باحث عسكري يكتب عن : ترسانة اليمن البحرية في ميزان القوى والردع الاستراتيجي
ترسانة اليمن البحرية في ميزان القوى والردع الاستراتيجي
في قياس ما تمتلكه القوات المسلحة اليمنية من أسلحة وقدرات عسكرية خصوصاً الأسلحة البحرية يمكن ملاحظة جانباً متطوراً من التقنيات والإمكانات الضاربة في هذا المجال. وهي تقنيات منافسة لأحدث التقنيات التي تملكها الدول الرائدة حول العالم.
وأظهرت البحرية اليمنية أنواعاً مختلفة على مستوى تسليحها الاستراتيجي، حيث أصبح يتكون من إمكانات متقدمة منها سلاح الزوارق المسيرة، والألغام البحرية، والطائرات المسيرة الانتحارية والغواصات، ومجموعة ضاربة من الصواريخ طراز بر-بحر المضادة للسفن، و التي تعتبر طليعة أهم عناصر القوة .
إن البحرية اليمنية -بفضل الله تعالى- تمتلك حالياً منظومات حديثة طورت على نحو دراماتيكي خلال فترة المواجهة التي تقوم بها ضد سفن وأساطيل التحالف الأمريكي البريطاني، وحظر سفن العدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي، حيث أسدلت الستار عن عدد من فئات الصواريخ التكتيكة والاستراتيجية منها “صواريخ فالق1 ومندب 2 وصواريخ روبيج الروسية، بالإضافة إلى صواريخ كروز المجنحة، وصواريخ باليستية نقطوية منها عائلة صواريخ البحر الأحمر، وصواريخ عاصف الثقيلة التي تعد أول تكنولوجيا باليستية يتم استخدامها عملياً لضرب السفن والقطع الحربية في البحر.
الجدير بالذكر أن هذه التقنيات الصاروخية حققت تجربة ناجحة ومؤثرة في مواجهة الأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وقدمت صورة واضحة حول حجم الاختراق التكنولوجي الذي وصلت إليه العقول العبقرية اليمنية، التي أنجزت طفرات جديدة لتطوير الأسلحة بما يضمن التفوق على نظائرها من الأسلحة التي تملكها الدول المصنعة، فالخصائص والقدرات المبنية عليها أثبتت مثالية وفاعلية في تجاوز مختلف تقنيات الدفاع الصاروخي الأمريكية، وتحييد عدد كبير من السفن.
فمن ضمن خصائصها:
1-القدرة على ضرب الأهداف البحرية المتحركة والثابتة في عمق البحر بدقة عالية.
2-القدرة الفائقة على المناورة ومواجهة الحرب الالكترونية والتشويش والنظم الدفاعية المضادة منها، أنظمة الدفاع الأمريكية الأكثر تقدماً طراز SM-3، والنظائر المماثلة المحمولة على السفن.
3-قدرتها على تدمير مختلف القطع العائمة، المدمرات، والفرقاطات، وسفن الشحن، فالأجيال الباليستية تملك رؤوساً حربية تصل 500كجم ما يعطيها قوة نارية كافية لاختراق أسطح وهياكل السفن العملاقة واغراقها بالكامل.
4-المدى العملياتي الذي يغطي كافة المساحات المائية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن .
إن البحرية اليمنية -بفضل الله تعالى- ومع هذه التقنيات والمنظومات أصبح لها تسليحاً مؤثراً في موازين القوة، وفي خضم المعركة التي تخوضها ضد تحالف العدو الأمريكي والبريطاني، حيث بات يمكنها بعون الله تعالى تحقيق معادلات ردع بمعايير استراتيجية.
وقد لوحظ في هذه الفترة عمق تأثيرها، فالسفن الأمريكية التي تتدرع بأحدث تقنيات الدفاع الصاروخي لم تعد قادرة على مواجهة هذه الأنواع من الأسلحة، بل وأصبحت عاجزة تماماً في تحقيق أية مواجهة فاعلة لحماية سفنها، أو سفن كيان العدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي.
زين العابدين عثمان
*باحث عسكري