انفجار وشيك بين صنـعاء والرياض : القوات المسلحة اليمنية تحدّث بنك أهدافها
«أنصار الله» تحدّث بنك أهدافها: عتبة انفجار بين صنـعاء والرياض
ارتفع مستوى التوتر بين صنعاء والرياض إلى مستويات غير مسبوقة خلال الساعات الماضية، ما ينذر بتفجير الأوضاع وعودتها إلى ما قبل اتفاق الهدنة. وتوقّعت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، في تصريحات إلى «الأخبار»، وصول رسائل عسكرية يمنية إلى الجانب السعودي، إذا لم تحدث انفراجة في الأزمة بين الطرفين خلال أيام. وأشارت المصادر إلى عزم «أنصار الله» وجهوزيتها العسكرية الكاملة لتوجيه ضربات قاسية معلنة إلى السعودية، مضيفة أن «هامش التفاوض مع الأخيرة صار ضيّقاً جداً في ظل استمرار المراوغة السعودية، ومحاولة المملكة التهرّب من التزامات السلام المتفق بشأنها معها».ويرى مراقبون أن المعركة المحتملة بين صنعاء والرياض فرضتها ممارسات الأخيرة، التي أعاقت السلام، وتعمّدت مفاقمة الأوضاع الإنسانية لليمنيين، وأسهمت في ترحيل الملفات الاقتصادية من عام إلى الآخر، وأثارت النزاعات والصراعات الداخلية. وكان حدّد ملامح هذه المعركة قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، بمواجهة التصعيد الاقتصادي بتصعيد مماثل، وفق معادلة «الميناء بالميناء والمطار بالمطار والبنك بالبنك». ووجّه قائد «أنصار الله» نصيحة جديدة إلى السعودية، وقال في كلمة متلفزة أمام الحشود التي خرجت في مسيرات لإحياء ذكرى عاشوراء في صنعاء، مساء أول من أمس، إن «الشعب اليمني أبدى استعداده للتصدي لأي خطوات اقتصادية داعمة لكيان العدو الإسرائيلي من قبل النظام السعودي» الذي وصفه بـ«قارون العصر». وأضاف: «أنصح النظام السعودي بأن يصغي إلى شعبنا في تحذيراته وهتافه، وأن يكفّ عن مساره الخاطئ المناصر لأميركا وإسرائيل والمعادي لله وللمسلمين وليمن الإيمان والحكمة»، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم الجمعة الماضي، لتأييد قرارات الحركة بالتصدي العسكري للإجراءات الاقتصادية ضد صنعاء. وأكّد الحوثي «عدم التراجع عن الموقف الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة»، مشيراً إلى «العمليات اليمنية التي أجبرت حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور على الفرار من البحر الأحمر، وألجأت واشنطن إلى استخدام الرياض في التصعيد الاقتصادي بعد فشلها العسكري».
بدوره، أكّد عضو المجلس السياسي الأعلى الحاكم، محمد علي الحوثي، في منشور على منصة «إكس»، قيام قوات صنعاء بتحديث أهدافها في العمق السعودي، في إشارة إلى مضيها في تنفيذ توجيهات قائد «أنصار الله»، الذي توعّد المملكة برد عسكري يشلّ موانئها ومطاراتها ويطاول بنوكها، رداً على التصعيد الاقتصادي. ويجري تداول عدة سيناريوات بخصوص استئناف الصراع مع السعودية، من بينها إصدار بيان عسكري تحذيري إلى شركات الطيران المدني المتجهة إلى مطارات المملكة كافة، فضلاً عن إعلان إغلاق موانئ السعودية جميعها بعد استهداف موانئ تصدير النفط، ومنع مرور كل السفن المتّجهة من الموانئ السعودية في البحر الأحمر وإليها، وإغلاق الملاحة الدولية أمام السفن السعودية التجارية المتجهة من ميناء جدة وإليه، فضلاً عن استهداف عدد من البنوك بهجمات جوية.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، لـ«الأخبار» إن الأوضاع تتّجه إلى التصعيد العسكري مع الرياض، مشيراً إلى أن «القدرات العسكرية لقوات صنعاء تضاعفت أربع مرات، عما كانت عليه خلال الجولة الأولى من العدوان السعودي – الإماراتي، بحيث صارت قادرة على استهداف كل المنشآت الحيوية السعودية في كل أرجاء المملكة». ويعتبر أن «المراوغة السعودية بخصوص إلغاء إجراءات التصعيد الاقتصادي التي وقفت وراءها حكومة عدن الموالية للرياض بإيعاز أميركي، واضحة»، لافتاً إلى أن «الاستهداف المحتمل سيكون علنياً على الأرجح ومؤلماً للجانب السعودي، وسيُلحِق خسائر غير مباشرة أيضاً بالاقتصاد الأميركي»، مضيفاً أن «الهيمنة الأميركية في البحر الأحمر سقطت وسيتم إسقاط ما تبقّى منها».
من جهتها، أكدت مصادر سياسية وأخرى إعلامية مقرّبة من حركة «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، أن «التصعيد بين صنعاء والرياض بلغ مستويات ما قبل الانفجار خلال الساعات الماضية». وأضافت أن «رسائل صنعاء وصلت إلى المملكة، وعلى القيادة السعودية أن تدرك أن الخيار المتاح أمام حركة أنصار الله، هو فرض معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والبنك بالبنك، في ظل عدم الاستجابة لتحذيرات قيادة الحركة من مغبة التورط مع الأميركي في تنفيذ أي أعمال عدائية ضد الشعب اليمني».