اليمن شق عصا الطاعة على الوصاية وحطم محرمات أمريكية وخليجية”تحليل “
الحقيقة /تحليل / محمد ابو نايف
أميركا تأمل في كسر إرادة الخروج على الوصاية الدولية من خلال الحرب على اليمن والبيت الأبيض الذي يشرف على حرب بالوكالة في اليمن
يراهن على طمأنة دول الخليج إلى حماية استقرارها السياسي، لكنه يأمل كسر إرادة الخروج عن الوصاية الدولية.
اليمن هو آخر ما كانت تتوقعه الإدارة الأميركية في شق عصا الطاعة والخروج على وصايا تراها ملاذاً شافياً لبلدان ما يسمى الربيع العربي. فاليمن هو أفقر هذه البلدان مالاً، وأقلها موارد وثروات قابلة للبيع في سوق العملة الصعبة، لكن هذا الفقر ربما هو ما دفع اليمن قبل غيره للاعتماد على رأسماله السياسي في رفض التوصيات المعلبة للمبادرة الخليجية والوصاية الخارجية.
شكك اليمن بما اصطلح على تسميته “شرعية دستورية” تكتفي بإزاحة رأس السلطة في الانتقال إلى الأقلمة والفدرلة، تحت إشراف الدول العشر والبنك الدولي.
أخذ اليمنيون على عاتقهم البحث فيما بينهم انتقالاً آخر في سياسة مستقلة، وربما لم يهتم اليمنيون إلى أنهم بذلك يحطمون محرمات لن تقف أمامها الإدارة الأميركية ولا الدول الخليجية مكتوفة الأيدي.
تخشى إدارة واشنطن انتقال عدوى الاستقلال السياسي في اليمن إلى بلدان عربية أخرى لا تزال تراهن على وصفة جاهزة من ذوي الأمر والنهي في ما وراء البحار.
أما خشية دول الخليج فهي أدهى وأمر إذا نجح تمرد حديقتها الخلفية في مثل نموذج ثروتها المالية بنموذج مختلف لا يشترى بالمال ولا يباع. هذه المفارقة ربما وضعت دول الخليج أمام مخاطر ثورة الأحرار في اليمن، التي تهدد قيمها العليا بعدم استقرار منظومة الريع حتى إذا لم ترمها الثورة بكلمة نابية.
لعله التهديد الأصعب الذي يمس دول الخليج بعد قلة حصاد المراهنة على الاحتراب المذهبي والتخويف من إيران. في هذا الخضم العميق تبدو دول الخليج ذاهبة إلى ردود فعل قصوى ربما غير عابئة بمخاطر حرب طويلة تستكمل ارتداداتها في المنطقة ودول الخليج. ربما تعول على تجنيد فقراء عرب ومسلمين كحطب لنار الحرب على أمل أن يشهد اليمن جوعاً يأكل جوع.
لكن ما لم تحسب له دول الخليج أي حساب هو أن يتحول الدفاع إلى هجوم فعندها لن يدافع المرتزقة ولا الجنود المستأجرين عن أرض ليست أرضهم مقابل النقود وسيكون الهرب أمام اجتياح اليمانيين بشدة بأسهم هو الخيار الأقرب للعقل والمنطق وهذا ما يحدث فعلاً ..
بالأمس يخاطب قائد الثورة اليمنية السيد القائد عبدالملك الحوثي شعب الجزيرة ويقول لهم : “أنتم إخوة لنا وأشقاؤنا، ونحن لا نستهدفكم لأننا ندرك أنكم مظلومون، والنظام السعودي جرف مئات المنازل والمزارع ويتعامل معكم كمواطنين من الدرجة الثانية، ويتعامل مع السكان في المنطقة الشرقية كمواطنين من الدرجة العاشرة. وأضاف “نحن مستعدون أن نمد أيدينا إليكم لتتحرروا من النظام السعودي” مؤكداً أن حالة الغضب هي باتجاه النظام السعودي وليس المواطنين في شبة الجزيرة العربية .
اليوم يعرف كل اليمنيون كما الخليجيون أن جنود الجيش اليمني واللجان الشعبية قادرون على السيطرة على كل المناطق الجنوبية في الحد الجنوبي للمملكة السعودية وهذا الأمر بات حقيقة علمية وليس تكهنات فكل الأرض اليوم يسيطر عليها اليمنيون بالرغم من عدم اعلانهم لسيطرتهم عليها حتى الآن . فمدينة نجران مثلاً محاصرة منذ أكثر من ستة أشهر ولم تستطع القوات السعودية تحريرها أو طرد اليمنيين منها بالرغم من مفاوضات ظهران الجنوب وبدء أعمال لجان التهدئة في أبريل الماضي .
ينتظر آل سعود في مستقبل الأيام مفاجأت وليس تكهنات فكما عودنا أنصار الله الحوثيون أنهم قبل أن يدخلوا في أي معركة يكسبونها طبعاً ينشدون لها الزوامل لتهئية المجتمع هناك بتقبل الوضع الجديد كما فعلوا في مناطق حاشد وعمران وثم في صنعاء
في العام 2014 م .
وبعد عام ونصف من الحرب السعودية على اليمن يخاطب قائد الثورة اليمنية شعب الجزيرة مطمئناً سنخلصكم من حكم آل سعود في نية واضحة لإسقاط المدن وتسليمها لأهلها ووصاية اليمنيين عليها من جديد .
هذا ما يلوح في الأفق من أحداث عظام ينهار فيها حكم آل سعود تدريجياً ويفقدون سيطرتهم على المناطق التابعة لهم واحدةً تلو الأخرى …
وما النصر إلا من عند الله…