اليومُ العالمي لحقوق الإنسان “الأضحوكة السنوية” …بقلم/ هاشم طه المهدي
ما أجملَ هذه العناوين البراقة والجذابة، وما أبشعها وما أكذبها وما أجرمها!!..
كيف يكون للإنسان حقٌّ في هذا العالم الذي لم يفُق من غيبوبته؟!.
منذُ 5 سنوات واللاإنسانية تعاني من ضمورٍ في المخ، الذي أعاقها من القول بالحقِّ وإيقاف النظام الذي ارتكب كُـلَّ محرمات الإنسانية.
عن أيِّ حقوقٍ تتكلمون ولم يتمتع اليمنيون بحقٍّ واحدٍ من حقوقهم، لا في العيش، ولا في الراحة، ولا في الأمن والاستقرار، ولا في التعليم، ولا في الصحة، ولا في حرية الرأي والتعبير، وكم هي الحقوقُ التي لم يضمنها العالمُ لليمنيين؟!.
عن أية إنسانية تتحدّثون وأنتم صامتون صمتَ ساكني المقابر عن الأرواح التي تُزهق والدم الذي يُسفك، والأطفال التي تتمزق أجسادُهم، والنساء اللاتي يتقطّع أوصالُهن، والرجال الذين تتبعثر أشلاؤهم؟!.
عن أيِّ حقوق وقد قُصف دارُ المكفوفين، والمساجد والمدارس، والأسواق والمنازل والجامعات والطُرق، والجسور والحدائق والمطارات، والمصانع والشركات، والبنية التحتية كاملةً؟!.
عن أية إنسانية تتغنّون وأنتم لم تفرّجوا كربةَ أليم، ولا علةَ عليل، ولا نقلتم أيَّ إنسان من مواطنِ البؤس والشقاء إلى مواطن السعادة والهناء؟!.
أية إنسانية هي تلك التي لا تبالي إنْ قُتِلَ الإنسانُ أَو لم يُقتل؟!.
إنسانيتكم هي حيلةٌ نصبتموها؛ لأنكم أقوياءً ماكرين على الضعفاء الساذجين لتخدعوهم بها؟!.
إنسانيتكم هي قناعٌ تخفون تحته ما تحملونه لليمنيين من بغضٍ وتجبّرٍ وتسلّطٍ وخداعٍ ومكرٍ وحقدٍ؛ لأنهم أحرارٌ..