اليمن والبحر الأحمر: جبهة متصاعدة في حرب غزة ..البحرية الأميركية معرضة للخطر وانسحاب “ترومان”بات وشيكا دون أن تحقق أياً من أهدافها

– القوات المسلحة اليمنية شنت هجومًا مكثفًا على حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” ومجموعتها القتالية في البحر الأحمر.
– القوات اليمنية استهدفت مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية، بما في ذلك المدمرات “يو إس إس ستاوت”، “يو إس إس دونهام”، “يو إس إس سوليفان”، وطراد الصواريخ “يو إس إس جيتيسبيرج”.
– القوات اليمنية شنت خمس هجمات متتالية على الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر منذ بدء الغارات الأمريكية على اليمن.
– البحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة استراتيجية، واليمن لم يعد طرفًا هامشيًا بل جبهة رئيسية في الصراع الإقليمي.
– قائد بحري أمريكي سابق لمنصة GreatReporter: “الاشتباكات في البحر الأحمر هي الأشد التي تواجهها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”.
– البحرية الأمريكية تعاني من اختلال استراتيجي في البحر الأحمر وغير قادرة على مواجهة استنزاف الذخائر

قال موقع greatreporter  والمختص ينشر أعمال المراسلين والمصورين المحترفين في جميع أنحاء العالم إن القوات المسلحة اليمنية أصبحت جبهة رئيسية في المواجهة الإقليمية، مع تصاعد عملياتها في البحر الأحمر ردًا على استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة، وهو ما كشفه تقرير صادم للصحفي والباحث جون إلمر.
وفي حديثه عبر الانتفاضة الإلكترونية ربط الباحث جون إلمر بين تصاعد الهجمات اليمنيث وتجدد الحصار الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن أنصار الله في اليمن كانوا قد التزموا بوقف إطلاق النار، حيث أفرجوا عن طاقم السفينة الإسرائيلية التي استولوا عليها، وعلقوا عملياتهم في البحر الأحمر. لكن هذا الوضع تغير بعد أن أعادت إسرائيل حصار غزة في الأول من مارس/آذار، حيث منحت القوات اليمنية مهلة للتحذير قبل أن تستأنف منع السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر.
وبحسب التقرير، شنت الولايات المتحدة حملة قصف جوي على اليمن استمرت لأكثر من أسبوع، مما دفع القوات المسلحة اليمنية إلى الرد بإطلاق 18 صاروخًا باليستيًا وصاروخ كروز، إضافة إلى طائرات مسيرة هجومية، استهدفت مجموعة حاملة الطائرات هاري إس. ترومان في البحر الأحمر، ما أدى إلى اشتباكات استمرت لساعات.
وكشف إلمر أن حاملة الطائرات الأمريكية اضطرت للتراجع أكثر من 1300 كيلومتر شمال البحر الأحمر، في انسحاب وصف بأنه الأكبر منذ بدء العمليات العسكرية. وضمت مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية المستهدفة يو إس إس هاري إس. ترومان (حاملة الطائرات)، يو إس إس ستاوت (مدمرة)، يو إس إس دونهام (مدمرة)، يو إس إس سوليفان (مدمرة)، ويو إس إس جيتيسبيرج (طراد صواريخ موجهة). وأشار التقرير إلى أن الطراد جيتيسبيرج كان قد أسقط طائرة مسيرة يمنية في وقت سابق، بينما تعرض الأسطول الأمريكي للهجمات لخمسة أيام متتالية. ونقل إلمر عن قائد بحري أمريكي كبير قوله إن البحرية الأمريكية شهدت “أشد المعارك البحرية منذ الحرب العالمية الثانية”،
وأكد إلمر على أن الولايات المتحدة تجد نفسها في مواجهة غير متكافئة من حيث التكلفة، حيث تدافع عن نفسها ضد طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تكلف بضعة آلاف من الدولارات، في حين تستخدم واشنطن صواريخ اعتراضية تتراوح كلفتها بين مليون وأربعة ملايين دولار لكل صاروخ. وتشمل الأسلحة التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها صواريخ SM-6 (4 ملايين دولار لكل صاروخ)، صواريخ باتريوت (4 ملايين دولار لكل صاروخ)، صواريخ توماهوك (2 مليون دولار لكل صاروخ)، وصواريخ أستر-30 الأوروبية (1.2 إلى 2 مليون دولار لكل صاروخ). وأشار التقرير إلى أن إجمالي ما أنفقته الولايات المتحدة على الذخائر وحدها في هذه المواجهة يتراوح بين 1.5 و2 مليار دولار، وهو رقم لا يشمل التكاليف اللوجستية والعملياتية، مما يعني أن التكلفة الحقيقية “على الأرجح أعلى بكثير”.
وأضاف التقرير تحليلًا للمحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لاري جونسون، الذي حذر من أن البحرية الأمريكية باتت في وضع خطير في البحر الأحمر، حيث تواجه خصما ذكيا من الناحية الاقتصادية وذو قدرة تكتيكية عالية وأوضح جونسون أن كل مدمرة أمريكية في المنطقة تحمل حوالي 96 صاروخًا فقط ضمن أنظمة الإطلاق العمودي (VLS)، وعند استهلاكها، يجب على السفينة مغادرة المعركة والعودة إلى الميناء لإعادة التزود، إذ لا يمكن إعادة تحميل هذه الذخائر في البحر.
وقال جونسون: “إذا أطلق الحوثيون 20 طائرة مسيرة أو صاروخا يوميا، وكان على البحرية الأمريكية إطلاق صاروخين إلى ثلاثة لاعتراض كل تهديد، فهذا يعني أنها ستستهلك 60 إلى 80 صاروخا يوميا – أي أنها ستفرغ مخزونها بالكامل في وقت قياسي”. وكشف جونسون أن الإنتاج الأمريكي من هذه الصواريخ محدود للغاية، حيث كان هناك 660 صاروخًا فقط من طراز VLS قيد الإنتاج حتى عام 2018، ما يجعل من المستحيل على البحرية الأمريكية الاستمرار بمعدلات الإطلاق الحالية. وأضاف: “الأمر أشبه بأن تمتلك مسدسًا بلا ذخيرة.. ما فائدته؟ هذا وضع كارثي”. وأشار إلى أن كل المؤشرات تدل على انسحاب وشيك لحاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس. ترومان” من البحر الأحمر، دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة.
وفي سياق قانوني، قال الخبير في حقوق الإنسان والمدير السابق في الأمم المتحدة كريج مخيبر إن الحصار الذي تفرضه القوات اليمنية على السفن الإسرائيلية هو “تدخل إنساني مشروع” يهدف إلى منع الإبادة الجماعية في غزة، وليس عملا عدوانيا.
وختم إلمر تقريره بالقول إن البحر الأحمر لم يعد مجرد ساحة مواجهة بحرية، بل أصبح “جبهة رمزية واستراتيجية في الصراع العالمي على العدالة والسيادة والمساءلة”. وأضاف: “اليمن لم يعد مجرد حدث جانبي في هذه الحرب، بل أصبح ساحة رئيسية في النضال من أجل غزة، واختبارًا حقيقيًا للمقاومة العالمية ضد الاستعمار والإفلات من العقاب”.

 

اليمن والبحر الأحمر: جبهة متصاعدة في حرب غزة

في اليوم 531 من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، قدّم الصحفي والباحث جون إلمر تقريرًا صادمًا عن المقاومة، تناول فيه تزايد تورط القوات المسلحة اليمنية والصراع الاستراتيجي الدائر في البحر الأحمر. وفي حديثه عبر البث المباشر لـ”الانتفاضة الإلكترونية” ، ربط إلمر بين تجدد حصار إسرائيل لغزة وتصاعد المقاومة الإقليمية، لا سيما من اليمن.

انضم لاري جونسون ، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمسؤول المخضرم في مكافحة الإرهاب، إلى هذا التحليل، وقدم تقييمًا حاسمًا للرد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر. وفي مقابلة منفصلة، ​​كشف جونسون عن نقاط الضعف التكتيكية واللوجستية التي تواجه البحرية الأمريكية، وحذّر من العواقب الأوسع للتصعيد الأمريكي ضد اليمن، وربما إيران.

ترسم رؤى إلمر وجونسون مجتمعةً صورةً مُقنعةً لحربٍ إقليميةٍ تتوسع بسرعة، حربٌ برز فيها اليمن كجبهةٍ مركزية، لا طرفٍ هامشي. وتُبرز شهادتهما كيف أشعلت حرب غزة المنطقةَ بأسرها، حيث أصبح البحر الأحمر الآن نقطةَ اشتعالٍ استراتيجيةٍ ورمزيةٍ في المواجهة العالمية مع الاستعمار والإفلات من العقاب.

اليمن يستأنف المقاومة مع تجديد إسرائيل الحصار

أوضح إلمر أن “أنصار الله في اليمن… التزموا بوقف إطلاق النار”، في إشارة إلى الحكومة الفعلية التي يقودها الحوثيون. “أفرجوا فورًا عن طاقم السفينة الإسرائيلية التي استولوا عليها، وأوقفوا هجماتهم في البحر الأحمر”.

لكن هذا الضبط انتهى عندما استأنفت إسرائيل حصارها لغزة في الأول من مارس/آذار. وقال إلمر: “أعطت جماعة أنصار الله فترة زمنية، وأصدرت تحذيراً، ثم قالت إنها ستستأنف منع السفن التي تخدم الموانئ الإسرائيلية والسفن المملوكة لإسرائيل والتي تمر عبر البحر الأحمر – السفن الإسرائيلية فقط”.

الرد الأمريكي: مواجهة بمليارات الدولارات

ردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة حملة قصف جوي على اليمن، دخلت أسبوعها الثاني. ووفقًا لإلمر، ردّت اليمن بـ 18 صاروخًا باليستيًا وصاروخًا كروز، بالإضافة إلى طائرات مُسيّرة، استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان وأسطولها المرافق في البحر الأحمر.

أفادت القوات المسلحة اليمنية بأن الاشتباك استمر لساعات طويلة. وأفادت التقارير بأن حاملة الطائرات الأمريكية تراجعت مسافة تزيد عن 1300 كيلومتر شمال البحر الأحمر بعد اشتباكها مع قواتها، وفقًا لما ذكره إلمر.

تشمل مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية التي تم استهدافها بالكامل ما يلي:

يو إس إس هاري إس ترومان (حاملة الطائرات)
يو إس إس ستاوت (مدمرة)
يو إس إس دونهام (مدمرة)
يو إس إس سوليفان (مدمرة)
يو إس إس جيتيسبيرج (طراد صواريخ موجهة)
وأشار إلمر إلى أن السفينة الحربية الأميركية جيتيسبيرج أسقطت في وقت سابق طائرتها بدون طيار، وأن الأسطول كان مستهدفا لمدة خمسة أيام متتالية منذ بدء حملة القصف.

ونُقل عن قائد بحري أمريكي كبير قوله:

“من 19 أكتوبر 2023 إلى 19 يناير 2024 – شهدت البحرية أشد المعارك البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.”

ووصف اشتباك السفينة الحربية الأميركية كارني في 19 أكتوبر/تشرين الأول بأنه “أشد عمل قتالي مكثف تشنه سفينة حربية أميركية منذ الحرب العالمية الثانية”.

العبث الاقتصادي: صاروخ لطائرة بدون طيار

“تدافع الولايات المتحدة عن نفسها ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تكلف ما يعادل ثمن سيارة عائلية، وذلك باستخدام صواريخ اعتراضية تتراوح تكلفتها بين مليون وأربعة ملايين دولار لكل منها.”

وتشمل الأسلحة المستخدمة ما يلي:

صواريخ SM-6 الاعتراضية : 4 ملايين دولار لكل منها
صواريخ باتريوت : 4 ملايين دولار لكل منها
صواريخ توماهوك : 2 مليون دولار لكل منها
صواريخ أستر-30 الاعتراضية (من الحلفاء الأوروبيين): 1.2 إلى 2 مليون دولار لكل منها
يتراوح إجمالي ما أنفقته الولايات المتحدة على الذخائر وحدها بين 1.5 و2 مليار دولار ، وهو رقم لا يشمل تكاليف اللوجستيات والوقود والصيانة والنشر. وأكد إلمر أن التكلفة الحقيقية “على الأرجح أعلى بكثير”.

جونسون: البحرية الأميركية معرضة للخطر في البحر الأحمر

يضيف تحليل لاري جونسون عمقًا بالغ الأهمية لهذه الصورة. فهو يُحذّر من أن البحرية الأمريكية مُعرّضة للخطر في البحر الأحمر، إذ تعمل بقدرات دفاعية محدودة في مواجهة خصمٍ عنيدٍ وذكي اقتصاديًا.

كل مدمرة أو طراد أمريكي في المنطقة مُجهّز بأنظمة إطلاق عمودي (VLS) ، التي تنشر صواريخ اعتراضية. لكن كل سفينة تحمل حوالي 96 خلية فقط من نظام الإطلاق العمودي ، وبمجرد إطلاقها، يجب على السفينة العودة إلى الميناء لإعادة التحميل. لا يُمكن إعادة تزويد هذه الذخائر في البحر.

وأوضح جونسون: “إذا أطلق الحوثيون 20 طائرة بدون طيار أو صاروخًا يوميًا، وأطلقت البحرية صاروخين أو ثلاثة صواريخ اعتراضية لكل تهديد، فهذا يعني أن 60 إلى 80 صاروخًا اعتراضيًا قد اختفت – أي كل إمدادات المدمرة تقريبًا”.

ومما يزيد المشكلة تعقيدًا محدودية مخزونات الولايات المتحدة من هذه الصواريخ. فحتى عام ٢٠١٨، أشار جونسون إلى أن ٦٦٠ صاروخًا فقط من طراز VLS قيد الإنتاج، وهو عدد صغير جدًا لا يكفي لدعم عمليات طويلة الأمد بمعدلات الإطلاق الحالية. في المقابل، يُطلق الحوثيون طائرات مُسيّرة بقيمة ٥٠٠٠ دولار ، مما يُجبر الولايات المتحدة على الرد بصواريخ اعتراضية بقيمة تتراوح بين مليوني و٤ ملايين دولار ، مما يُسبب ما يُسميه جونسون اختلالًا في توازن التكاليف غير قابل للاستدامة .

“كأنك تحمل مسدسًا بلا ذخيرة. ما فائدته؟” سأل جونسون. “هذا كارثي.”

ويتوقع انسحابا وشيكاً لمجموعة حاملة الطائرات الأميركية هاري إس ترومان من البحر الأحمر، دون أن تحقق أياً من أهدافها.

وختم قائلاً: “لن يهزموا الحوثيين في اليمن. لن يفعلوا ذلك”.

اليمن يتصاعد مع احتراق غزة

في أعقاب تجدد الحصار الإسرائيلي على غزة، كثّفت اليمن دعمها المباشر لفلسطين. وأفاد إلمر أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت صواريخ باليستية من طراز فلسطين-2 استهدفت البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك غارة على مطار بن غوريون ، مما أدى إلى إطلاق إنذارات استنفار في وسط إسرائيل وإجبار مليوني شخص على اللجوء إلى الملاجئ.

وقال إلمر، نقلاً عن الجيش اليمني: “هذا هو اليوم الخامس على التوالي من الهجمات اليمنية على إسرائيل”،

“دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم رداً على المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة”.

القانون الدولي والمقاومة

قدّم الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان، كريج مخيبر ، المدير السابق للأمم المتحدة، إطارًا قانونيًا وأخلاقيًا لفهم تصرفات اليمن. وأوضح أن حصار اليمن يُشكّل تدخلًا إنسانيًا مشروعًا ، وليس عملاً عدوانيًا.

قال مخيبر: “إنهم من القوى القليلة في العالم التي تسعى جاهدةً لوقف الإبادة الجماعية في غزة. حصارهم لا يستهدف سوى البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية. توقفوا خلال وقف إطلاق النار، ولم يُستأنفوا إلا عندما استأنفت إسرائيل حصارها”.

في المقابل، وصف مخيبر حملة القصف الأميركية بأنها “جريمة عدوان” – وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي ومصممة للحفاظ على الإفلات من العقاب في حرب إسرائيل على غزة.

نقطة اشتعال رمزية واستراتيجية

هذه المواجهة المتنامية في البحر الأحمر ليست عسكرية فحسب، بل سياسية وقانونية ورمزية. لقد أصبحت المنطقة جبهةً في صراع أوسع نطاقًا على العدالة والسيادة والمساءلة.

يُسلّط تقرير المقاومة لجون إلمر ونقد لاري جونسون العسكري الضوء على القصة نفسها: لم تعد الجبهة اليمنية مجرد حدث جانبي ، بل أصبحت مسرحًا رئيسيًا في حرب غزة، واختبارًا محوريًا للمقاومة العالمية للإفلات من العقاب المدعوم أمريكيًا.

واختتم إلمر حديثه قائلاً: “لقد عادت الحرب. ولم تعد الجبهة اليمنية مجرد حدث جانبي، بل أصبحت مسرحًا رئيسيًا في النضال من أجل غزة وتحقيق العدالة العالمية”.

قد يعجبك ايضا