
بثينة.. البراءة التي لم تفقه شيئاً من خبث الساسة ،ودهاء القادة ،فاستحقت قضيتها الكثير من التعاطف والاهتمام، محلياً ودولياً، رسمياً وشعبياً ، لتكون رسالتها ،الاقوى والاسرع ، فتحولت الى وشم رفعه كل نشطاء السلام في العالم فصارت قضية اليمن وحديث المنتديات والمنظمات الحقوقية، وعبر صوتها الباحث عن الأمان تضامن الاحياء في هذا العالم الميت ليطالب وقف الحرب على اليمن.
لست هنا لأكرر ما قاله ،الباسطون في فقه المفردات والجمل ، وأنما لتنبيه النفس الامارة بالسوء ،والتي قد تحول دون وصول صوت وصورة بثينة الملائكية لكل العالم، فالـ” بثينة” لم تعد حكراً لشخص أو جماعة أو فئة حتى من أقرب من تبقى لها من أهلها، فقد شاءت السماء التعجيل ببعثها من مرقدها ، من بين ركام مأساتها، لتبليغ رسالتها عن مظلومية شعب دُفن منه الف الف بثينة.
نعم ..بثينة أيقونة الألم والأمل اليماني ، ليست سلعة للبيع والشراء والاسترزاق من وراء قضيتها العادلة، التي هي أيضاً قضية كل اليمنيين، وهنا نقول نعم لكل متضامن مع بثينة ومصاب بثينة وجراحها الندية في مشارق الارض ومغاربها، وبدون تحديد اسم او صفة نؤكد: “لا” وألف ألف “لا” لمن يريد أن يحرف ويوجه مسار التضامن الانساني مع بثينة في الاتجاه الخاطئ أو يسعى لاحتكار وخصخصة مشروعها الانساني الكبير، وتأطيره في إطار شخصي او حزبي او حتى وطني فقط ، فبثينة باتت عنوان اليمن الكبير في مأساته التي تسببت به اعداء الحياة في هذا العالم الميت .