بالأسماء : وثائق مسربة تكشف حجم الأموال التي تلقتها شخصيات يمنية من الجهات السعودية من أجل شن حرب ضد بلادهم
150 مليون ريال سعودي هي القيمة التافهة التي تسلمها قادة النخب السياسية والعسكرية والاجتماعية اليمنيون المقيمون في الرياض ثمناً لدماء شعبهم وكرامة وطنهم.
الكشوفات لا تفضح فقط نخب السياسة والعسكريين المحسوبين على صنعاء وشمال اليمن . بل تكشف حقيقة قادة الحراك الجنوبي وارتقاء مؤهلاتهم في خدمة النظام السعودي على حساب قضية ومظلومية الشعب في جنوب اليمن. فمنذ نشأة الحراك الجنوبي عام 2007م لم يقدم نضالاً حقيقياً لإنتزاع حق ابناء المحافظات الجنوبية من نظام صنعاء ، رغم الشعارات الوطنية والثورية الفضفاضة.
كانت رموز الحراك الجنوبي منقسمة على ذاتها في تسلسل حددته قيمة كل رمز فيهم بالريال السعودي. تنفيذا لمخطط استهلاك الطاقة الشبابية والثورية لأبناء المحافظات الجنوبية بما يخدم استقرار النظام الاستبدادي في صنعاء.
خُدع الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية بقادته ورموزه الذين كبحوا ثورة المواطنين الجياع والمسحوقين بدبابات علي محسن وعفاش واليدومي ، وأفرغوا طاقاتهم في مسيرات جوفاء وخطابات اعلامية تطفئ غضب الشارع الجنوبي وتواصل تخديره لمراحل عدة.
المال السعودي كان حاضراً في مختلف الحركات الثورية اليمنية قبل عام 2010م. سواء ً لقمع وتخدير الشعب اليمني شمالاً وجنوباً عبر القادة والرموز السياسيين والعسكريين والشخصيات الاجتماعية والاعلامية ، أو لقمع الثورات الوطنية الخلاقة والصادقة كثورة انصارالله في صعدة التي تعرضت لست حروب بالوكالة قادها وشارك فيها العشرات ممن وردت اسماؤهم في الكشوفات المرفقة للمكرمة السعودية .
مؤتمر الرياض المنعقد في ابريل 2015 عقب 44 يوماً من العدوان على اليمن في تاريخ 26 مارس 2015م لايزال عالقاً في ذهنية الشعوب العربية عامة والشعب اليمني خاصةً بقبح غاياته وضحالة اليمنيين المشاركين فيه لتوقيع وثيقة المؤتمر التي تخول دول الاستكبار العالمي استباحة الشعب اليمني وارتكاب المذابح البشعة والجماعية بحق الاطفال والنساء. مقابل الفتات من المال المدنس حصل عليها قادة المرتزقة.
فيما دول العالم تتسابق في حرب ضروس على اليمن لفرض الهيمنة والسيطرة على الثروة الكبيرة المخزونة تحت ترابها من غاز ونفط وذهب ومعادن ، يفاجئك نخبٌ يمنية لا تدرك عظمة وقيمة وطنها إذ تتجه الى الرياض للمتاجرة بدماء وسيادة بلدها.
تختزن اليمن في باطنها ثروة هائلة تكفي شعوب المنطقة بالكامل لو تم استخراجها وتوزيعها بعدالة ناهيك عن أنها تحقق الرخاء الكامل للشعب اليمني. لولا نخب الفساد التي دأبت على التغني بشعارات الوطنية والتحرك لتحقيق مصالحها الضيقة وانتزاع لقمة العيش من افواه الجياع في وطنهم تحت يافطات المصلحة العامة والثورة والجمهورية ، في وقت هم – وبحسب وثائق كشفت ذلك سبق نشرها – يشتغلون فقط لخدمة المصالح السعودية والامريكية دون شعب اليمن البسيط المظلوم لعدة عقود زمنية.
تتوالى فضائح المكرمة السعودية لقادة الارتزاق والعمالة التي تم توزيعها في مؤتمر الرياض ابريل 2015م ، كشوفات الارتزاق كانت هذه المرة بعدد كبير ، تجاوز 401 مرتزق وعميل ، ابتداءً من هرم قيادة السلطة هادي حتى اخر اسم أوردته وثائق بيع الشرف ، تم شراء ولاءهم.
آل سعود لا يضعون قيمة للخونة ، مثلما هم لا قيمة لهم لدى الامريكي او الاسرائيلي الا بمقدار ما يضخون من اموال وخدمات ، لذا وزع الامير السعودي قادة المرتزقة اليمنيين ومن تبعهم من اذناب وعملاء اعلاميين واكاديميين وناشطين حقوقيين الى خمس فئات، كل فئة لا تدري بما تسلمته اختها خوف الفتنة، و درءً للعين والحسد.
كانت فئة الارتزاق الاولى لقادة هرم السطلة تضم 32 اسما قدرت قيمة ولاءاتهم لبن سلمان بمبلغ ( 1 مليون ريال سعودي ) لكل واحد منهم ، في حين كان نصيب الفئة الثانية والتي تضم 32 اسما ( 800 ألف ريال سعودي) لكل واحد منهم.
و 32 اسماً من الفئة الثالثة (600 ألف ريال سعودي) لكل فرد ، فيما فئة الارتزاق الرابعة شملت أيضاً 32 اسماً بمبلغ أقل ( 400 ألف ريال سعودي ) ، في حين كان نصيب من تبقى من بائعي السيادة اليمنية والقرار السيادي اليمني والمقدر عددهم بـ 273 اسماً مبلغ وقدره (200 ريال سعودي).
والسؤال المطروح لماذا تدفع المملكة كل هذه المبالغ إذا كانت هذه النخبة من العسكريين والسياسيين والتبعيين كما يزعم التحالف الدولي هم الذين يطالبون أمريكا والسعودية بالتدخل عسكرياً في اليمن ليستعيدوا شرعيتهم؟.. ما حاجة النظام السعودي الى تقديم كل هذه الاموال التي تعد لا شيء مقابل اكثر من 27 ترليون دولار في هذا العدوان على اليمن؟.
ثمة مشائخ يمنيون يدينون بالولاء والعمالة للنظام السعودي منذ سنوات طويلة كانوا مطية آل سعود لخنق الشعب اليمني واثارة الفوضى والفساد وحماية النظام المتسلط ، وصولاً إلى شن الحروب الداخلية ضد فئات من الشعب. لم يكن عامة الناس في اليمن مدركين لخطورة الدور الذي ينفذه بعض المشائخ ومنهم برلمانيون وسياسيون وعسكريون.
خُدِعَ الشعب اليمني طويلاً بالرموز الاجتماعيين والسياسيين ، في لحظةٍ كانت أموال آل سعود قد بسطت سيطرة المملكة على النظام اليمني وطوّعت قادته لخدمة طموحها.
ظل القرار السياسي اليمني حكراً لـ آل سعود الذين فرضوا الوصاية على اليمن أكثر من 40 عاماً ، وتطويع الغالبية العظمى من كبار القادة والمسؤولين للمشروع الامريكي الاسرائيلي الذي استهدف اليمن ارضاً وإنساناً.
كان الصاعدون الى مراكز القرار السياسي اليمني ينبعثون من دهاليز السفارتين السعودية والامريكية بصنعاء.
200 ألف ريال سعودي لكتاب صحفيين على شاكلة سام الغباري ، تضعه في موضع لا يقل شأناً وأهمية عن عبدالواحد هزام الشلالي الذي ضحى بكل ممتلكاته ورجاله في محافظة إب في سبيل السعودية ، مثلما تجعله مميزاً بشدة عن عشرات الصحفيين والاعلاميين الذين نذروا كرامتهم وشرف اقلامهم لخدمة النظام السعودي المجرم مقابل ملاليم يتسلمونها رأس كل شهر لا تسد رمقهم.
و 600 ألف ريال سعودي لرئيس الوزراء اليمني السابق علي احمد مجور تضاعف قيمته في ظل قعوده بالمنزل لا يؤثر ميدانياً مقارنة بـ 400 ألف ريال سعودي لثابت جواس الذي تدفعه السعودية الى فوّهة المدفع في مختلف الجبهات القتالية.
السعودية تضع قيمة لكل شخص وفق مقاييس ثقتها به فقط. والى حين انتهاء فاعليته يفقد كل مميزات العطاء السعودي.
كشوفات اسماء القادة المرتزقة واتباعهم من الخونة والعملاء المرفقة تم العثور عليها في منزل زعيم المليشيات علي عبدالله صالح بعد مصرعه.
كيف وصلت هذه الوثائق الى يد زعيم المليشيا؟!
الاجابة لا تتطلب ذكاءً هائلاً ، فذات كشوفات الـ 44 اسماً التي اعلنها النظام السعودي مؤخراً لكبار قادة ومسؤولي اليمن الشرفاء ووضعت عليهم مكافآت تتراوح بين 30 و 15 و 10 و 5 مليون دولار ، تم رفعها من قصر الثنية في شارع صخر ، وهناك يتم تقدير قيمة كل شخصية وطنية مطلوبة لطيران تحالف العدوان ، مثلما هناك تم تقدير قيمة كل قيادي عميل ومرتزق. فعلي عبدالله صالح كان رجل السعودية الأول في اليمن ، وله فقط كسر النظام السعودي الحصار الجوي على صنعاء العاصمة وأرسل طائرة تقل فريقا طبياً روسياً بجانبه قادة عسكريين روس أيضاً ، كان لهم فضل تجهيز مخطط عفاش الانقلابي العسكري. حسب ما أكدته لوكالة الصحافة اليمنية مصادر عسكرية موثوقة. ولم يكن الغطاء الطبي إلا حيلةً اعلامية للفريق العسكري الروسي.
ثمن الفرد المرتزق في جبهات القتال!!..
لا وجه للمقارنة بين قيمة روح ودماء فرد مرتزق ترسله القيادات العليا الى جبهات القتال لينقل نفسه الى جهنم في مواجهة قوات صنعاء ، وبين قيمة رمزية الارياني التي قدرها النظام السعودي بـ 200 ألف ريال في جلسة واحدة وهي لا تبذل جهداً أو تضحي بغير كرامة وطنها.
عشرات الآلاف من المرتزقة الاتباع لقوا حتفهم في جبهات القتال المختلفة طيلة ثلاثة اعوام من العدوان الامريكي السعودي على اليمن. خلّفوا وراءهم مئات الآلاف من الاطفال الايتام والنساء الثكالى المعدمات.
كثير من اولئك القتلى المرتزقة من جنوب وشمال اليمن لم يتسلموا رواتبهم لعام 2015 حتى اليوم. وسقطت اسماء المئات منهم من كشوفات الاعانات السعودية والاماراتية لأسر القتلى.
المرتزق يتسلم في جبهات القتال بين 500 – 2000 ريال سعودي شهرياً ، وكثير منهم لا يتسلمون شيئاً سوى بندق آلي وعدة خزنات ذخيرة . ليضحوا بأنفسهم من اجل راحة المقيمين في الفنادق الفارهة الذين يتسلمون عشرات الملايين بالريال السعودي وبالدولار نظير ذكاءهم في استحمار بسطاء اليمنيين واستغلال فقر وحاجة المجتمع للزج بهم في محارق الجبهات دون ثمن حقيقي.