اليمن :هكذا حول تحالف العدوان ميناء المخا إلى قاعدة عسكرية متقدمة ..تحقيق
منذ مطلع العام 2015م برزت بوضوح مطامع التحالف في السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كأحد أبرز الأهداف للتحالف، والتي تتفق مع الرغبة الإسرائيلية القديمة في إحكام السيطرة على المضيق الحيوي الذي يعد واحدا من أهم الممرات للتجارة العالمية.
ولتنفيذ هذه المطامع بدأ التحالف تحركات عسكرية للسيطرة على أهم المواقع المشرفة على مضيق باب المندب مثل جزيرة ميون التي كشفت صور لأقمار صناعية إنشاء الإمارات قاعدة عسكرية وأبراج مراقبة لقواتها في الجزيرة، ونقل قوات ومعدات عسكرية من جزيرة عصب الإريترية إلى الجزيرة اليمنية.
غير أن جزيرة ميون لم تكن هي الوحيدة التي تحولت إلى قاعدة عسكرية متقدمة للتحالف، فمينا المخا هو الآخر، حولته الإمارات من ميناء تجاري إلى قاعدة عسكرية، وهو ما كشف عنه تحقيق نشرته منصة إيكاد.
بحسب إيكاد بدأت تحركات عسكرية إماراتية إسرائيلية في ميناء المخا في العام 2020م حيث تم رصد عمليات ردم وبناء استمرت لأشهر في محيط الميناء، وقد ظل الحديث عن هذه العمليات غير مؤكد وفقا لإيكاد، إلى أن نشر الناشط الهولندي فيكاي المهتم بمصادر الاستخبارات المفتوحة تغريدة في سبتمبر 2021 أرفقها بصور ضعيفة الجودة تظهر ما بدا أنه ملامح مدرج طائرات، وهو ما مثل بداية الخيط لتتبع النشاط العسكري في الميناء اليمني.
تقول إيكاد التي نفذت تحقيقا استقصائيا حول الأمر إنه إنه مع مع مراقبة الميناء لأشهر طويلة لاحظ فريق التحقيقات مباني عديدة شيدت واستعملت كمخازن للذخيرة والسلاح وتطورات عدة طرأت على الميناء كان أخرها مدرجا عسكريا طويلا، وهو ما أكدته الصور التي عرضها التحقيق والتي تعود إلى مطلع يناير كانون الثاني 2022م، وهي أول أول صور شديدة الوضوح تعرض إعلاميا تظهر كيف اكتملت معالم المدرج العسكري الممتد على طول 2.4كم.
وفقا للتحقيق تكشف صور الأقمار الصناعية التي تم الحصول عليها من موقع بلانت ربط المدرج بطريقين رئيسيين يصل أحدهما لمدخل الميناء والأخر يتصل بلسان الميناء البحري حيث تستقبل البضائع والعتاد العسكري المحمل على متن السفن الإماراتية ونلاحظ رأسين في أول وأخر المدرج صمما لاستقبال الطائرات المروحية وتكشف الصور توسعة كبيرة في الميناء أنشئت شمال المدرج الجديد يرجح استخدامها في تخزين حاويات الشحن الكبيرة.
ولأنها لم تكن إنشاءات عادية وإنما إنشاءات عسكرية ضخمة، فقد استغرق العمل أشهرا طويلة بحسب صور أخرى عرضها التحقيق ومصدرها سينتل هوب، ففي مارس 2019م بدأت الإمارات ردم مسار المدرج الترابي ووصل طول الجزء المعبد منه إلى 1.54كم وقد استمرت لمدة تقارب 6 أشهر، ورغم توقفها لعام ونصف إلا أنها عادت في مارس أذار عام 2021 بوتيرة متسارعة إلى حين اكتمال المدرج في نوفمبر تشرين الثاني 2021.
حشد عسكري ضخم
يكشف التحقيق أنه بالتوازي مع أعمال الإنشاء شهد الميناء حركة كثيفة لسفن الانزال والدعم البحري التي تحمل العلم الاماراتي حركة توقفت تماما تزامنا مع قرب موعد انتهاء المدرج العسكري ما يعني انها كانت تستعمل لنقل مستلزمات البناء والفرق المتخصصة، وقد كان من اللافت أن من بين 7 سفن إماراتية ترددت على الميناء سفينة تدعى تكريم، التي استخدمتها الإمارات في بناء القاعدة العسكرية المشتركة مع إسرائيل في جزيرة عبد الكوري في نوفمبر 2021.
وبالتزامن مع الإنشاءات العسكرية استقبل الميناء ما وصفه التحقيق بحشد عسكري ضخم من بينه ما تظهره مقاطع مصورة نشرت أواخر عام 2019 لاستقبال ميناء المخا دفعة من الجنود القادمين من القاعدة العسكرية الإماراتية عصب في إريتريا بعد تلقيهم التدريبات هناك محملين على متن سفينة بي استار ون إلى جانب معدات عسكرية من ضمنها مدرعات من طراز ماكس برو أم أر إي بي والتي شوهدت لاحقا مع القوات الانتقالية الجنوبية المدعومة إماراتيا وهو ما يعني تحول الميناء إلى نقطة إمداد عسكري إماراتية.
ممنوع الاقتراب من الميناء
تمنع الإمارات سكان المخا من الاقتراب من الميناء أو محيطه، وهي سياسة اعتمدتها لإحاطة أنشطتها التوسعية في المواقع الاستراتيجية اليمنية، بالسرية، ففي وقت سابق اشتكى سكان جزيرة حنيش اليمنية الخاضعة لسيطرة الإمارات من قيام أبو ظبي بأعمال تغيير ديمغرافية في الجزيرة وتهجير للسكان الأصليين.