اليمن عصيُّ على الغزاة: هكذا حزمت بلاك ووتر أمتعة الرحيل وربما غداً السودان والإمارات وغيرها من دول العدوان ستعترف بذلك وتنسحب
أدركت السعودية منذ اليوم الأول لعدوانها على اليمن أن لا مناص من “دعم” الحلفاء والمرتزقة لتحقيق أهدافها في اليمن. الفشل السعودي في إقناع كل من مصر وباكستان للدخول إلى اليمن، دفع بها للجوء إلى دول كالسودان وجيبوتي تارةً، ومنظمات عسكرية تابعة لمرتزقة كـ”بلاك ووتر” الأمريكية أخرى.
التطور الجديد اليوم في العدوان السعودي الذي تتسارع أحداثه بسرعة عالية، سواءً على الأراضي اليمنية حيث تشتد المعارك في مختلف المحافظات لاسيّما جبهة العمري في محافظة تعز، ما دفع بـ”بلاك ووتر” لحزم أمتعتها وتجهيز 5 طائرات لنقل مرتزقتها من اليمن بعد الخسائر الفادحة التي تكبّدتها، وإثر قرار لرئيس مجلس إدارة مفوضية فرسان مالطا “بلاك ووتر”، أو في الداخل السعودي الذي تلقّى عدّة صواريخ باليستية في الساعات الأخيرة، وقبيل إنطلاق المناورات العسكرية السعودية “رعد الشمال” التي بدأت فجر اليوم الأربعاء بمشاركة عدّة دول عربية وإسلامية.
أولاً: يكشف هذا الانسحاب مدى التخبّط السعودي على الساحة اليمنية حيث صرفت كل من السعودية والإمارات، ولكل أهدافه الخاصة، مليارات الدولارات بغية تحقيق أهدافها في اليمن وعاصمته صنعاء التي كانت عصيّة طوال التاريخ على الغزاة والمرتزقة.
ثانيا: رغم أن انسحاب “بلاك ووتر” كان متوقعاً لدى العديد من الخبراء، إلا أنه جاء في وقت تصح تسميته بالقاتل بالنسبة للسعودية التي تبحث عن أي نصر هنا أو هناك قبل ساعات من انطلاق مناورات “رعد الشمال” التي تستمر 18 يوما بأكثر من 150 ألف عنصر من مصر والأردن والسودان والإمارات واليمن وباكستان إضافة إلى السعودية.
ثالثاً: هروب القوّة الضاربة في منظمة بلاك ووتر التي تضم 800 مقاتل، تم نشرهم في الخطوط الأمامية، و100 منهم ينتشرون في ميناء عدن الخاضع لسيطرة التحالف، حسب جريدة “التايمـز” البريطانية، تتزامن وترويج سعودي غير مسبوق للسيطرة على صنعاء خلال أيام، ما يفتح على القوات الغازية جبهة جديدة تكفّلت بها سابقاً منظمة “بلا ووتر” التي يتقاضى أعضاؤها آلاف الدولات شهريا.
رابعا: كشف السعودية مؤخراً عن مشروع لإرسال قوات سعودية خاصّة إلى سوريا، فهل ستكون هذه القوات السعودية هي مرتزقة “بلاك ووتر” نفسها، أم أنها تريد الاستعانة بمرتزقة من دول أخرى. كيف للسعودية أن تنتقل إلى سوريا وهي غارقة في المستنقع اليمني؟
اذاً، يظهر من خلال هذه النقاط أن السعودية التي تتخذ، اليوم أكثر من أي وقت مضى، من التهور عنواناً لسياستها الخارجية في ظل تحكّم محمد بن سلمان في القرار السعودي، ستغرق في المستنقع السعودي، تماماً كما هو الحال في اليمن.
المضحك المبكي أن ضباط محمد بن سلمان الذي زار القوات العسكرية في المنطقة الجنوبية في مدينة جيزان، للانتقال بعدها نحو الشمال السعودي حيث تجري المناورات في خطوة إعلامية عنوانها “التنقّل بين الجبهات” يتداولون فيما بينهم أن “مستشاري محمد بن سلمان حذروه من خطورة انضمام عدد كبير من مقاتليه لداعش إذا وصلوا الجبهة لكنه لم يكترث بهذا الرأي٬ كما يتساءل الضباط عن سبب اتخاذ قرار بالمحاربة في ميدان صعب مثل سوريا رغم استمرار المواجهة مع الجيش اليمني وأنصار الله واللجان الشعبية والتي لا تجري لصالح الجيش السعودي”، وفق ما كشف المغرّد السعودي مجتهد في تغريدة له حول مناورات “رعد الشمال”.
اليوم بلاك ووتر، وربما غداً السودان والإمارات وغيرها من دول العدوان التي ستترك الرياض وحيدة في اليمن، ولكن يبقى الشعب اليمني ضحية لهذه الدول التي تتشدق بالشرعية وحقوق الإنسان في ظل محاصرتها لشعب بأكمله والإعتداء عليه يومياً في ظل دعم أمريكي وخمول أممي.
لقد حزمت منظمة “بلاك ووتر” الإرهابية أمتعة الرحيل لتعود من حيث أتت بعد أن أيقنت أن التجارة بدماء اليمنيين غير مربحة، لأنها تدفع أثماناً باهظة. “بلاك ووتر تلقّت الرسائل اليمنية قبل السعودية وبقيّة قوى العدوان حيث حزمت أمتعة الرحيل كي لا تحزم أمتعة جنودها الخشبية (التوابيت)”، وفق ما يرى مسؤول ميداني في اللجان الشعبية.