اليمن وغزة.. القصف بذات الطائرة.!
الحقيقة / عاصم السادة
يبرز حجم الخذلان العربي للقضية الفلسطينية في صمتهم المريب والمعيب تجاه ما يحدث لفلسطين وشعبها خاصة غزة التي تقصفها طائرات F16 الاسرائيلية بأكثر من 50 غارة امس الاول حيث سقط على اثرها عشرات الشهداء والجرحى.
لم يكترث العالم لما يمارسه الكيان الاسرائيلي المحتل من اساليب اجرامية بحق شعب عربي على مدى 60 عاما من القتل والتدمير واحتلال جائر ليس لهم حقاً تاريخياً ولا الهياً في ارض فلسطين سوى ادعاءات باطلة بغرض الاستيطان وزرع بذرة خبيثة في الجسد الوطن العربي لتنفيذ مخططات مشبوهة لإثارة الفوضى والنزاعات الطائفية بين العرب لإضعافهم حتى يتسنى لإسرائيل التموضع والتوسع في فلسطين المحتلة واغواء العرب ببعضهم ونسيان قضيتهم الاساسية فلسطين .
كنا نسمع عن بيانات استنكارية وادانات ورقية يصدرها حُكامنا العرب والعالم ضد ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من جرائم ابادة للفلسطينيين، وانتهاك صارخ لكل الاعراف والقوانين الدولية وحقوق الانسان، غير ان تلك البيانات اليوم لم يعد لها وجود وتلاشت رغم انها لا تقدم ولا تؤخر لكنها كانت اسقاط للواجب امام العالم فحسب.!
فلسطين، واليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، جروح تنزف من على الجسد العربي بأموال ومباركة عربية، ودعم غربي، ومع ذلك يدعي هؤلاء العروبية والقومية في حين ان الاخيرتين منهما براء كبراءة الذئب من دم يوسف.
اليوم الطائرات التي تقصف بها غزة هي نفسها التي تُقصف بها اليمن فأهدافها واحدية لا تختلف في قتل همم المقاومة ضد المحتلين والمستكبرين الطغاة الذين يريدون كسر شوكة الاستقلال والحرية والاستبداد واخضاعها لتبعية والعبودية “التلمودية”، وهذا ما لا يمكن لو استدعى الامر تقديم الكثير في سبيل كرامة وعزة الاوطان التي لا تقبل الهوان والاذلال.
لا تختلف الاساليب الوحشية التي تنتهجها وتمارسها اسرائيل تجاه الفلسطينيين منذ نصف قرن وعقد من الزمن بما يفعله ما يُسمى “التحالف العربي” خلال عام ونصف من الحرب تجاه اليمن من قتل وتشريد وتدمير ممنهج لكل شيء وهذا ما يدلل على ان المسألة لا تتعلق بشرعية ولا بتهديد قومي للمصالح العربية بقدر ما هو حقد دفين توارثه نظام الحكم حتى اتى الوقت المناسب له لإخراج ضغائنه المكبوتة فلم يدع شيء الا ودمروه وطالته طائراته حتى الجسور التي ليس لها علاقة بمسببات الحرب ولا تهدد الامن القومي اصلاً.!
غزة المقاومة، تحتاج اليوم الى مثل هكذا “تحالف عربي” لدحر وردع المحتل الاسرائيلي من همجيته العدوانية السافرة والمتغطرسة الذي بالفعل يشكل تهديداً خطيراً للوطن العربي وامنه القومي، ويسعى الى تدمير الهوية العربية والحضارية ، فهل تفعلها دول التحالف وتوقف العدوان الاسرائيلي على عزة هذه المرة لتثبت للجميع انهم حريصين على العالم العربي وان تحالفهم هذا جاء على اساس حماية الاوطان من دنس البغاة والمحتلين.؟!
الكيان الاسرائيلي “المدلل” امريكيا لا يأبه لاحد رغم محدودية تموضعه على الارض العربية لان من يسنده في المحافل الدولية يمتلك خيوط اللعبة ويتحكم بها ولا تستطيع الانظمة العربية انتزاع خيط واحد وتلعب به لصالحها.!
ثمة دول عربية تتلذذ لما يحدث لغزة لدواع سياسية كون من يقاوم فيها حركة حماس مع ان الامر في هكذا حرب يجب ان يتجاوز هؤلاء العقدة السادية وينظروا الى من ينتمون هؤلاء وما هي الروابط العميقة التي تجمعهم بهم، ففي الاخير هم عرب مسلمين يعنينا امرهم وكذلك العكس.
على كل حال ما يحدث لليمن لا يقل شأناً عنما يحدث لفلسطين لاسيما غزة من قصف بالطائرات ومحاولة لاحتلال اراضيه، وتركيعهم، وقمعهم؛ فالقضية واحدة والهدف ذاته لا يختلف عنما يراد لليمن او فلسطين.