اليمن والعدوان الأميركي.. مواقف وتصعيد في ظل المعادلة الإقليمية
في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر، شدد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، على أن “العدوان الأميركي على اليمن، والذي يأتي نصرة لجرائم العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، هو عدوان فاشل وسيبوء أصحابه بالخيبة”، مشيراً إلى أن الغارات الأميركية لم تحقق سوى استهداف الأعيان المدنية وسقوط ضحايا من الأطفال والنساء.
هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي واستمرار العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف المصالح الصهيونية وحلفاءها في المنطقة.
دعم غير مشروط لفلسطين
وأعرب الرئيس المشاط عن تضامن اليمن الكامل مع الفلسطينيين، معتبراً أن الحزن يخيّم على احتفالات عيد الفطر بسبب المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ومع ذلك، شدد على أن الشعب اليمني لم يتخلَّ عن القضية الفلسطينية، بل عبّر عن موقفه عمليًا من خلال العمليات العسكرية التي تستهدف حركة الملاحة “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وخليج عدن.
التصعيد العسكري ورسائل الردع
من خلال تصريحاته، أوضح المشاط أن القوات اليمنية مستمرة في عملياتها ضد التحالف “الأميركي – الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن قواته في اشتباك “نوعي ومؤثر” مع حاملات الطائرات والبوارج التي تشارك في العدوان على اليمن.
كما أكد أن الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء أفشلت العديد من مخططات التحالف، وأن العمليات العسكرية ستظل مستمرة حتى تحقيق النصر.
التداعيات الإقليمية والدولية
إن التصعيد العسكري بين صنعاء وواشنطن يعكس أبعادًا أوسع للصراع في المنطقة، حيث تتحول اليمن إلى طرف فاعل في مواجهة المحور “الأميركي – الإسرائيلي”.
وفي هذا السياق، يشير الرئيس مهدي المشاط إلى أن العدوان لن يؤدي إلا إلى تعزيز القدرات العسكرية اليمنية، ما يعكس ثقة صنعاء بقدرتها على الصمود والتكيّف مع الضغوط الدولية.
رسائل سياسية وعسكرية
وعلى ما يبدو، أن تصريحات الرئيس مهدي المشاط تحمل رسائل مزدوجة: فمن جهة، تؤكد التزام صنعاء بدعم فلسطين كجزء من سياستها الخارجية، ومن جهة أخرى، تسعى إلى تعزيز الردع ضد الولايات المتحدة وحلفائها، عبر إظهار الجاهزية القتالية والتطور المستمر في القدرات العسكرية.
معركة النفس الطويل
مع استمرار التصعيد، يبدو أن اليمن بات رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، خاصة مع نجاحه في فرض معادلة ردع جديدة ضد كيان الاحتلال وحلفائه.
ومع ذلك، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى قدرة المجتمع الدولي على إيجاد مخرج سياسي للصراع، أم أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد في الأشهر المقبلة؟
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية