باب المندب..الأطماع السعودية – الغربية المتجددة
عين الحقيقة / تقرير /هبأ أحمد علي
لم يكن العدوان السعودي المتواصل منذ 2014 على اليمن الفقير والذي طال البشر والحجر فقط لكسر إرادة شعب يرفض الذل والخضوع والتبعية، بل لطالما أراد النظام السعودي تحقيق أطماعه ومآربه المتعددة هناك وبأي ثمن.
اليوم عادت المعارك إلى مضيق باب المندب المهم استراتيجياً وحيوياً والتي مني خلالها العدوان السعودي ومرتزقته بهزائم فادحة في الأرواح والعتاد وكأن من يشنون هذا العدوان لم يتعلموا من العبر والدروس السابقة والحالية التي وضعتهم في مآزق عدة وأظهرت مدى الضعف والتشتت بعدما فرض الجيش اليمني واللجان الشعبية معادلات جديدة قلبت الموازين على الأرض وأبرزت مستوى الجهوزية العسكرية اليمنية ومدى التطور الاستخباراتي والعملياتي اليمني في الميادين، من الجبهات إلى الداخلية إلى جبهات ماوراء الحدود وصولاً اليوم إلى باب المندب.
فالكل يدرك أن لليمن أفضلية استراتيجية بالسيطرة على المضيق لامتلاكه جزيرة ميون «بريم» المشرفة عليه، ومن هذه النقطة فإن السيطرة على اليمن تمهد للسيطرة على المضيق وبالتالي التحكم بالملاحة الدولية والتجارة العالمية سواء من قبل النظام السعودي أو من قبل العديد من الدول الغربية التي دعمت السعودية في عدوانها وصولاً لتحقيق أطماعها، فمن جهة السعودية وللتأكيد على غاياتها وأطماعها رأينا كيف أرسلت الأسبوع الماضي مرتزقتها إلى معسكر شعب الجن الواقع في منطقة كهبوب المطلة على المضيق، بينما نفذت القوات البحرية التابعة لما يسمى«التحالف » بقيادة السعودية عملية تهجير بحق سكان جزيرة «ميون» التي توصف بأنها الثروة المدفونة في قلب المضيق ومفتاحه، وذلك لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية تتبع لقوات «التحالف» فضلاً عن تفاوض ضباط موالين للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مع السكان لإخلاء الجزيرة وقدموا لهم إغراءات مالية حسبما أكدت مصادر محلية في المنطقة، لذلك لايمكن الفصل بين العدوان وبين الأهداف الكامنة وراءه وماسبق يدل على الغايات السعودية الشريرة هناك، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الغربية التي تتسابق لتقوية حضورها في الدول المجاورة للمضيق وضمان مناطق نفوذ لها كالولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي يمكنها ذلك من التحكم والسيطرة والإبقاء على حركة إمدادات النفط إليها دون انقطاع كما يرى مراقبون، ولاسيما أن المضيق يعد أحد أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقيا، ويعبره عدد كبير من السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين والتي يقدر عددها بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً بمعدل 57 قطعة يومياً ويشكل 7% من إنتاج النفط العالمي، وهذه الأهمية للمضيق تفسر كل المحاولات المتكررة التي تقدم عليها السعودية في باب المندب في سياق عدوانها على اليمن، إلى جانب الغرب.
إذاً، السعودية تقامر من جديد في محاولة منها للتغطية على فشلها على غير جبهة علها تحقق مكاسب لم تنلها من قبل،متجاهلة الحقيقة التاريخية التي أشار إليها المؤرخ والفيلسوف العربي ابن خلدون «إن غزاة اليمن عبر باب المندب لايعود أحد منهم» فهل من متعظ؟