جدّدت صنعاء ثبات موقفها المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، معتبرة استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، في خط الدفاع الأول عن قطاع غزة الذي يتعرّض لجرائم إبادة جماعية من قبل الكيان الإسرائيلي وداعميه، مثار فخر واعتزاز لكل أحرار الأمة العربية والإسلامية والمقاومة الإسلامية في فلسطين. وباركت المسيرات الشعبية التي نُظمت في صنعاء والمحافظات، أمس، استشهاد السنوار. وتعهد مئات الآلاف من اليمنيين الذين شاركوا في مسيرة حملت عنوان «مع غزة ولبنان… صف واحد كالبنيان»، نظمتها «لجنة نصرة الأقصى» في ميدان السبعين في العاصمة، بالاستمرار على نهج الشهيد في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل والإمكانات، والاستمرار في تأييد الإسناد العسكري اليمني ضد الكيان، مؤكدين في بيان صدر عن المسيرة وعشرات المسيرات الأخرى التي شملت 120 ميداناً وساحة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله»، أن «استشهاد السنوار في أعظم معركة، سيدفع المقاومة الفلسطينية وكل جبهات الإسناد المجاهدة إلى الانتقام والثأر له ولكل الشهداء».
وشدّد المشاركون في المسيرات على أن «طوفان الأقصى حي ولن يموت». وحيا البيان الشعب الفلسطيني ومقاومته على الصمود والثبات في وجه العدوان الإسرائيلي. ورفع المشاركون في الفعاليات صورة الشهيد الذي نعاه أيضاً المكتب السياسي لحركة «أنصار الله».
ونعى «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، كذلك، السنوار، قائلاً، في بيان، إن الأخير «قضى بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء في سبيل الدفاع عن فلسطين ومقدّساتها»، مضيفاً أن «الشهيد البطل رفع راية الجهاد ووقف بفاعلية وثبات في طليعة الشعب الفلسطيني المظلوم الصابر والمجاهدين في حركات المقاومة الفلسطينية، وشكّل جبهة صلبة وقوية في وجه العدوان الإجرامي الصهيوني حتى توّج أعماله وجهاده بالشهادة في سبيل الله». وجدد المجلس، وهو أعلى سلطة سياسية في صنعاء، تأكيد «موقف اليمن الثابت والمبدئي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، والاستمرار في مساندته بكل ما لدينا من إمكانات وبكل الوسائل حتى يتم إيقاف العدوان ورفع الحصار».
وكان الشهيد السنوار قد أثنى على دور جبهات الإسناد اليمنية والعراقية واللبنانية. وفي آخر رسالة وجهها إلى قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، منتصف الشهر الماضي، شكر السنوار الشعب اليمني على تضامنه الصادق، وبارك تدشين قوات صنعاء «المرحلة الخامسة» من مراحل التصعيد ضد الكيان، مشيداً بتمكّن الصواريخ اليمنية من الوصول إلى عمق كيان العدو، وتجاوزها كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، لتعيد وهج معركة «طوفان الأقصى» وتأثيرها إلى قلب تل أبيب من جديد. وأكد السنوار، في رسالته، أن «المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قلّ نظيره، ومعركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه». وأضاف «أنني في هذا الصدد أطمئنكم إلى أن المقاومة بخير، وأننا قد أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية، وأنّ تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق، سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرضنا بإذن الله».