اليمن يعيش أسطورته ومعجزته الثانية ….بقلم – م. علي ناصيف
يخلّد اليمن العظيم ويمن الشرفاء صموده غير المسبوق في التاريخ وفي البشرية للسنة السادسة على التوالي، أمام عدوان غير مسبوق أيضا من حيث ظلمه وجبروته وقوته النارية الهائلة وحداثتها والإمكانات العالية جدا وكثرة حلفائه من الغرب والعرب والشرق. أما اليمن الوحيد المحاصر جوا وبرا وبحرا، ومقاتلوه الذين لا يملكون شيئاً سوى ما يحملونه على أكتافهم ويحاربون العدوان بصلابة نادرة، حفاة جياعاً بدون مرتبات بل متطوعين، ومع ذلك حققوا أسطورتهم ومعجزتهم الأولى وسجلوا صمودهم للسنة السادسة رغم كل الظروف، بل سجلوا انتصارهم العظيم الذي سيمجّده التاريخ.
أما الأسطورة اليمنية الثانية فهي قصتهم مع فايروس كورونا. العالم كله مشغول ومنهمك ومتأثر ومفجوع ومصاب بالكورونا، وإمكانيات هائلة تصرف المليارات من الدولارات لمقاومته والكمامات والحرص والتباعد واللقاحات و… و… و.. أمريكا أمس الأول وصلت وفياتهم إلى 3000 شخص بسبب الفايروس ليوم واحد.
أما اليمنيون أظن يسمعون عنه من خلال الأخبار فقط، وليس لهم أي علاقة به، ومن حوالي شهر كان هناك احتفال في ذكرى المولد النبوي العظيم واجتمع للاحتفال به حوالي مليوني شخص بدون أي كمامات، بل بازدحام غريب.
وفي الأمس التقيت دكتوراً من العاملين في منظمات الصحة الدولية وأكد لي أنهم يراقبون المرض في اليمن باهتمام بالغ، وقال إنه لمدة حوالي شهر لم نستطع تسجيل أي إصابة جديدة. وأكد لي أن خبراءهم مصدومون ولم يستطيعوا وضع تفسير أو تحليل لهذه الحالة النادرة في العالم حتى الآن، وهم في بحث مستمر عن أسباب ضياع كورونا في اليمن، وكيف استطاع اليمنيون مقاومته بدون كمامات وبدون أي حذر أو حرص، وحياتهم اليومية لم يتغير فيها شيء ولم يغيروا من سلوكهم اليومي أبدا.
فعلا، إنها معجزة حقيقية أن نسمع عن كورونا مجرد سمع فقط. إنها الأسطورة الثانية.
حماكم الله ونصركم يا أهل اليمن.
* مواطن سوري مقيم في اليمن