اليمن في “عصر الإمام زيد” يلهم أحرار العالم
في الخامس والعشرين من محرم يحي اليمنيون ذكرى شهادة الامام زين بن علي عليهما السلام ، مئات الاف في عموم المناطق يخرجون الى الشوارع والساحات يجددون الولاء لهذا الامام العظيم الذين يمضي بنهجه الملايين في العالم الإسلامي وخصوصا في اليمن .
على امتداد التاريخ وجغرافيا العالم ثورات الشعوب المستضعفة في حقيقتها وان لم تفقه ذلك تستمد أسس خروجها من مبادئ الامام زيد الذي افتى بوجوب الخروج على الحكام الطغاة مهما كانت إمكانيات الشعوب ضئيلة في مواجهتهم ويشترط لنجاحها ان تكون الجماهير الثائرة على بصيرة من امرها والقيادة ثابتة على الأهداف ، فالسكون والركون الى الظروف تظل اخطر بنظر أئمة الزيدية.
منذ مارس الفين وخمسة عشر يخوض اليمنيون معركة غير متكافئة مع تحالف يضم في طياته الولايات المتحدة الامريكية الأعلى تكنولوجيا عسكرية والى جانبها أوروبا ، ودول خليجية هي الأعلى وفرة في الطاقة ، في مقابل ثوار 21 سبتمبر والذين ورثوا دولة منهارة وبلد يعد الافقر عالميا نتيجة سياسات الأنظمة السابقة ، ووفقا لهذه المعادلة فالنصر غير وارد لليمنيين .
وللعام الثامن يحي اليمن ذكرى ثورة الامام زيد في ظل العدوان ، ما يعد تجسيدا عمليا لتلك المبادئ التي ثار على أساسها زيد ووقف وحيدا في وجه طغاة عصرة على وفرة إمكاناتهم وقلة ناصريه ، لكن ثورته آنذاك دقت الاسفين الأخير في ملك بني امية واعادت فكر الثورة والنهوض الى ميدان الامة الإسلامية بعد فاجعة الامام الحسين في كربلاء .
الوعي والايمان بحتمية النصر مهما كانت البداية قاتمة وغير واضحة المسلك هو الوضع الذي وقف قبل الف عام وراء إطلاق الامام زيد عليه السلام شعاره الخالد البصيرة البصيرة ثم الجهاد ، وهو الوضع ذاته الذي استمد منه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عبارته الشهيرة يقينا بهزيمة العدوان وعدم تمكنه من رقاب اليمنيين ” في اليمن هذا غير وارد ” عبارة تحولت الى ايقونة انتصار يرددها الصغار قبل الكبار ، وتحولت شعلة ايقظت الكرامة والعنفوان اليماني من سباته ليقدم أروع صور الصمود والقتال ويجعل عقول الجنرالات العسكريين حائرين على امتداد العالم .
ولعل من يقرب هذه المقارنة وهذه العلاقة بين اليمنيين ومبادئ الامام زيد عليه السلام الشاعر عبد السلام المتميز في قصيدته الملحمية بصيرة زيد والتي تناول فيها وضع اليمن في ظل سيطرة الوهابية حيث تمكن عملاء السعودية من البقاء في السلطة وإبقاء الشعب اليمني رهنا لإرادة واشنطن بالوكالة وفي معسكر الحلف الأمريكي في المنطقة ، بما في لك المنطقة الزيدية والني عاشت فترة عصيبة وصراعا داخليا بوجوب الالتزام بمبادئ الامام زيد في عدم الركون الى ذلك الوضع مع سيطرة عملاء واشنطن على الدولة وسوق الشعب اليمني الى مذبح التطبيع الذي نجا منه بفضل ثورة 21 سبتمبر .
شابهت ثورة 21 سبتمبر ،ثورة الامام زيد عليه السلام لكونها شابهت فترة نهوض الامام زيد ضد بني امية ، ولجهة وقوعها في وقت مضى على الامة عقودا في السبات حتى هيء للمحللين وخبراء الاجتماع انها لن تنهض ، ولجهة وعي قيادتها بالدرجة الأولى والتي ثبتت على الأهداف رغم قتامة المشهد الاولي للمعركة في مارس 2015م ، وبالوقائع العملية اثبتت القيادة الثورية لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ان مبادئ الامام زيد صالحة للتطبيق في أي مكان وكل زمان .
بعد ست سنوات من سياسة الصمود والدفاع قدر المستطاع نجحت صنعاء في قلب المعادلة ، ووقف العالم مذهولا في اعقاب الانباء عن سقوط فرضة نهم وسيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على مفرق الجوف الاستراتيجي ، وانعكاس الهجوم باتجاه مأرب بعد ان كان باتجاه صنعاء لصالح الطرف الاخر .. وتتابعت تلك الانتصارات لتوسع مساحة المنطقة المحررة بنهاية عام 2021م بأضعاف ما كانت عليه قبيل فبراير 2020م .
وما من شك ان اليمن في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المنبثقة روحا وفكرا من ثورة الامام زيد و مبادئه مختلفة كلية عما ارتبط بالأذهان لعقود ابان سيطرة الأنظمة السابقة والعميلة للخارج ، رغم العدوان والحصار تصدر اليمن في سنوات قليله منذ اسقاط طوق العمالة المشهد المقاوم واضحى القلق الأكبر للصهاينة في فلسطين وطغاة العالم ، وهو يغدوا الملهم لكل الاحرار في العالم .
تقرير/ابراهيم الوادعي