اليمن وفلسطين.. بين العدو الداخلي والخارجي..بقلم/ عبدالله الحنبصي
Share
لقد بات من الواضح اليوم أمام الجميع، خطورة الدور الذي تقوم به بعض الأنظمة العميلة في وسط أمتنا الإسلامية من أجل خدمة المحتل والامبريالية الأمريكية الرامية الى تفتيت المنطقة والاستحواذ على خيراتها ومقدراتها. ومن ينكر أن ما يجري في اليمن من عدوان غاشم نفذته السعودية والإمارات منذ اكثر من ست سنوات بأنه جاء بغطاء وتحريض ومخطط أمريكي صهيوني ، فإنه لا يمكن أن ينكر بأي حال من الأحوال الدور الخطير والمشبوه للسعودية والإمارات في خدمه العدوان الإسرائيلي على غزة وباقي الاراضي الفلسطينية. وما إعلان المتحدث الرسمي بإسم الداخلية في قطاع غزة مساء الثلاثاء الماضي عن قيام قناة “العربية” السعودية التي يديرها مكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببث الشائعات المغرضة بحق شعبنا الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الا واحدة من مئات الشواهد التي تثبت تورط السعودية ومن قبلها الإمارات في بيع القضية الفلسطينية والعمل لصالح العدو الإسرائيلي وللأجندة الأمريكية الرامية الى تقسيم الشرق الأوسط. حتى وأن حاولت السعودية أن تظهر في بعض الأحيان تعاطيها لصالح القضية الفلسطينية عبر بياناتها المنددة بالعدوان الإسرائيلي، الا أنها لا تستطيع أبداً أن تخفي عدم رغبتها في الضغط على المجتمع الدولي او تسخير علاقتها المتينة وتماهيها مع الإدارة الأمريكية من أجل الفلسطينيين، فقد سبق للنظام السعودي وأن اثبت قدرته على شراء الولاءات في الأمم المتحدة وداخل مجلس الأمن عندما هدد بقطع تمويله عنهم في حال استمر ادراجه ضمن القائمة السوداء في قتل الاطفال في اليمن. ومن خلال حربها على اليمن تكشف للجميع قدرة النظام السعودي وكذا الإماراتي على التحكم بالإعلام الأجنبي وكذا بالمنظمات الحقوقية وتسخيرها لصالحهما، بينما ترفض السعودية والإمارات تسخير هذه القدرة في الدفع بالإعلام الغربي ومنظماته الدولية التي يدعمونها بملايين الدولارات سنويا من اجل القضية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان وقمع وحشي. كنا نتمنى من السعودية التي اعلنت حربها على اليمن من واشنطن، أن تعلن من واشنطن ايضا وقوفها مع الشعب الفلسطيني، ولكن كيف لها ذلك وهي تعتبر حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية منظمات إرهابية بل وتحتجز الكثير من عناصر حركة حماس وترفض مبادلتهم وفق المبادرة التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي “حفظه الله” . كما كنا نتمنى من النظامين السعودي والاماراتي، على أقل القليل، أن يوجها عشرات القنوات التي يدعمونها من أجل نشر الفتنة والطائفية والانحلال الاخلاقي ولو لفترة محدودة لتغطية الأحداث الجارية في فلسطين وفضح جرائم العدوان الاسرائيلي على غزة خاصة وفلسطين عامة. إننا في اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وليبيا وايران نقف اليوم أمام نوعين من الأعداء أولهما عدو مباشر يتمثل في النظام الأمريكي وابنته المدللة اسرائيل والنوع الثاني من الاعداء هو العدو الداخلي الذي ينهش في خاصرة الأمة الاسلامية والمتمثل بالنظام السعودي والإماراتي اللذان لا يقلان خطورة عن العدو الصهيوأمريكي. ومهما طال الوقت او قصر فلا بد للشعوب الأمة أن تجهز رصاصة لمواجهة للعدو الخارجي وتسع رصاصات لمواجهة العدو الداخلي كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.