اليمن يفضح المنافقين وباعة الضمير .. بعد ضبطه السفينة الإماراتية..
Share
قبل أيام شهدنا “فزعة” عربية وامريكية وغربية وإسرائيلية، في غاية التنسيق، تطالب القوات المسلحة اليمنية اطلاق سراح سفينة الشحن الإماراتية، التي انتهكت المياه الإقليمية لليمن، وعلى متنها معدات عسكرية، واصفين الاجراء اليمني بانه تهديدا للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
الأفلام والصور التي بثها اليمن عن السفينة، رغم انها فندت الرواية السعودية كليا، بشأن حملها معدات طبية، الا انها لم تقلل من اندفاعة “الفزعة”، خاصة العربية، حيث أصدرت منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية، بيانات، استنكروا فيها ما وصفوه ب”عملية القرصنة والاختطاف والعمل الإجرامي”، وطالبوا “بإطلاق سراح السفينة فورا”.
اللافت ان منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، تغطان دائما في نوم عميق، ولا تستفيقان منه الا عندما تطلب منهما السعودية ان تستفيقا، كما حدث عند ضبط المعدات العسكرية على السفينة الإماراتية، بينما لا تسمع لهما من صوت إزاء اكبر مأساة إنسانية يعيشها أبناء اليمن، العرب المسلمون، بسبب العدوان الذي يُشن عليهم منذ 7 سنوات.
اللافت اكثر، ان هذه الفزعة الامريكية الإسرائيلية العربية، تلاشت واندثرت ولا تسمع لها حسيسا، عندما أقدمت السعودية اليوم على اختطاف ، سفينة وقود كانت في طريقها إلى ميناء الحديدة، واقتادتها الى ميناء جيزان السعودي، رغم تفتيشها وحصولها على تصاريح أممية، وبذلك تكون السعودية تحتجز حاليا خمس سفن وقود حصلت على تصاريح من الأمم المتحدة لدخول اليمن!!.
هذا العدوان السعودي الصارخ، على الحياة والانسان في اليمن، لا تتحمل السعودية وحدها نتائجه، فلولا الدعم الأمريكي والغربي والإسرائيلي، لعدوانها على اليمن، ولولا الصمت الإسلامي والعربي، إزاء جرائمها وفي مقدمتها فرض الحصار التجويعي على الشعب اليمني، لما امكن للسعودية ان تقترف كل هذه الجرائم دون ان يرتد لها جفن.
كثيرا ما حذرت المنظمات الدولية دون جدوى، بسبب التأثير السلبي للمال السعودي، من ان الحصار الذي تفرصه السعودية برا وبحرا وجوا على اليمن، وخاصة حرمان الشعب اليمني من واردات الوقود وسلع أخرى، سيهدد حياة نحو 20 مليون يمني وتدفع بهم الى شفا المجاعة.
الشعب اليمني فضح ، بصموده الأسطوري، نفاق الدول الغربية التي تتشدق ليل نهار بحقوق الانسان، وكذلك نفاق منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، اللتان تحولتا الى ما يشبه افرع لوزارة الخارجية السعودية، بعد ان باعوا القيم الإنسانية والإسلامية والعربية بثمن بخس، وسيحكم التاريخ، وفي حكمه قسوة، على كل من باع ضميره ودينه، واغمض عينيه عن الجرائم السعودية بحق الطفولة والانسان في اليمن، في مقابل حفنة دولارات قذرة.