اليمن يتمزق بين أنياب “الأشقاء” … بقلم/ أسعد العزوني
عندما كان اليمن سعيدا ،كان أبو العرب ،وعندما غاب العرب ،وحل مكانهم صهاينة العرب ،الذين عثر عليهم المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس،في صحراء التيه اليهودي ،وسلّمهم عروش إمارات وممالك الجزيرة ،مقابل تنفيذ ما ورد في وثيقة كامبل السرية ،وأهمها إقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية في فلسطين،بعد ذلك لم يعد اليمن سعيدا ،بل أغرقوه في التعاسة ،وباتت أنيابهم التي تقطر دما تمزق أوصال اليمن .
منذ ذاك وهم يفتكون بالشعب اليمني ،وينهبون آثاره وينقلونها إلى متاحفهم ،ليضللوا العالم بأن لهم حضارة ،كما انهم يقلعون شجر اليمن المعمر وينقلونه بحرا ليزرعونه في باحات قصورهم، ليقال أنهم ملتصقون بالتاريخ،تماما كما يفعل الصهاينة في فلسطين ،حيث ينهبون آثار فلسطين ويقتلعون شجر الزيتون المعمرفيها، ويزرعونه في مستدمراتهم ليقال أن وجودهم تاريخي هناك ،علما أن كبار علماء آثارهم وفي مقدمتهم فرانكشتاين،إعترفوا في بحوث علمية محكمة أنهم فشلوا منذ أكثر من مئة عام في العثور ولو على “شحفة”فخار تدل على وجودهم في القدس.
ما يجري في اليمن ليس بسبب وجود خلافات داخلية بين أهل اليمن ،مع أننا ندين هذه الخلافات وندعوا لحلها سلميا ونبذ التصارع الذي يغذيه الخارج بغض النظر عن هويته، فما يجري في اليمن مخطط له جيدا ومرسوم بدقة ،حتى لا تقوم لليمن قائمة ،وهذا المخطط كشف عنه الملك عبد العزيز بن سعود وهو على فراش الموت ،إذ طلب جميع أبنائه ،وقال لهم أن هدوءهم وإستقرارهم ليس بقوتهم ولا بكثرتهم ،بل بمواصلة إثارة الفتن في الإقليم والإستمرار في إشعال الحرائق ،وطلب منهم التركيز على اليمن والعراق،وهذا ما سار عليه الصهاينة ،إذ قال أول رئيس لعصابة مستدمرة الخزر في فلسطين بن غوريون عام 1956 في ذكرى تأسيس المستدمرة ،ان ما فعلوه ليس بقوتهم بل بضعف الآخر،وشدد على ان الهدف الرئيس أمامهم هو تدمير جيوش كل من العراق وسوريا ومصر ،وها هم شطبوا العراق ودمروا سوريا ،وتحالفوا مع السيسي على تدمير مصر والقضاء على جيشها.
اليمن السعيد لم يعد سعيدا بسبب “أشقائه “الأعداء الذين يعملون على تقاسمه في ما بينهم لإستغلال ثرواته ،والتنعم بها ،رغم أن الله منحهم الكثير ،لكن الحقد والجهل أعميا بصيراتهم قبل بصائرهم ،وهام يحرقون اليمن بحجة أن إيران وجدت لها موطيء قدم في اليمن من خلال الحوثي ،دون ان يدور بخلدهم ان الحوثي كان ضيفا مقيما مرحبا به ومعززا مكرما في قصور الرياض ،فما الذي تغير يا ترى؟
لقد دمروا اليمن بحجة إيران ،وهام هم يتحالفون مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ويفتحون عواصمهم لمسؤوليها سرا وعلانية ،بحجة إيران ،ولا أدري مالذي يريدون أكثر بعد أن شطبوا العراق ودمروا سوريا ودمروا اليمن وليبيا وها هم يعبثون في المحروسة مصر ويشترون أجزاء مهمة منها من السيسي ،وتبدو بصماتهم السوداء في السودان نافرة لإجباره على التطبيع مع مستدمرة الخزر،كما أنهم يتسللون لحرق تونس ،وقد فشلوا في تسعينيات القرن المنصرم في إحراق الجزائر.
آن الوان أن يقف العرب في وجوههم تاركين عنهم ذل الفتات الذي يقدمونه لهم ،مع انهم يقدمون مئات المليارات من الدولارات رشاو وخاوات لأعداء الأمة ،وبالأمس كان الصهاينة في أبو ظبي سرا ،وغدا نتوقع زيارة النتن ياهو للرياض علانية ،ومع ذلك يدعون انهم يريدون الخير للشعب اليمني.