انهار اجتماع فيينا الرباعي بسبب التمسك الروسي بالاسد.. فهل ستلجأ السعودية وقطر الى الخيار العسكري من خلال تمدد “عاصفة الحزم” لسورية؟ وهل ستكون حظوظها افضل؟ وما هو سر الاتفاق الروسي الاردني للتنسيق الجوي في درعا؟
عبد الباري عطوان
انهار اجتماع فيينا الرباعي الذي ضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية واستغرق ساعتين، ولم يتوصل الى النتيجة الاهم، اي التوصل الى اتفاق حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.
الثلاثي الامريكي التركي السعودي يريد ان يحقق النتيجة نفسها التي تم التوصل اليها في العراق وليبيا واليمن، اي تغيير النظام السوري سلما او حربا، حربا من خلال التدخل العسكري او الاحتلال، وسلما من خلال عملية سياسية تؤدي الى قطع رأس السلطة، او تنحيه، على غرار ما حدث في اليمن، ولكن النتائج في الحالات الثلاث جاءت كارثية بالنسبة الى الشعوب، وعدم استقرار وارهاب بالنسبة الى الجيران.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال كلمة السر الاهم عندما خرج بعد الاجتماع ليعلق “ان الشعب السوري هو من يقرر مصير الاسد”، بينما كان السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي اكثر دبلوماسية هذه المرة، عندما قال “اجتماع فيينا اكد على عدم وجود موقف مشترك بشأن مصير الاسد”.
قبل اجتماع فيينا بأيام جرى تسريب انباء تفيد بوجود خطة تتضمن انطلاق مرحلة انتقالية في سورية لمدة ستة اشهر، يستمر خلالها الرئيس الاسد في السلطة شريطة وجود ضمانات برحيله في نهايتها، واثارت زيارة الرئيس الاسد الخاطفة لموسكو ولقائه مع اركان القيادة الروسية تكهنات كثيرة حول وجود مصداقية لهذه الخطة، وذهب البعض، وفي اوساط المعارضة السورية خاصة، الى القول ان الهدف من الزيارة هو ابلاغ الرئيس السوري بهذه الخطة، لكن ديمتري باسكوف المتحدث باسم الرئيس بوتين نفى الجمعة اي علم للكرملين بهذه الخطة، وجاء تصريح لافروف بالتأكيد على ان الشعب السوري هو من يقرر مصير رئيسه، ليعمق من قبرها.
التطور الاهم في رأينا الذي برز رأسه بقوة في اجتماعات فيينا، هو نجاح القيادة الروسية في “شق” المعسكر العربي المعارض للرئيس الاسد الذي تبلور في بداية الازمة، ويمكن رصد هذا التطور في ثلاث نقاط:
-
الاولى: اخراج الاردن من المعسكر السعودي التركي جزئيا او كليا، وانخراطه في المعسكر الروسي السوري الايراني، بطريقة او باخرى، ويتضح ذلك من خلال توصل لافروف، وبعد اجتماع مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، في فيينا الى “اتفاق على تنسيق العمليات الجوية والعسكرية في سورية”، وهذا يعني تكوين غرفة عمليات مشتركة من ضباط وعسكريين من الجانبين كمقدمة للقضاء على “جيب” المعارضة السورية في درعا.
-
الثانية: اصرار لافروف على توسيع دائرة الدول المنخرطة في بحث الازمة السورية، وضم كل من ايران ومصر اليها، اي عدم تركها حكرا على الدول الاربع، الامر الذي يعني “تعويمها” بطريقة او باخرى.
-
الثالثة: نجاح الدبلوماسية الروسية في “تهميش” الدور القطري في الملف السوري، ولو على صعيد الجهود السياسية على الاقل، ويتضح هذا من الغاء امير قطر، تميم بن حمد زيارة قال انه كان ينوي القيام بها الى موسكو الاسبوع الحالي، كلفتة احتجاجية.