الیمن تدخل عالم تصنيع الصواريخ والطائرات دون طيار وتحرج الصناعات الدفاعية الأمريكية
مع تشديد حصار قوات المقاومة اليمنية لقوات تحالف العدوان السعودي والمرتزقة اليمنيين في محافظة مأرب، كشفت حكومة صنعاء النقاب عن أحدث إنجازاتها في مجال الأسلحة وخاصتاً في مجال الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية المحلية الصُنع بالكامل وأصبح الكشف عن الإنجازات العسكرية الجديدة لحكومة صنعاء الآن كابوسًا كبيرًا لقادة تحالف العدوان السعودي ويمكن أن تلعب هذه الإنجازات دورًا مهمًا في تغيير ميزان القوى في الحرب اليمنية مع اقتراب السنة السادسة من الحرب من نهايتها. ولقد أصبحت اليد العليا في هذه الحرب لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” التي تمكنت خلال الفترة الماضية من تحقيق الكثير من الانتصارات على ساحات القتال وتمكنت أيضا من تنفيذ العديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف حيوية داخل العمق السعودي، وخلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، تم تنفيذ عدد كبير من الهجمات الفعالة والدقيقة في أجزاء مختلفة من السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ “كروز” جنبًا إلى جنب مع الطائرات الانتحارية دون طيار.
إنجازات عسكرية جديدة لحكومة صنعاء
على الرغم من العقوبات والحصار الذي دام ست سنوات على قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية والشعب اليمني من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الغازي، إلا أن حكومة صنعاء تمكنت خلال السنوات الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة، معتمدين بشكل كبير على المرافق والأدوات المحلية. وفي بداية هجوم قوات التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن في عام 2015، كان يبدو للجميع أن قوات “أنصار الله” وحكومة صنعاء سُتهزمان بسرعة على جبهات القتال المختلفة بسبب الحصار والقيود العسكرية، ولكن خلافًا للافتراضات الأولية، فإن قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تمكنوا صد الغزاة وخلال الفترة الماضية تمكنوا من المضي قدما في تنفيذ عمليات الردع والتوازن داخل العمق السعودي ولقد حققت حكومة صنعاء خلال الفترة الماضية أيضا مستوى كبير من إنتاج التكنولوجيا الدفاعية فاجأ المجتمع الدولي.
ولقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، في المرحلة الأخيرة لاستعراض التطور التكنولوجي اليمني في مجال المعدات الدفاعية، عن كشف الستار عن صواريخ باليستية جديدة من طراز “سعير وقاسم 2 وقدس 2”. كما تم الكشف عن طائرات مسيرة جديدة من نوع “وعيد” و “صماد” و “شهاب” و “خاطف” و “مرصاد” و “رجوم” و “نبأ”. كما كشفت القوات المسلحة اليمنية النقاب عن الغام بحرية من طراز “كرار 1، وكرار 2، وكرار، وعاصف 2، وعاصف 3، وعاصف 4، وشواظ، وثاقب، وأويس، ومجاهد، والنازعات”.
جدير بالذكر أنه في البداية، بدأت حكومة صنعاء في بناء طائرات بدون طيار بنماذج أولية قادرة على الطيران من 20 إلى 30 كيلومترًا، ولكن في الوقت الحالي زادت هذه القدرة بشكل كبير وأصبحت الطائرات بدون طيار اليمنية قادرة على الطيران لمسافات طويلة داخل عمق الأراضي السعودية والإماراتية وأهم الأمثلة عليها طائرات “صماد 1 وصماد 2 وصماد 3”. وفي مجال القدرة الصاروخية، أحرزت حكومة صنعاء تقدماً ملموساً، ومن أهم الأمثلة على ذلك صواريخ “صماد 3 و قاصف 2” التي يزيد مداها عن 1800 كم. كما تمتلك حكومة صنعاء اليمنية أنواعًا مختلفة من الصواريخ، من أهمها الصواريخ المجنحة التي يستخدم بعضها وقودًا سائلًا وبعضها يستخدم وقودًا صلبًا. وتُظهر صناعة وتطوير صنعاء الهائل للصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى قدرة عسكرية بارزة أخرى تمتلكها القوات اليمنية ساعدتهم خلال الفترة الماضية في تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة مع تحالف السعودي الغازي لصالحهم.
أثر كشف صنعاء عن إنجازات عسكرية جديدة
بعد الكشف عن الإنجازات العسكرية الجديدة في صنعاء، يطرح السؤال نفسه الآن حول تأثير هذا الإجراء على تغيير المعادلات الميدانية المحيطة بالأزمة اليمنية. وفي هذا الصدد يُشار إلى أن التقدم العسكري لـ”أنصار الله” قد انعكس في شكل عدة مراحل من عمليات الردع في المنطقة الحدودية بين السعودية والإمارات، حيث كانت آخر عملية من عمليات الردع الكبرى ضد السعودية في 7 مارس 2021 وأثناء عملية الردع هذه استهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وعدة قواعد عسكرية في منطقة عسير وقواعد عسكرية في منطقة الدمام.
ووفق تقارير إعلامية، فقد تم تنفيذ هذا الهجوم بـ14 طائرة مسيرة و 8 صواريخ باليستية. وفيما يتعلق بالهجوم، المعروف باسم العملية السادسة “ميزان الردع” ، أكد العميد “يحيى سريع” المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن الهجمات تأتي في إطار السعي وراء الحق الطبيعي والقانوني للشعب اليمني ردًا على تكثيف تحالف العدوان السعودي اعتداءاته وحصاره على اليمن وقال: “نحذر السعودية من القيام بعمليات مؤلمة طالما استمر النظام السعودي في عدوانه وحصاره على بلدنا”.
وإضافة إلى الضربات الجوية بالطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية، فقد هزت القدرات البحرية لحكومة صنعاء في السياق الحالي تحالف العدوان السعودي. وعلى مدى السنوات الماضية، كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن قيام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بمهاجمة السفن الحربية وناقلات النفط والقوارب السعودية، وخلال تلك الفترة أعلنت حكومة صنعاء مسؤوليتها عن تلك الهجمات البحرية الناجحة. وفي آخر تطورات، أعلنت قوات “أنصار الله” عن تطوير زوارق انتحارية وأنواع مختلفة من الألغام البحرية، قد تكون كابوسا لتحالف العدوان السعودي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وما لا شك فيه أن الإنتاج البحري الجديد لليمن يمكن أن يؤثر بشكل أكبر في السفن الحربية والناقلات السعودية والإماراتية، وهو ما يعني تغيير ميزان القوى في الحرب اليمنية لمصلحة حكومة صنعاء.
بشكل عام، يمكن القول إن صياغة الإستراتيجية الجديدة لحكومة صنعاء على أساس إدراك نقاط الضعف للعدو تعتبر ورقة رابحة كبيرة لدى قوات “أنصار الله”، فمن جهة، أدى هذا الاتجاه إلى إضعاف الروح المعنوية لقوات تحالف العدوان السعودي العسكرية، ومن جهة أخرى، زادت هذه الإنجازات العسكرية الجديدة من مخاوف السعودية والإمارات وإسرائيل من المقاومة اليمنية وعززت ثقة صنعاء في حرب مأرب. إن كل هذه الانتصارات التي تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيقها في عدد من المجالات الصناعية والدفاعية تدل على أن اليمنيين وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد لتقديم عن أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين في الوقت نفسه على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد. وفي الوقت الحاضر، أصبحت الظروف سانحة لسيطرة قوات “أنصار الله” على مأرب بشكل كامل، الأمر الذي سيغير بالتأكيد معادلات الحرب لمصلحة حكومة صنعاء، ولهذا يسعى اليمنيون إلى تحرير هذه المحافظة بالكامل بقوة السلاح قبل الشروع بالحلول السياسية.
الوقت التحليلي