اليمن: مفاوضات لتمديد الهدنة على وقع تحشيد عسكري سعودي-أميركي!
بعد تأخر دام لأكثر من 21 يوماً، وصلت إلى مطار صنعاء الدولي، يوم الإثنين الفائت، أول رحلة تجارية منذ بدء الهدنة الإنسانية والعسكرية التي لم يتبقَّ من أيامها سوى 15 يوماً، بعد ضغوطات تجاوزت الحد الإقليمي إلى الدولي، بهدف تمديد الهدنة، والتي بات من الواضح ان السعودية استغلتها لإعادة ترتيب أوراقها ولم شمل أدواتها وترتيب التموضع العسكري لميليشياتها داخل اليمن.
سلطنة عمان بدورها، قدمت اقتراحاً يقضي بتمديد الهدنة لـ6 أشهر، خلال المشاورات التي تعقد بشكل مستمر بعيداً عن التصريحات الإعلامية، والتي تدرس بشكل أولي التسهيلات اللازمة لتنفيذ كل بنود الهدنة التي كان يفترض تطبيقها منذ اليوم الأول لدخولها حيز التنفيذ، أي في 2 نيسان/ أبريل الماضي.
بالمقابل، فالرياض تتابع تجهيزاتها العسكرية على الأرض، -وهو الهدف الأول الذي دخلت لأجله الهدنة-، حيث وردت معلومات عن وصول طارق صالح وقواته إلى المخا للانضواء في صفوف “العمالقة” وفق خطة عسكرية تهدف إلى تفكيك ما يسمى “القوات الجنوبية”. في حين وصف جنوبيون صالح بأنه “الخطر القادم إلى الجنوب، ومجيئه إلى عدن لم يكن من قبيل الصدفة بل بهدف تنفيذ المشروع الذي يقضي بالسيطرة على مضيق باب المندب”.
من جهة أخرى، وفي ظل الصراع الذي تقوده الولايات المتحدة لفرض هيمنتها على السواحل اليمنية المطلة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، رصد توجه أميركي لاستخدام التكنولوجيا الجديدة للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وذلك عبر دمج التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية، ومنها الطيران المسيّر “الدرونز” مؤكدة ان مساعي السيطرة الأميركية على البحر الأحمر وباب المندب دخلت حيز التنفيذ.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير لها بعنوان “واشنطن تعتزم الاعتماد على “الدرون” لتأمين الممرات المائية بما فيها باب المندب وخليج عدن”، إن نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية وهو جزء من الأسطول الخامس الأميركي، قدم إيجازاً هذا الأسبوع حول الدافع وراء التكنولوجيا الجديدة، كما سلط الضوء على أهمية وحدة القوات البحرية المشتركة التي تضم شركاء في جميع أنحاء المنطقة، مضيفة أن كوبر لم يسلط الضوء على الدور الإسرائيلي المحتمل المتزايد في هذه العلاقات مع القوات البحرية للقيادة المركزية، الأمر الذي يثير يعض التساؤلات حول كيف يمكن لإسرائيل ان تدخل في هذا المسعى في المستقبل.
وبحسب الصحيفة فقد حملت تعليقات كوبر في الإيجاز الذي قدمه، إشارات إلى مرحلة جديدة، من استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار والسفن غير المأهولة، حيث قال “بينما نتطلع إلى المستقبل، فقد وضعنا هدفاً كبيراً، وهذا الهدف هو جعل 100 من هذه السفن السطحية غير المأهولة المتقدمة في أساطيل بحرية عبر مياه الشرق الأوسط، والعمل في تعاون وثيق مع شركائنا الإقليميين بحلول صيف 2023. وسلط الضوء على الجمع بين الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يساعد ذلك في رسم خريطة للمياه الشاسعة التي يجب أن تظل تحت المراقبة.
وخلال الأشهر الماضية من العام الجاري بدأت واشنطن في تكثيف خطواتها العملية للسيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، حيث بدأت منذ شهر مارس الماضي، تحركات ولقاءات للقيادات العسكرية الأميركية الغربية الخليجية الإسرائيلية، كلقاءات رسمية مباشرة، ولقاءات على هوامش فعاليات أمنية جرت في الامارات والرياض والدوحة، كان من أهمها “قمة النقب”.