اليمن :7 سنوات مـن الصمود المتوج بالانتصارات

 عام ثامن من العدوان ولا تزال الهوية الإيمانية اليمنية هي المرتكز الرئيس للصمود
 في السادس والعشرين من مارس الجاري  يلج شعبنا اليمني وقواته المسلحة الباسلة 

بكل شجاعة وإباء وصلابة نادرة العام الثامن من الصمود والتصدي والمواجهة لأعتى عدوان إجرامي غاشم حاول طمس اليمن من الخارطة السياسية والقضاء على هويته وتاريخه ولحمته الوطنية الواحدة وتفتيته إلى دويلات وكنتونات صغيرة متناحرة , ورغم تسخيره لكافة إمكاناته وشن مختلف حروبه العدوانية العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية ظل ذلك العدوان عاجزا عن تحقيق أهدافه طيلة سبع سنوات توجها شعبنا اليمني وأبطال جيشه ولجانه الشعبية وقواته الصاروخية بتحقيق الانتصارات الكبيرة .. المزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي:

 استطاع المشروع القرآني الذي التف حوله اليمنيون , أن يصنع من شعبنا اليمني قوة تضاهي صلابة جبال وطنهم الشامخة , ومثّل سلاح الإيمان والتسليم لله والثقة بنصره  وتمكينه الإلهي أعظم وأقوى الأسلحة وأكثرها تأثيراً وفعالية في تحصين المجتمع وتعزيز قدراته في مواجهة ترسانات الأسلحة المتطورة و الحروب الاقتصادية والإعلامية للعدوان التي لم تقل خطورة على القصف الإجرامي الذي استهدف النساء والأطفال والأبرياء من شعبنا في محاولة لإرهابه واجباره على الخضوع والاستلام , حيث مارس العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي و أذنابه من أنظمة العمالة السعودية الإماراتية حربا أخرى تمثلت في استهداف الاقتصاد الوطني بضرب العملة الوطنية وحرمان المواطن اليمني حتى من لقمة العيش من خلال حصار جائر , وكذا شن حرب إعلامية قذرة حاولت النيل من الروح المعنوية للمواطنين اليمنيين , واللعب على دق اسافين المناطقية والمذهبية , وأنفقت الأموال الهائلة لهذه الحروب الظاهرة والخفية.
لكن كل تلك الحروب العدوانية والمؤامرات اصطدمت بصخرة الوعي اليمني المستمد من الهوية الإيمانية , والتي كان لها الأثر في إرساء ثقافة الجهاد وعشق الشهادة .

استراتيجية إيمانية
لقد رسمت القيادة الثورية ممثلة بسماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي , خطا واضحا لمواجهة العدوان منذ اللحظة الأولى للقصف الإجرامي الذي استهدف شبعنا اليمني , بداية من الصبر الاستراتيجي , إلى المواجهة وامتصاص الضربات وتعزيز الجبهة الداخلية والصمود في مواجهة العدوان , بخطط متدرجة بدأت بإمكانيات بسيطة حافظت على المقدرات , وفعَّلت العنصر البشري اليمني وفجَّرت طاقاته وإبداعاته , في ميادين المعارك والتصنيع الحربي والعسكري , وكافة ميادين العمل في مختلف المجالات , وفق استراتيجية النفس الطويل النابعة من الثقافة القرآنية القادرة على التعامل مع مختلف التحديات والمخاطر مهما تعاظمت , واستطاعت هذه الاستراتيجية أن تقهر المستحيل وتفتح أبوابا للأمل وصنع الانتصارات رغم جسامة التحديات والتكالب العالمي على بلادنا , وبات الشعب اليمني اليوم يلمس ثمارها ونتائجها , من خلال الانتقال من مرحلة الدفاع والتصدي للعدوان إلى مرحلة الانتصارات وتحقيق توازن الردع التي ترسم في الأفق القريب علامات نصر يماني سيسطر في كتب التاريخ بأحرف ناصعة , كما أن هذه الاستراتيجية الإيمانية رفعت من الوعي الشعبي من خلال كشف مرامي وأهداف العدوان الذي عمل على تفتيت النسيج الاجتماعي الواحد , وعملت على تحصين أبناء الشعب اليمني ضد فيروسات العدوان لإذكاء الصراعات المناطقية والمذهبية والجهوية والقروية والقبلية , وتفويت الفرصة على تحالف العدوان الإجرامي في اللعب بهذه الورقة التي راهن عليها في ضرب الهوية اليمنية الإيمانية و تمرير مشاريع الفوضى والتدمير والتفتيت والسيطرة على الشعب اليمني ومقدراته  , لكن صخرة الوعي الوطني التي صنعتها استراتيجية قائد الثورة تحطمت عليها تلك المؤامرات والأحلام الشيطانية لتحالف العدوان العالمي وأذنابه القذرة من أنظمة آل سعود وآل نهيان ومن لف لفهم من المرتزقة والعملاء .
وبدخول العام الثامن من الصمود في وجه العدوان ، لا تزال الهوية الإيمانية اليمانية تُمثّل المرتكز الرئيسي للصمود في كافة ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعدوان , وغيرها من ميادين المواجهة التي يخوض غمارها شعبنا لإفشال مؤامرات العدوان القذرة وخططه الحاقدة التي تتربص بشعبنا اليمني وتستهدف هويته الدينية والوطنية في محاولة لإعادته إلى حظيرة التبعية والوصاية والاحتلال .

طريق النصر
بفضل الارتباط الوثيق بالله وبكتابه استطاع أبناء شعبنا اليمني رسم وتحديد طريقهم في الصمود والمواجهة للعدوان والانتصار لدينهم ووطنهم وكرامتهم  , فكان لهم أن صنعوا الانتصارات وتغلبوا على التحديات , بعقيدتهم وهويتهم الإيمانية , التي كان لها الدور الرئيس في قلب الموازين والانتصار لمظلوميتهم وقضيتهم العادلة .
ولقد جسد الالتفاف الشعبي اليمني حول المسيرة القرآنية أصالة الارتباط بالهوية وقيم الانتماء للوطن ورفض الانسلاخ عن الهوية والخصوصية اليمنية التي خصّ بها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن بقوله ” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ” .
فقد عمل المشروع القرآني على  تأصيل الهوية الإسلامية الجامعة ورص صفوف الشعب اليمني لمواجهة العدوان على طريق تحرير كل شبر من الأراضي اليمنية وطرد الغزاة والمحتلين وأدواتهم التكفيرية , إضافة إلى تفجير الطاقات للعمل في كافة ميادين البناء والعمل , على طريق النهوض والتحرر من الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية للعدوان , ليثبت المشروع القرآني نجاحه , وبالتأكيد انه مشروع حضاري  , قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في لحظة زمنية فارقة ومفصلية في تاريخ اليمن والمنطقة التي تشهد استهدافا كبيرا لقيم الشعوب العربية ودينها الإسلامي , وتدجينها بما يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي .
واليوم يقف شعبنا اليمني على أرضية صلبة وقوية في معركته المصيرية , موجها ضرباته الموجعة والقاصمة إلى عمق دول العدوان التي أصبحت تتخبط وترفع عقيرتها بالعويل والصراخ واستجداء البيانات للتضامن معها والمطالبة بإيقاف الضربات اليمنية التي جاءت ردا على صلف العدوان وجرائمه وحصاره للشعب اليمني , ورفضه للنصائح التي قدمتها القيادة الثورية والسياسية اليمنية , ورفض الجنوح للسلم .

عمليات توازن الردع
حملت عمليات  توازن الردع التي دكت مواقع عسكرية واستراتيجية حساسة في العمق الاماراتي و السعودي أبعاداً مختلفة ورسائل مهمة كونها جاءت بالتزامن مع معارك شرسة تخوضها قواتنا لتحرير وتطهير ما تبقى من محافظة مأرب من دنس الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم , ولتؤكد أن تحالف العدوان لم يعد بإمكانه أن يعتدي على شعبنا مثلما كان وأصبح لكل اعتداء رد وردع , كما أكدت هذه العمليات أنه لم يعد هناك مكان آمن على امتداد جغرافيا دول العدوان ، حيث أثبتت قواتنا قدرتها على الوصول إلى أي نقطة فيها بل وأبعد من ذلك , وتجاوز كل المنظومات الدفاعية الأمريكية التي أثبتت فشلها رغم الأموال الطائلة التي تنفقها مملكة العدوان لشراء تلك المنظومات لتأمين مواقعها العسكرية والاستراتيجية , لكنها لم تستطع أن تحول بينها وبين الضربات اليمانية القاصمة , كما أكدت أيضا أن قواتنا دخلت مرحلة جديدة من التقدم العسكري والتسليحي، و تجسد التغير الواضح في موازين القوى .. وهذا المسار التصاعدي في الإنتصارات العظيمة هو نتاج الثقافة الايمانية ,, فما خاب من تمسك بالله والمشروع القرآني .

 

سبتمبر نت

قد يعجبك ايضا