باليقظة الأمنية فشلت المخابراتُ السعوديّةُ في إسقاط صنعاء أمنياً
الحقيقة/د. هشام محمد الجنيد
أولى القرآنُ الكريمُ للمسئوليات والواجبات الأمنية أهميّةً بالغةً ضمن المسئوليات الرئيسية للدولة، ومنها المالية والدفاع والتربية والتعليم والإعلام والوزارات المعنية بالإنتاج، ومن الآياتِ القرآنيةِ الدالة على وجوب الإخلاص في مسئوليات الدولة الأمنية، هي قولُ الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا)، فكلمةُ (فجاسوا) هي تعبيرٌ عن مصطلح سلطوي أمني، وتشيرُ إلى وجوب القيام بالعمليات والمهام الأمنية، ومنها الجس والمخابرات والرقابة والتحري الدقيق والتمشيط والانتشار الأمني لإفشال مؤامرات المجرمين وأعداء الإسلام والمسلمين، والغايةُ هي للمحافظة على أمنِ الدولة وعلى السكينةِ العامة والهدوء.
نتعلّم من الرسولِ الكريم اليقظةَ والحسَّ الأمني والجهوزيةَ في مواجهة العدو، هذه العبارةُ نقلاً عن وزارة الداخلية، وقد أعلنت الوزارةُ في بيان لها أن أجهزتها الأمنية تمكّنت من كشفِ وإفشال مخطّط خطير تقف خلفَه المخابراتُ السعوديّة، ووفقاً لمصادر معينة كان المخطّطُ عبر خليتين رئيسيتين مدعومتين مالياً ولوجستياً تتبعهما خلايا لإثارة الشارع بالمظاهرات والتركيز على أمانة العاصمة والاعتماد بدايةً على طلاب الثانوية العامة المغرّر بهم وتحت عناوين تضليلية وزائفة، ومن خلال حملات إعلامية مركزة لضرب الأمن وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات، وُصُــولاً إلى تفكيكِ وإنهاء النظام وبالتالي سهولة تحقيق الأهداف العسكرية وأهداف السياسة الوهّابية وإطفاء نور المسيرة القرآنية كما يتخيلُ لهم.
إنَّ فشلَ مخطّط العدوان السعوديّ الإسرائيلي لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن في المحافظات الحرة، إنما يدلُّ على ولاءِ السلطات الأمنية بالهُــوِيَّة الإيمانية، يدلُّ على صدق الانتماء الوطني والالتزام العملي بالمسئوليات الأمنية التي تجسدت باليقظة الأمنية والجهوزية في مواجهة وإفشال مخطّط مخابرات العدوان السعوديّ، ما يؤكّـد الاقتداءَ بخطى رسول الله -صلواتُ الله عليه وآله وسلّم- في منهجيةِ المسار الأمني في صد وإفشال مخطّطات أعداء الدين اليهود والمنافقين، فالالتزامُ بهذا المسار هو الذي سيجعلُ كُـلَّ أرجاء اليمن بلداً موحداً وآمناً وقوياً وحراً ومؤثراً إقليمياً ودولياً في ظلِّ استراتيجية أمنية دفاعية إسلامية، وفي إطار مؤازرة الفرد الدولة، ومثال على ذلك ما وقع مؤخّراً في محافظة ذمار بمساعدة المواطنين الأجهزةَ الأمنية.
إنَّ هيمنةَ أوضاع غياب الأمن والاستقرار وفرض واقع الاغتيالات والنهب والاغتصابات في المحافظات الجنوبية والشرقية، ناتجٌ عن تبعيةِ وولاءِ ما تسمى بالشرعية للعدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، ناتجٌ عن وقوف الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة في هذه المحافظات المحتلّة ضد مشروع المسيرة القرآنية، ألم يرتبط الأمنُ والنصرُ والخيرُ في الخطاب القرآني بالولاء لله ولرسوله ولأولياء الأمر المؤمنين الصادقين؟.
إنَّ أمنَ واستقرارَ المحافظات المحتلّة وتحريرَها وغيرها، وديمومة الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة، يفرضُ علينا الإيمانَ بالسير على المنهجية الأمنية والدفاعية التي سار عليها رسولُ الله -صلواتُ الله عليه وآله وسلّم-، وفي إطارِ الالتزام بتوجيهات القيادة الثورية والسياسيّة العليا في صد وإحباط مخطّطات أعداء الدين وأزلامهم المنافقين والمجرمين ووفق الوسائل المتلائمة مع العصر.